شخصيات ومواقف

عمرو صلاح
في مرحلة الطفولة كان عمرو صلاح هو أحد الجيران الذي يكبرني بعامين وكان الكل يتجنبه فقد كان عمرو بالرغم من قلة حجمه الملحوظة إلا إنه كانت يتمتع بلسان سليط يوجهه على الجميع بإسلوب لم نعتاد عليه في تلك المرحلة الطفولية فتعجز ألستنا عن الرد ويكيل بلسانه أفظع الشتائم للجميع بلا إستثناء وبفضل لسانه كنا نعتبره أقوى شخص فكان الجميع يتجنبه بالرغم من محاولاته المتكررة لإفتعال مشاجرة ننجح في تجنبها ، وكان إذا أراد منا أحد أن يهدد آخر يضايقه يقول له إنه سوف يشتكيه لعمرو صلاح ، وكان المارة العابرين لايسلمون من لسان عمرو صلاح والعجيب أنهم كانوا هم الآخرين يدعونه وشأنه ، حتى جاء يوم يلعب فيه أحد الاشخاص الغرباء في الحديقة التي يطل عليها شباك منزل عمرو صلاح ، فما كان من عمرو إلا أن شتمه وتوعده بالويل والثبور وعظائم الامور إذا لم يمشي فورا ، تعجب الولد ورفض المشي ورد الشتيمة بالشتيمة فما كان من عمرو إلا أن قفز من شباك الدور الارضي ليلقن الولد الغريب درسا لن ينساه ، وقف الولد مكانه وماأن إبتدأ عمرو بالعراك حتى أوقعه الولد على الارض وكال له اللكمات يمينا ويسارا وسال الدم من عمرو من كل إتجاه ولم ينطق الولد بكلمة وتركه جثه هامدة إلا ان لسان عمرو رفض الصمت وخرج بصعوبة يتوعد الولد وهو مغادرا قائلا وكل يوم من ده .. هاحرمك تعدي من هنا
----------------------

نظمي
دخلت كلية هندسة ونظمي طالب بالبكالوريوس ووصلت البكالوريوس ونظمي مازال طالبا به ، كنت اجلس في مقر الأسرة الجامعية بحديقة الكلية مع إحدي الزميلات وحدنا وبيدي قطعة بسكويت بالعجوة وبما أنه لم يعجبني طعم العجوة فأكلت البسكويت وتركت العجوة أكورها بين أصابعي فدخل علينا نظمي متسائلا عما في يدي فنظرت بين أصابعي ثم قلت له ده حشيش لما علمت سابقا بأن الحشيش يشبه العجوة فإقترب نظمي مني ممسكا يدي متفحصا إياها و قال لي دي عجوة ، ثم مد يده الى جيبه مخرجا قطعة مغلفة بالسوليفان قائلا ده الحشيش
------------------------

أبو بكر
أيام الجامعة كان أبو بكر هو الشخص الثري الذي يعمل والداه بدبي تاركين له فيلا وسيارة ومال وكان أبو بكر يحمل ملامح قاسية لاتنم عن طيبته الكبيرة وكان يريد أن يبدو دائما بصورة الشاب الروش ، وفي يوم ذهبنا أنا وهو وعصام نسهر عنده فمر على أحد المحال ليحصل على فيلم ثقافي فقد كان الوحيد بينا الذي لديه فيديو واحضرالشريط وذهبنا الى فيلته وأبو بكر ممنيا نفسه بسهرة رائعة معداً لها ساندويتشات جاهزة ومياه غازية وتسالي ، ودار الشريط ويظهر فيلم يدور في الأدغال ويخبرنا أبو بكر إنه فيلم رائع رآه سابقا ويدو الفيلم ولاحس ولاخبر ربع ساعة .. نص ساعة .. وتظهر ضحكات مكتومة من عصام لم يلحظها أبو بكر إلا بعد حوالي ساعة تقريبا مغلقا الفيديو ويلقي بالشريط على الأرض وهو يسب ويلعن صاحب محل الفيديو لينفجر عصام ضاحكا ً فقد إنتهز فرصة تجول ابو بكر داخل المحل مشاهدا بعض صور الشرائط ليستبدل الشريط من البائع بشريط عادي فقد أوصى والدا أبو بكر عصام عليه ، وكانت ليلة لم تخلو من الضحك طول الوقت على حال أبو بكر وهو ممنيا ً نفسه بسهرة حمراء ، آه نسيت أقول إن أبو بكر طردنا يومها من بيته
------------------------

حسن فوزي
كان حسن من الشخصيات ما أن تحكي لها موقف حدث لك حتى يقاطعك ليحكي لك موقف مشابه ، ومن الممكن أن يحكي عشرة مواقف مشابهة لعشرة مواقف تحكيها في المرة الواحدة ، وبما أن الحكايات لاتمر عندي مرور الكرام فكنت أكتشف دائما الثغرة التي تبين كذب كلامه ، فمثلا تحكي موقف حقيقي حدث لك فيقاطعك بحكاية موقف مشابه حدث له منذ سنوات بعيدة ومن التفاصيل يحكي إنه إتصل بأحد زملائه بالموبايل علما بأن الموبايل لم يكن قد ظهر وقتها ، أحكي له يوم ماضاع الموبايل يحكي لك أنه فقد الموبايل الذي بيده وكان يسير بين الحدائق فوجد ضوء يطفئ وينير بين الحشيش وماهو إلا تليفونه الذي فقده ، أنظر لجواله أجده من النوع الغير مزود بلمبة الإستقبال التي تطفئ وتضئ ، وهكذا هو حسن فوزي
------------------------------

المرأة المجهولة
عملت في الأجازة الصيفية بمشروع أقامه مجلس المدينة لشباب الجامعة يستغل فيها طاقة وثقافة شباب الجامعة وكان المشروع عبارة عن تطوير حديقة عامة على النيل لتحويلها لحديقة خاصة يديرها الشباب فترة الصيف ثم يسلمها بعد ذلك لمجلس المدينة ونظرا لخصوصية الحديقة بعد تحويلها كانت مضاءة إضاءات خافتة تساعد على الجو الرومانسي وكانت كميات من الماء تغطي بعض مناطق الحديقة مكونة نجيلة موحلة ، وجاءت إحدى الفتيات البيئة وجلست قالت لي والنبي ياسمك إيه عايزة قبل أي حاجة كوباية ميه
طلبت من شعبان وهو الذي يقوم بدور الجرسون ويعمل بالنهار عامل نظافة في الشارع كوباية المية الساقعة وما أن قدمها لها حتي سكبتها على حذائها الذي توحل بالطين ، ثم طلبت كوبا ً آخر ونظراً لندرة المياة المثلجة طلبت من شعبان كوب مياه من جردل المياه المعكرة الذي توجد فيه زجاجات المياه الغازية وما أن قدمه شعبان للمرأة حتى تناولته كله على فم واحد ونظرت لي وقالت ربنا يكرمك ، يبدو أن الإضاءة الخافتة تعمل على تجاوز أمور عديدة
نسيت أقول إن دوري إني كنت آخد الأوردر وأقول لشعبان عليه وأحاسب الزباين والحساب كان تقديري طبقا لطبيعة الزبون
وهناك شخصيات ومواقف أخرى كثيرة عسى تجد طريقها إلى حكاوي يوماً ما
----------------------
في رحلة الحياة قد تتشابه الشخصيات والمواقف مع الآخرين ولكن وقعها يظل دائما مختلفا ً من شخص لآخر