كثرة الأخبار الغير منطقية زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة .. وهي بشكل عام تعتبر ميزة لأي مدون يجد فيها مادة خصبة لطرح مايعتمر في صدره ولكنها إنعكست عليا سلبا بشكل كبير في الكتابة من كثرتها وحدتها تطرفها وعدم منطقيتها وتعددها وكثافة تكرراها لدرجة جعلت من الصعب ملاحقتها فإكتفيت بطرحها والتعليق السريع عليها على المواقع الإجتماعية مثل تويتر والفيس بوك
التناول والتعامل مع كثرة الأخبار الغير منطقية جعلني أشعر أنني أعيش في حالة عبث .. والعبث يصعب معه التناول المنطقي وسأكتفي بمثالين صغيرين لايفصل بينهما إلا 48 ساعة .. لاشك أن كلنا يعرف أننا نعاني من مشاكل ثقافية كبيرة ومتعددة لن نعددها فأصحابها هم أعلم وأدرك مني بها .. ومن الإجحاف حصر المشاكل الثقافية في ميزانيات لمركز ترجمة ولا ميزانية لصندوق علاج الكتاب .. المشكلة الأساسية هي عدم وجود رؤية واضحة وإستراتيجية محددة لقطاع الثقافة يتم من خلالها تهيئة المناخ لحل مثل تلك المشكلات الصغيرة السابق ذكرها
لذلك فإن مقابلة الرئيس للمثقفين وهو وصف ننفرد به في مصر بإلقاء هذا اللقب على أشخاص دون غيرهم .. فتعريف المثقف شيئ معقد وهناك عشرات المفكرين وعلماء الإجتماع إجتهدوا في وضع تعريف محدد للمثقف وإن لم يستطع أحدهم التفرد بوضع تعريف واضح له مثل معظم المصطلحات الأخرى .. ونحن إن كنا في مصر قد إستطعنا الوصول لذلك بأن المثقف هو أحد إحدى عشر شخصا قابلهم الرئيس مؤخرا وأطلقت عليهم الميديا لقب مثقفين .. ومهما إختلفنا في تعريف المثقفين إلا أننا نجمع على أنهم أولئك الأشخاص أصحاب العقول المفكرة ذات الأفق الأوسع في الشأن العام الذي يستطيع الإمساك بتلابيب الأمور وأساسها من واقع دراستهم وإطلاعهم وخبرات حياتهم .. لذلك عندما يقابل رئيس الدولة المثقفين فهو حدث جلل وشأن عظيم نظراً لما يتوقع طرحه من قضايا على تلك العقليات الفذة والغير تقليدية التي تختلف عن تلك العقليات التنفيذية التي تسير شؤون العامة .. إذن فهو لقاء معلن ورسمي يحضره وزراء الثقافة والإعلام وليست جلسه ترفيهية أو دردشة صباحية وإلا ماتم الإعلان عنها بهذا الشكل الرسمي .. معروف أن كل الرؤساء لهم جلسات ولقاءات وأحاديث غير رسمية مع شخصيات قريبة من ذلك التصنيف أقرب ماتكون للدردشة والحديث العام يتم فيها إستكشاف وجهات النظر ولايتم الإعلان عنها وإن كانت تحمل كثير من الأهمية بماتؤثر به على قرارات الرئيس .. ولكن في لقاء رسمي فالوضع يختلف حيث لامجال فيه للمجاملات ولا للحديث العام .. ولكن فيه طرح لقضايا جديّة ينتج عنها قرارات رئاسية .. اللقاء لم يستمر نصف ساعة ولا ساعة ولكنه كان قرابة 4 ساعات شملت نصف يوم كامل من عمل الرئيس
لذلك كان من الأهمية بمكان متابعة مادار في مثل هذا اللقاء .. وكتب يوسف القعيد في الدستور عن ،أسرار مقابلة الرئيس، وإحقاقاً للحق لقد كنت نهماً بمعرفة أدق التفاصيل والأمور الخاصة باللقاء وبالرغم من ثقل كتابة القعيد الصحفية الغير مريحة للقارئ إلا أنني كنت أرصد مايكتبه بإهتمام بالغ لتفاصيل اللقاء حتى وصلت لقوله "ولقد تبارينا جميعا في .. " فإنتهبت وإزداد تركيزي وبدأ الإدرينالين في الزيادة .. لأجده يقول "وقد تبارينا في ذكر أسعار الخضر كما نشتريها من الأسواق وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الطماطم وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الخيار وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الفاصوليا .." وبالرغم من أني أجلس وحيداً إلا أني وجدتني أطلق صوتا ينتج عن سحب الهواء من الأنف مع فتح الفم متبوعا بكلمة إستنكارية من ثلاثة حروف أولها يشبه آخرها .. أهذا هو حديث المثقفين ؟ أتلك هي مشاكل الثقافة مع أكبر رجل في الدولة ؟ إذا فبماذا يتكلم العاطلون على المقهى ؟ قد يقول قائل أن تلك كانت لقطة عابرة في لقاء ساخن ملئ بالموضوعات تخفف من حدة النقاش وتضيف نوعا من الحميمية والطرافة .. بحثت أن أي شيئ هام تم طرحه بإستثناء طرح المفكر السيد يسين في بداية اللقاء عن غياب علوم المستقبل من حياتنا وخلو الحياة المصرية من التفكير الإستراتيجي .. والذي أجزم أنه كان كلام ثقيل الظل على الإجتماع سرعان ماتم تجاهله .. فلم أجد .. سأفترض جدلا أنها قد تكون نقطة تعبر عن إهتمام قيادة البلد بكل كبيرة وصغيرة تهم المواطن البسيط .. ولكن هل كان للمثقفون طرح ؟ هل كان من القيادة طرح للحل ؟ إذاً لم يكن هناك ما يدل على ذلك .. إسمحوا لي هذا لايتعدى قعدة مقاهي .. ويالاّ هيصة ومقابلة رئيس و4 ساعات وشاي أخضر بالنعناع ومثقفين وصور .. وفرضاً أن ذلك موضوعاً يهم المواطن البسيط وتم طرحه مع رأس الدولة .. أليس من المنطقي أن يكون ذلك من أولويات الجهاز التنفيذي .. وخصوصا أنه الجهاز المعني بمثل تلك المشاكل .. حلو أوي
تعالوا نشوف العبث ونشوف الجهاز التنفيذي رأيه إيه فيما إهتم به الرئيس والمثقفون في مناقشته .. السيد مجدي راضي المتحدث الرسمي بإسم مجلس الوزراء كان يصاحب رئيس الوزراء أحمد نظيف اليوم في جولة في محافظة بني سويف يفتتح بعض المشروعات منها (أي والله) البوابة الإلكترونية للمحافظة ورداً على أسئلة الصحفيين حول إرتفاع الأسعار أجاب لافض فوه .. "طماطم إيه اللي بتسألوا عليها وباذنجان إيه ؟ ماعلاقة رئيس الوزراء بالطماطم والباذنجان ؟ أمامنا أهداف أهم من الطماطم والكوسة .." وعن سوء محصول القطن والمشاكل التي تهدد زراعته أجاب السيد راضي (مش الممثل الراحل) "إنت لسه فاكر القطن ؟ وناقص تطلب مني أكلمك عن القطن طويل التيلة .. ياإخوانا نتحدث عن الإستثمار عن التنمية عن هذه الإنجازات العظيمة مش الطماطم وطويل التيلة .." هذا ليس حديث كفتجي في شارع القصر العيني .. ولا عامل البوفيه في مكتب رئاسة الوزراء .. هذا المتحدث الرسمي لرئاسة وزراء مصر .. وقبله بيومين هذا حديث رئيس الدولة مع مثقفين مصر .. الذين صرحوا عقب اللقاء بشعورهم بالإطمئنان على مستقبل مصر وأن الرئيس بصحة جيدة .. ألا ترى أن نعيش حالة عبث ؟؟
التناول والتعامل مع كثرة الأخبار الغير منطقية جعلني أشعر أنني أعيش في حالة عبث .. والعبث يصعب معه التناول المنطقي وسأكتفي بمثالين صغيرين لايفصل بينهما إلا 48 ساعة .. لاشك أن كلنا يعرف أننا نعاني من مشاكل ثقافية كبيرة ومتعددة لن نعددها فأصحابها هم أعلم وأدرك مني بها .. ومن الإجحاف حصر المشاكل الثقافية في ميزانيات لمركز ترجمة ولا ميزانية لصندوق علاج الكتاب .. المشكلة الأساسية هي عدم وجود رؤية واضحة وإستراتيجية محددة لقطاع الثقافة يتم من خلالها تهيئة المناخ لحل مثل تلك المشكلات الصغيرة السابق ذكرها
لذلك فإن مقابلة الرئيس للمثقفين وهو وصف ننفرد به في مصر بإلقاء هذا اللقب على أشخاص دون غيرهم .. فتعريف المثقف شيئ معقد وهناك عشرات المفكرين وعلماء الإجتماع إجتهدوا في وضع تعريف محدد للمثقف وإن لم يستطع أحدهم التفرد بوضع تعريف واضح له مثل معظم المصطلحات الأخرى .. ونحن إن كنا في مصر قد إستطعنا الوصول لذلك بأن المثقف هو أحد إحدى عشر شخصا قابلهم الرئيس مؤخرا وأطلقت عليهم الميديا لقب مثقفين .. ومهما إختلفنا في تعريف المثقفين إلا أننا نجمع على أنهم أولئك الأشخاص أصحاب العقول المفكرة ذات الأفق الأوسع في الشأن العام الذي يستطيع الإمساك بتلابيب الأمور وأساسها من واقع دراستهم وإطلاعهم وخبرات حياتهم .. لذلك عندما يقابل رئيس الدولة المثقفين فهو حدث جلل وشأن عظيم نظراً لما يتوقع طرحه من قضايا على تلك العقليات الفذة والغير تقليدية التي تختلف عن تلك العقليات التنفيذية التي تسير شؤون العامة .. إذن فهو لقاء معلن ورسمي يحضره وزراء الثقافة والإعلام وليست جلسه ترفيهية أو دردشة صباحية وإلا ماتم الإعلان عنها بهذا الشكل الرسمي .. معروف أن كل الرؤساء لهم جلسات ولقاءات وأحاديث غير رسمية مع شخصيات قريبة من ذلك التصنيف أقرب ماتكون للدردشة والحديث العام يتم فيها إستكشاف وجهات النظر ولايتم الإعلان عنها وإن كانت تحمل كثير من الأهمية بماتؤثر به على قرارات الرئيس .. ولكن في لقاء رسمي فالوضع يختلف حيث لامجال فيه للمجاملات ولا للحديث العام .. ولكن فيه طرح لقضايا جديّة ينتج عنها قرارات رئاسية .. اللقاء لم يستمر نصف ساعة ولا ساعة ولكنه كان قرابة 4 ساعات شملت نصف يوم كامل من عمل الرئيس
لذلك كان من الأهمية بمكان متابعة مادار في مثل هذا اللقاء .. وكتب يوسف القعيد في الدستور عن ،أسرار مقابلة الرئيس، وإحقاقاً للحق لقد كنت نهماً بمعرفة أدق التفاصيل والأمور الخاصة باللقاء وبالرغم من ثقل كتابة القعيد الصحفية الغير مريحة للقارئ إلا أنني كنت أرصد مايكتبه بإهتمام بالغ لتفاصيل اللقاء حتى وصلت لقوله "ولقد تبارينا جميعا في .. " فإنتهبت وإزداد تركيزي وبدأ الإدرينالين في الزيادة .. لأجده يقول "وقد تبارينا في ذكر أسعار الخضر كما نشتريها من الأسواق وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الطماطم وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الخيار وإلى أي مدى وصل سعر كيلو الفاصوليا .." وبالرغم من أني أجلس وحيداً إلا أني وجدتني أطلق صوتا ينتج عن سحب الهواء من الأنف مع فتح الفم متبوعا بكلمة إستنكارية من ثلاثة حروف أولها يشبه آخرها .. أهذا هو حديث المثقفين ؟ أتلك هي مشاكل الثقافة مع أكبر رجل في الدولة ؟ إذا فبماذا يتكلم العاطلون على المقهى ؟ قد يقول قائل أن تلك كانت لقطة عابرة في لقاء ساخن ملئ بالموضوعات تخفف من حدة النقاش وتضيف نوعا من الحميمية والطرافة .. بحثت أن أي شيئ هام تم طرحه بإستثناء طرح المفكر السيد يسين في بداية اللقاء عن غياب علوم المستقبل من حياتنا وخلو الحياة المصرية من التفكير الإستراتيجي .. والذي أجزم أنه كان كلام ثقيل الظل على الإجتماع سرعان ماتم تجاهله .. فلم أجد .. سأفترض جدلا أنها قد تكون نقطة تعبر عن إهتمام قيادة البلد بكل كبيرة وصغيرة تهم المواطن البسيط .. ولكن هل كان للمثقفون طرح ؟ هل كان من القيادة طرح للحل ؟ إذاً لم يكن هناك ما يدل على ذلك .. إسمحوا لي هذا لايتعدى قعدة مقاهي .. ويالاّ هيصة ومقابلة رئيس و4 ساعات وشاي أخضر بالنعناع ومثقفين وصور .. وفرضاً أن ذلك موضوعاً يهم المواطن البسيط وتم طرحه مع رأس الدولة .. أليس من المنطقي أن يكون ذلك من أولويات الجهاز التنفيذي .. وخصوصا أنه الجهاز المعني بمثل تلك المشاكل .. حلو أوي
تعالوا نشوف العبث ونشوف الجهاز التنفيذي رأيه إيه فيما إهتم به الرئيس والمثقفون في مناقشته .. السيد مجدي راضي المتحدث الرسمي بإسم مجلس الوزراء كان يصاحب رئيس الوزراء أحمد نظيف اليوم في جولة في محافظة بني سويف يفتتح بعض المشروعات منها (أي والله) البوابة الإلكترونية للمحافظة ورداً على أسئلة الصحفيين حول إرتفاع الأسعار أجاب لافض فوه .. "طماطم إيه اللي بتسألوا عليها وباذنجان إيه ؟ ماعلاقة رئيس الوزراء بالطماطم والباذنجان ؟ أمامنا أهداف أهم من الطماطم والكوسة .." وعن سوء محصول القطن والمشاكل التي تهدد زراعته أجاب السيد راضي (مش الممثل الراحل) "إنت لسه فاكر القطن ؟ وناقص تطلب مني أكلمك عن القطن طويل التيلة .. ياإخوانا نتحدث عن الإستثمار عن التنمية عن هذه الإنجازات العظيمة مش الطماطم وطويل التيلة .." هذا ليس حديث كفتجي في شارع القصر العيني .. ولا عامل البوفيه في مكتب رئاسة الوزراء .. هذا المتحدث الرسمي لرئاسة وزراء مصر .. وقبله بيومين هذا حديث رئيس الدولة مع مثقفين مصر .. الذين صرحوا عقب اللقاء بشعورهم بالإطمئنان على مستقبل مصر وأن الرئيس بصحة جيدة .. ألا ترى أن نعيش حالة عبث ؟؟
عبث وأى عبث
ReplyDeleteمعك كل الحق فى الحالة العبثية التى تعيشها مصر فى الفترة الاخيرة ....
ReplyDeleteسوق العبور فعلا...اقل ما يقال عن الجلسة الاخيرة فعلا ...
منذ فترة وانا يلح على ذهني الفاصل المدرسي المسرحي الذي قامت بادائه مدرسة عاشور في فيلم الناظر
ReplyDeleteعشوائية وعبثية من اكبر لاصغر تفصيلة تمر على البني ادم المصري خلال يومه
عرضك رائع وخاصة سردك الاول عن توقعاتك وخيبة الامل التي نبتلى بها في كل شيء
باصبر نفسي
واقول
ارهاصات لشيء ما
الحال دة مش هيفضل كتير
خلاص بأة
أحسنت
ReplyDeleteلا حول و لا قوة الا بالله
ReplyDeleteأعتقد أن "المثقفين" لم يحرصوا فقط على مراعاة مشاعر الرئيس بل حرصوا أيضا على مراعاة عقليته ولذلك فلم يتعدى الحوار الذي استمر على مدار 4 ساعات حدود الطماطم والفاصوليا والكوسة مع مراعاة ان الكوسة هي المحصول الزراعي الأكثر أهمية في مصر فلابد أن يأخذ حقه في حوار كهذا ... أما رئيس الوزراء فهو أيضا معذور لأن الراجل حاياخد باله من ايه ولا ايه ماكفاية المشروعات الاسثمارية الكبيرة اللي حاتصب في جعبته هو .. طماطم ايه بقى اللي حايهتم بيها طالما ان الرئيس بنفسه تدخل في شأنها
ReplyDeleteبقالى اسبوعين بقول اخبار مصر كلها تموت من الضحك
ReplyDeleteحضرتك قولت كل اللى فى نفسى
تكرم :)
والله الواحد بقي بيقري الاخبار علشان يضحك
ReplyDeleteأكتر خبر بيضحكني خبر بيتكتب كل يوم هو هو بالبنط العريض من أول ما وعيت علي الدنيا
(مبارك يبحث مع مش عارف مين دفع عملية السلام)
لما عملية السلام وقعت من فوق الجبل من كتر ما دفعوها
فعلا هذا الكلام تسويقي
ReplyDelete:)هم تصوروا انهم بالاشارة لارتفاع الاسعار اللى اكيد الريس عارفة والحكومة الو*** بتباركة هم كدا عملوا اللى عليهم و وصلوا صوت الشعب الغلبان الفقران وبعدين مصر ام الدنيا لا غبار على ثقافتها مش شايف المهرجانات الشعبية و اللى الناس بتحبها و تشارك فيها زى النرويج مثلا ومش شايف الطلبة كل واحد بيتكلم لغتين على الاقل و منفتح على ثقافة الاخر
ReplyDeleteومش شايف الانتاج الاعلامى مسلسلات تليفزيون تستاهل الملايين و راديو مش تضييع وقت واغانى مش هابطة و لا مسفة ولا المراكز الثقافية مليانة ورش عمل
بلا حسرة و النبى مقابلة الريس كانت ضمن جدولهم لاكل العيش و ضمن جدولة للتلميع الاعلامى ربنا يتوب علينا منهم كلهم
الف مبروك على ظهور اسم المدونة واسم حضرتك فى مقال عن المدونات بمجلة العربى عدد شهر نوفمبر :)
ReplyDelete