
يقولون أن الصورة تعادل ألف كلمة، لذلك فالصورة المتحركة تعادل ألف خطاب، ونحن قد برعنا في فن الخطاب وفشلنا في إكتساب قلوب الآخرين، وبالرغم من عدالة قضيتنا إلا أننا نستخدم إسلوب خطابي حماسي ثوري تهديدي توعدي قد يلهب قلوبنا ولكنه ينفر قلوب الآخرين، يقف القائد الفلسطيني وسط آلاف يزعق ويهدد ويتوعد بالساعات ويرتقب العدو الإسرائيلي كلماته فينتقي منها مايدين الطرف الفلسطيني ليعيد طرحها للمجتمع الأمريكي من خلال آلته الإعلامية فيزداد الغرب نفوراً منا بالرغم من عدالة قضيتنا وكلما زادت مدة الخطاب وزادت حماسة الخطيب وسعت دائرة إنتقاءات العدو، وإذا كان هناك تحيز غربي وبالتحديد أميركي واضح للجانب الإسرائيلي على حساب حقوقنا فهو نتاج اللوبي الصهيوني وطريقته في التأثير على السلطة الأميركية من خلال مؤسساتها المختلفة، ولكن أن يتعاطف الرأي العام الأميركي والمجتمع الأمريكي مع إلإسرائيليين على حساب العرب والفلسطينيين فهناك خطأ ما في التناول والتعامل والخطاب الموجه لهم
الأسبوع الماضي أعلن معهد جالوب الأميركي أكبر مركز إستطلاعات رأي في العالم نتيجة لإستطلاع رأي عن مدى تعاطف الأميركيين مع 20 شعب من شعوب العالم ومدى دعمهم لهم، والنتيجة المفاجئة أوضحت أن 67% منهم يتعاطفون مع إسرائيل التي حلت في المركز الخامس بين الشعوب العشرين، بينما يتعاطف 20% فقط مع الشعب الفلسطيني المظلوم والذي حل في المركز السابع عشر بين عشرين شعب، إذن الإنحياز ليس فقط حكومي ولكنه أيضاً شعبي ، لماذا نفشل دائماً في كسب التعاطف الشعبي بالرغم من عدالة قضيتنا وبالرغم من الجور والظلم الواقع على حقوقنا ؟، السبب أننا لانجيد فن التعامل والتناول لقضيتنا والتسويق لها بالشكل السليم، بينما العدو ينشط ويُسوّق نفسه بكل سهولة، ليس بسبب أفعاله ولكن بسبب أخطائنا، نحن نقف نخطب ونزعق ونهدد ونكيل ونتوعد وهو يستقبل ويعيد الإرسال، والآخر لايريد أن يرى زعيقاً أوصوتاً عالياً ولا وجوه عابسة غاضبة حانقة ليتعاطف، هو يتعاطف مع من يخاطب قلبه وروحه وضميره، وهذا الخطاب أكثر مايكون في الفنون والآداب، في القصص والروايات، في الصور والأفلام، في الفن والإبداع ... ويتبقى سؤال هام ولماذا نسعى لكسب تعاطف الشعوب الغربية ونريد كسب قلوبهم في حين أن مطالبنا عادلة والحق في صفنا، والإجابة بديهية أن حكومات تلك الدول تحترم شعوبها وتنزل على رغبتهم لأنها حكومات منتخبة من الشعب، فإذا إستطعت أن تكسب تعاطف شعوبهم وقناعة مواطنيهم كسبت إهتمام حكوماتهم بقضيتك
كانت تلك المقدمة الطويلة تمهيداً لفيلم رسوم متحركة فلسطيني مدته دقيقتين ونصف الدقيقة فقط يرسل رسالة أبلغ من ألف خطاب حنجوري، وأقوى من ألف شخص مقنع يخفي وجهه ويحمل السلاح ويحمل إسم كتيبة أو ميليشيا، في وقت يفترض فيه أن تكون صور هؤلاء وخطب هؤلاء وسلاح هؤلاء في السر وخفية بعيداً عن أعين الكاميرات، هكذا تقول السياسة وهكذا يقول الذكاء، الفيلم الفلسطيني يحكي في دقيقتين ونصف عن طفل تتحطم براءته في صورة معبرة مؤثرة أمام الصلف الإسرائيلي عندما يحاول أن يلهو ببراءته مثل كل طفل فيلعب بإطار يحركه ويجري خلفه ويدفعه بعصاه الخشبية، حتى يصطدم برجل أمن إسرائيلي يمثل الحاجز أو نقاط التفتيش، يطيح الرجل بإطار الطفل وكأنه يطيح ببراءة الطفولة، ويعاود الطفل الكَرّة ثانية وثالثة ورابعة وفي كل مرة يزداد غيظ وعنف رجل الأمن الإسرائيلي .. وقبل نهاية الفيلم تتضح الفكرة .. أفضل نشاهد الفيلم ونرى
الأسبوع الماضي أعلن معهد جالوب الأميركي أكبر مركز إستطلاعات رأي في العالم نتيجة لإستطلاع رأي عن مدى تعاطف الأميركيين مع 20 شعب من شعوب العالم ومدى دعمهم لهم، والنتيجة المفاجئة أوضحت أن 67% منهم يتعاطفون مع إسرائيل التي حلت في المركز الخامس بين الشعوب العشرين، بينما يتعاطف 20% فقط مع الشعب الفلسطيني المظلوم والذي حل في المركز السابع عشر بين عشرين شعب، إذن الإنحياز ليس فقط حكومي ولكنه أيضاً شعبي ، لماذا نفشل دائماً في كسب التعاطف الشعبي بالرغم من عدالة قضيتنا وبالرغم من الجور والظلم الواقع على حقوقنا ؟، السبب أننا لانجيد فن التعامل والتناول لقضيتنا والتسويق لها بالشكل السليم، بينما العدو ينشط ويُسوّق نفسه بكل سهولة، ليس بسبب أفعاله ولكن بسبب أخطائنا، نحن نقف نخطب ونزعق ونهدد ونكيل ونتوعد وهو يستقبل ويعيد الإرسال، والآخر لايريد أن يرى زعيقاً أوصوتاً عالياً ولا وجوه عابسة غاضبة حانقة ليتعاطف، هو يتعاطف مع من يخاطب قلبه وروحه وضميره، وهذا الخطاب أكثر مايكون في الفنون والآداب، في القصص والروايات، في الصور والأفلام، في الفن والإبداع ... ويتبقى سؤال هام ولماذا نسعى لكسب تعاطف الشعوب الغربية ونريد كسب قلوبهم في حين أن مطالبنا عادلة والحق في صفنا، والإجابة بديهية أن حكومات تلك الدول تحترم شعوبها وتنزل على رغبتهم لأنها حكومات منتخبة من الشعب، فإذا إستطعت أن تكسب تعاطف شعوبهم وقناعة مواطنيهم كسبت إهتمام حكوماتهم بقضيتك
كانت تلك المقدمة الطويلة تمهيداً لفيلم رسوم متحركة فلسطيني مدته دقيقتين ونصف الدقيقة فقط يرسل رسالة أبلغ من ألف خطاب حنجوري، وأقوى من ألف شخص مقنع يخفي وجهه ويحمل السلاح ويحمل إسم كتيبة أو ميليشيا، في وقت يفترض فيه أن تكون صور هؤلاء وخطب هؤلاء وسلاح هؤلاء في السر وخفية بعيداً عن أعين الكاميرات، هكذا تقول السياسة وهكذا يقول الذكاء، الفيلم الفلسطيني يحكي في دقيقتين ونصف عن طفل تتحطم براءته في صورة معبرة مؤثرة أمام الصلف الإسرائيلي عندما يحاول أن يلهو ببراءته مثل كل طفل فيلعب بإطار يحركه ويجري خلفه ويدفعه بعصاه الخشبية، حتى يصطدم برجل أمن إسرائيلي يمثل الحاجز أو نقاط التفتيش، يطيح الرجل بإطار الطفل وكأنه يطيح ببراءة الطفولة، ويعاود الطفل الكَرّة ثانية وثالثة ورابعة وفي كل مرة يزداد غيظ وعنف رجل الأمن الإسرائيلي .. وقبل نهاية الفيلم تتضح الفكرة .. أفضل نشاهد الفيلم ونرى
فلنجعل مليشياتنا وكتائبنا حاضرة في ثكناتها بعيدة عن عدساتنا، ولنجعل خطبنا الثورية في غرفنا المغلقة بعيدة عن ميكروفوناتنا، ولنظهر بوجه آخر للعالم نقدم فيه فنوننا ونخاطب به قلوبهم .. حتى تستطيع السياسة أن تخاطب عقول حكوماتهم