

لن أتحدث عن حياته أو الديسكوجرافي الخاص به فالنت حافل بكثير من الكتابات والإحصائيات عنه ، ولكني سوف أتحدث عن ذكريات مرت بي عنه ، جاكسون ولد نجما منذ طفولته ، كانت أول معرفتي بجاكسون من خلال أغنية أبيض وأسود من السبعينات يعرضها بشكل متكرر برنامج العالم يغني لحمدية حمدي لفريق الجاكسون فايف وكان مايكل جاكسون من لفت الأنظار في تلك الأغنية فهو نجم الأغنية كان طفلاً في العاشرة من عمره أصغر إخوته ببشرته الزنجية وشعره المجعد وأنفه المفطوس ، ولا أنكر أن اول أغنية أجنبية إستمعت لها في حياتي وجعلتني أنجذب للغناء الغربي وقتها كانت من ألبومه أووف ذا وول عام تسعة وسبعين وأغنية الديسكو الشهيرة دونت ستوب تيل يو جت إنف ، أتذكر أني كنت أعيد الإستماع لتلك الأغنية مئات المرات وقتها لم تكن شهرة مايكل جاكسون بهذا الحجم
شهرة جاكسون والهوس به كان من خلال ألبوم ثريلر عام إثنين وثمانين الذي حقق أفضل مبيعات لألبوم في العالم على الإطلاق حتى وقتنا الحالي ، حيث دخلت سبع أغنيات من أغاني الألبوم الثمانية وقتها قائمة أفضل عشر أغاني لمجلة البيلبورد والتي تعتبر قائمتها هي القائمة الرسمية لسباق الأغنيات الاميركية ، ومنها الأغنيتين الأشهر بيت إت وبيللي جين التي إحتلت قمتي سباق الأغنيات الأميركي لمجلة بيلبورد وسباق الأغنيات البريطاني الرسمي التي تصدره إسبوعياً إذاعة البي بي سي
وفي منتصف الثمانينات كان في قمة شهرته بأخباره الغريبة والمثيرة والغريبة الأطوار مثل إقامته في حجرة أكسجين خاصة بها أكسجين بمستوى أعلى من المتواجد في الهواء العادي حفاظاً على حياته ، وظاهرة القفاز الواحد في يده الأيمن ويُقال أنه في إحدى حفلاته إفتقد أحد قفازيه فظهر بقفاز واحد ومن وقتها ظل يقيم حفلاته بالقفاز الواحد وأصبحت ظاهرة وقتها ، وكذلك جواربه البيضاء اللافتة للنظر .. وهكذا هم دائماً النجوم الكبار والأساطير لهم تقاليعهم الخاصة ، ومن أخباره التي نالت إهتمام العالم وقتها التحول الغريب في شكله ومظهره وشعره بعد كثير من العمليات الغريبة التي لم يكن يعرفها العالم وقتها ومنها تصغير الأنف الأفطس بشكل ملحوظ ، وتبييض البشرة ، والشعر الناعم
كان جاكسون هو الداعي الرئيسي مع ليونيل ريتشي لواحدة من أكبر الحفلات الخيرية في العالم على الإطلاق في عام خمسة وثمانين ، والتي خصص ريعها لصالح ضحايا الإيدز في أفريقيا تحت مسمى يو إس أيه فور أفريكا ومنها كانت الأغنية الجماعية لنجوم الغناء الأميركي في واحدة من أروع الأغاني الجماعية على الإطلاق وهي أغنية وي آر ذي وورلد ، وقد كتبت تدوينة سابقة خاصة عن تلك الحفلة في سلسلة لقطة من الماضي
إستمر جاكسون في تفوقه على قمة الأغنية الشعبية في أميركا والعالم ليصبح ملك البوب بعد أن أصدر ألبوم باد عام سبعة وثمانين وبدأ نجمه يخفت مع ألبوم دينجرز وإن كان لفت الأنظار مرة اخرى عام خمسة وتسعين عندما اصدرألبوم هيستوري ومنها واحدة من أجمل أغانيه العاطفية الهادئة والتي إستمتعت بإعادة الإستماع إليها كثيراً وهي أغنية يو أر نوت ألون ، وأغنية الأرض التي أثارت وقتها جدلاً كبيراً حول كيف تحمل الأغنية رسالة عالمية في تصوير فيديو مبدع
You are not alone
تناولت سيرة جاكسون فضيحة كبرى خاصة بالتحرش بأحد الأطفال نالت إهتماماً عالميا كما نالت سلباً من شعبيته ولكن برأته المحكمة في النهاية ، وكانت تلك المرحلة نهاية وأفول أسطورة الغناء مايكل جاكسون ، دخل بعدها في مشاكل مادية متعددة وإنتقل للعيش بمملكة البحرين لمدة عام كامل عالم ألفين وخمسة ونالته هناك عدة مشاكل ، وظهرت وقتها إشاعات عن إعتناقه الإسلام ، كما نالته من قبل شائعات أتذكر منها في الثمانينات أن قامت حملة كبيرة ضده في الدول العربية بعد أن إنتشرت بشكل كبير شائعة لا أساس لها من الصحة تفيد تصريح له يقول أنه لو كان يعلم أن العرب يستمعوا لأغنياته لما كان غنى
لم يكن جاكسون هو الموهوب الوحيد بين أخوته ، ولكن كان أكثرهم حظاً وشهرة ، فظهرت في فترة تألقه شقيقته جانيت جاكسون وهي واحدة من أفضل من تقدم أغاني إستعراضية راقصة مبهرة كانت لها كليبات رائعة ونجاحات كبيرة ، وهناك أيضاً أخيه الأكبر جيرمين جاكسون وكانت له أغنيات جميلة أحببتها كثيراً وإن كانت لم تلق نجاحات عالمية واسعة مثل أغنية دو وات يو دو وأغنية الدويتو مع بيا زادورا في منتصف الثمانينات هوين ذا راين بيجنز تو فوول
هذا ماجادت به ذاكرتي ، فلاشك أن وفاة مايكل جاكسون منذ ساعات قد عصفت بالذاكرة للعودة إلى فترتي المحببة في الثمانينات ، فلم أجد بُد من الكتابة عنها بالرغم من كتابتي تدوينة قبل ذلك بساعات قليلة