أكثر مايربط السيد ماجد جورج وزير البيئة بالبيئة هو شكله ، فعندما تراه تجده أنيقاً جميلاً واخد دش سخن وشارب القرفة ، وغير ذلك فالرجل نكبة على بيئة مصر فالتدهور البيئي في مصر وصل إلى أقصى مداه ، قرأت خبر اليوم يقول أن القاهرة الآن وصلت مرحلة من تلوث الهواء تجعلها الأولى عالمياً ، وبالرغم من أن السيد ماجد جورج صرّح لبرنامج الحياة اليوم منذ بضعة أيام أن مصر ليست متدهورة بيئياً بالشكل الذي يتصوره البعض ، وأنها ليست ضمن قائمة الدول العشر الأسوأ بيئياً ، ولكني لن أستطيع أن أصدقه وأكذب أنفي ، فنحن ياسيدي الدولة الوحيدة في العالم الذي تشم فيه رائحة الحريق ولاتراه ، لقد كلفني تجاهل حضرتك أربعمائة جنيهاً منذ بضعة أيام عندما بادرت زوجتي بشراء منشر غسيل لتتفادى رائحة الحريق في الغسيل المنشور على الحبل برغم المجهودات الفظيعة من أريال وبرسيل وقرينتاهم من تركيز رائحة الفل والياسمين في الملابس التي تتلاشى مع سحابتك السوداء
تقارير المراسلين هذه الأيام لا هم لها في مصر ولا يجد مراسليها ولا مصوريها أهم من زبالة القاهرة في تصويرها بصورة جعلت بعض التعليقات لاتتخيل حدوث ذلك في الواقع بل وتعتقد أنها في فيلم سينمائي ، ولماذا نذهب بعيداً فالفيلم الوحيد البارز لنا هذا العام كان الفيلم التسجيلي أحلام الزبالين ( أنصحك بزيارة رابط الفيلم ) والفيلم من كثرة إغراقه في المحلية وإختراقه لكل المعقولات الحياتية حصد جوائز لا تكفي تدوينة واحدة لسردها
لماذا أصبحت مدينتنا بمثل هذا القبح والسواد ؟ لماذا نفشل في تنظيف أنفسنا ؟ لماذا تعودت أعيننا على تقبل القذارة دون ضيق أو تأفف ؟ لماذا لايخدش حياؤنا نفاقنا البارعين فيه ولانخجل من أنفسنا ونحن نزيل بكل همة شتلات الزرع بعد زيارة المسئول ؟ لماذا نشارك في مؤتمر دولي عن أزمة المناخ لسنا مسؤلين عنه وماذا نفعل فيه ونحن لانفلح في أبسط شيئ وهو التخلص من قمامتنا ؟ لماذا نحن فاشلون ؟
فاشلون حتى في إدارتنا للأزمات بقرارات عشوائية من أشخاص غير مؤهلين علمياً لإتخاذ قرارات ، سمعنا بإنفلوانزا الخنازير وقبل أن تصلنا حالة واحدة قمنا بعملية فريدة لم تقم بها أي دولة اخرى في العالم متقدمة كانت أو متخلفة بإعدام جميع الخنازير بطريقة يعاقبنا عليها القانون الدولي والجمعيات الحقوقية بحرق الخنازير ، فأصبحنا الدولة التي تخلو من الخنازير وترتع فيها إنفلوانزا الخنازير ، فاشلون لأننا نعمل بجدية وهمة منقطعة النظير في الأمور التي تحمل بين طياتها خراب ودمار ، محافظ القاهرة الهمام الذي سارع بجدية ليتنا نجدها في أمور أخرى يصر بشكل مريب على هدم عقارات عزبة الهجانة ، وبكل سرعة إتخذ القرار ليلاً في لجنة الإسكان ،وسارع صباحاً وفي غفلة من الزمن ببلدوزراته لهدم عقارات صرف أصحابها عليها ملايين الجنيهات لتدميرها ، دون أن يكون لهم أي فرصة لعمل أي تسوية تكبح جماح الهائجين ، وبرغم إعتراف المحليات بخطأئها في ترك تلك العقارات تظهر في سنوات طويلة دون أي إجراء إلا أنها تقول أن ذلك لايمنع من تصحيح الخطأ .. ماتلك البجاحة ؟ أخطات إذن يجب أن يكون لديك نتيجة شجاعة إعترافك بالخطأ في التروي وإيجاد تسوية لاتضر بحقوق الآخرين ، والتأكيد أن الإزالات لن تطول إلا العقارت الغير شاغرة يزيدني غيظاً و حنقاً ، وماذا تختلف العقارات الشاغرة بالعقارات الغير شاغرة أليست كلها قد شيدت بأموال وعرق أصحابها ، وهل يصيب الكمد فقط أصحاب العقارات الشاغرة ولن يصيب أصحاب العقارات الغير شاغرة ... أليست المخاطر التي بسببها صدر القرار سواء في الحالتين .. لماذا هذا التفكير الغير سوي الذي ينتج عنه قرارات عوجاء تنم عن درجة غير قليلة من التردي العقلي تدفع أصحابها لعرضهم على مرتدي البلاطي البيضاء في أحدى المستشفيات القريبة من ميدان العباسية ... أين حكماء الحزب الوطني ؟ وأين هو المحجوب ومايحدث في محلياته ؟ وأين رأس الحكم القابع في روكسي والبيوت تنهار على أصحابها في الهجانة ؟ ولماذا تستعجلون نهاية خالد يوسف في فيلم دخان شحاته ؟ خالد يوسف توقعها في 2013 وأنت تستعجلونها قبل ذلك
فاشلون لأننا وكما قال محمد صبحي يوماً ما أننا كمسؤلين إكتشفنا أننا مش مسؤلين ؟ طالما المسئول يشعر أنه غير مسئول وكل مهمته تنحصر في أن تمر الأيام والليالي وهو في منصبه يجني منه مايساعده من غدر الزمان ، والمسئول يشعر أنه مسئول عندما يكون في بلد ديمقراطي يحاسبه الشعب على أفعاله وليس رؤساؤه ؟ وما البيئة والمحليات إلا كمثال ... الديمقراطية هي الحل وغير ذلك سوف نظل فاشلون كحكام ومقهورين كمحكومين
في النهار تولد الحكايات .... وفي أول الليل نحكيها .... وفي آخر الليل أسمع أحلى الحكايات
Friday, December 18, 2009
لماذا نحن فاشلون ؟ .. عن البيئة وأمور أخرى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
الديموقراطيه ليست حل فى حالتنا
ReplyDeleteفما فائده الديموقراطيه مع مجتمع لا يحاسب كل فرد فيه نفسه او يراعى فى احد ضميره الشخصى
اكيد لا تفيد
أهلاً يا صديقي
ReplyDeleteالسمكة تفسد من رأسها يا صديقي العزيز.. حين تحكم دولة كبيرة مثل مصر بعقلية موظف الحكومة الذي ينتهي من واجبه في منتصف النهار.. هذا ما تؤول إليه الأمور
حين تتخلص القيادة السياسية (رئيس دولة - رئيس الوزراء - المحافظ..) من دورها الإشرافي والتدخل المباشر وتترك كل لشيء لمن تحتها بإسم دولة المؤسسات والديمقراطية وتوزيع الاختصاصات ... هذا ما تؤول إليه الأمور
حين يموت الناس ولا تسمع عن قرار مباشر من القيادة العليا بحل مشكلة ما- وتتعلق كل الأمور برقبة الوزير .. هذا ما تؤول إليه الأمور
كل ذلك أدى إلى أن أصبحت مصر دولة العشوائيات
تحياتي
رغم غيابي عن التدوين والتعليق لديك سيدي الفاضل الا اني اري هذا الموضوع خارج نطاق التعليق
ReplyDeleteفلقد وصلت البلد لدرجة من الامؤاخذة القذارة والتلوث الي درجة لا ينفع معا التعليق
شكلها باظت
انظر حولك
د. خالد عزب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteنحن نعيش الفشل فى كل مناحى الحياة
وأصبحت قاطرة هذا البلد تسير بسرعة إلى الهاوية
ونسال الله السلامة
في النهاية كل شيء يؤول إلى الديموقراطية و إلى الشفافية!
ReplyDeleteبمناسبة الزبالة و تصويرها، اقرأ ما كتبه نبيل فاروق في الدستور. ليس موضوعا جديدا، لكني أتمنى أن يصبح موضوع رأي عام.
فى الصميم يافندم
ReplyDeleteتسلم ايدك ،، و أضم صوتى لصوت حضرتك
تقديرى و احترانى
بعيدا عن اي شئ .. منشر غسيل داخلي ب 400 جنيه ؟؟؟ ليه ؟؟ انا شارياه ب 80 جنيه لنفس الاسباب الوجيهة بالاضافة لجيراني المحترمين اللي غسيلهم بينقط علي غسيلي .. اعود و اتساءل .. منشر ب 400 جنية ؟؟؟
ReplyDeleteالفيلم التسجيلي ده
ReplyDeleteبيفكرني بالقول المأثور
"أحب الم الزبالة أووووي"
اكيد العيب في الفرعون الكبير اللي معلمش عياله انهم يحافظوا علي البيئه نظيفه
ReplyDeleteانا مش عارف ايه المسئولين اللي يستاهلو الضرب بالجزمه دول
هما مقروش الحديث ان كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ربنا ولا هو همه علي الكرسي وبس زي مايكون هيدخل بيه القبر
نفسنا في واحد عاوز يصحي بقييييييييي
في نقطه تانيه يا شقير
ReplyDeleteالناس بتهتم جدا بنظافه و شياكه بيوتها
انما بره بيوتهم يرمو و يتفو و يتبولو
الناس في مصر وصلت لشعور ان البلد ديه مش بتاعتهم
يا راجل ده الاهراملت و ابو الهول جمبيهم زباله رهيبه
ولازق فيها اسطبلات خيل و نزله السمان و عشوائيات
متوقع ايه من شعب فاقد الانتماء و التربيه "الصحيحه"
او عنده شيزوفرنيا .. زي الراجل ابو زبيبه الي طالع من الجامع و رامي كيس الزباله جنبيه
Sorry but in general a lot of Egyptians are not clean and know little about hygiene.
ReplyDeleteEveryone should start with themselves first before pointing a finger at the government and local officials.
People should stop throwing stuff from the car like used tissues. People should stop throwing garbage wherever they can because it's more convenient. A disgusting habit I see is people blowing their nose without using any tissues. People do not clean outside their apartments and throw garbage fi beer elsellem. elakh.. elakh.. elakh.. (etc in English!)