خمس شخصيات ... أتمنى مقابلتهم
كثيراً مايمر في حياتك شخصيات تعرفت عليها من خلال الشاشة أو الكتاب أو الجريدة ولم يتسنى لك مقابلتهم في الحقيقة ، ولكنهم تركوا في نفسك أثراً ، قد لا يكونوا أفضل من في تخصصهم ، ولكنهم لهم وقع خاص يختلف عن غيرهم ، والآتي هو إستعراض سريع لأكثر خمس شخصيات على قيد الحياة أتمنى مقابلتهم ، وبالرغم من أني لا أفضل إلتقاط الصور الشخصية لي ولكني هذه المرة أتمنى بأن ألتقط صورة معهم
الشخصية الأولى ... د. مصطفى محمود
تعرفت على هذه الشخصية في سن مبكر من خلال شاشة السينما ، عندما شاهدت في السبعينات فيلم شلة الأنس لعزت العلايلي ونور الشريف ونيللي وعماد حمدي ، كان الفيلم يحمل في طياته قصة لا يستطيع سني وقتها إستيعابها وهي عن إكتشاف زوج في ليلة الزفاف أن زوجته غير عذراء ، وأعتبر أن تلك هي بداية إدراك العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة ، كانت تترات الفيلم تحمل إشارة أن القصة لمصطفى محمود ، ولكن الإرتباط الحقيقي مع د. مصطفى محمود لم يكن من رحلته الشهيرة من الإلحاد أو الشك في وجود الله إلى الإيمان ، ولكن في حلقات برنامجه الشهير العلم والإيمان الذي إرتبطنا به لسنوات تعدت الخمس عشر سنة كان لها التأثير الكبير في ثقافتنا وعلمنا ، د مصطفى محمود .. يرتبط أسمه بالأعياد وماأعظمه إرتباط في أكبر تجمع للمصلين في صلاة العيد بساحة مسجد مصطفى محمود بالمهندسين .. مصطفى محمود مثلما كان محيراً في أوج نشاطه .. مازال محيراً حتى في إعتكافه وصمته وإعتزاله الناس ، وقد خرجت بعض الروايات المغالطة بأنه قد أصابه الهوس أو الخبل ... ولا أعتقد أن رجل بمثل هذا العلم والفكر ممكن أن يمر بمثل تلك التجربة في نهاية مسيرته .. أتمنى لقاء د. مصطفى محمود وإلتقاط صورة معه
الشخصية الثانية ... محمد حسنين هيكل
هذه الشخصية التي صاحبها الكثير من اللغط والخلط والنقد مابين مشيد ومعجب ومابين ناقد ومهاجم .. والرجل له هيبة خاصة يتفرد بها حتى للناقدين له ، فقبل أن يبدأ ناقديه بنقدهم له لابد وأن يؤكدوا بداية على أهميته ، وبعضهم يستسمحه عذراً بالإختلاف وفقط صغار الصحفيين هم من ينقدوه متجاهلين تاريخ الرجل ... لست مؤيداً له ولا معارضاً له ولكني معجب دائما بعمق تحليله حتى لو أثبتت الأيام عدم دقتها ، معجب جداً بمحاولة توثيقه للأحداث والبحث الدؤوب على الوثائق التي يتفرد بها ، تعلمت منه أهم الأشياء وهو أن التاريخ يعيد نفسه وقراءة التاريخ بعمق قد توفر كثيراً من المخاطر وكثيراً من الوقت وأحياناً كثيراً من الأرواح ، علاقات هذا الرجل بصناع القرار على مستوى العالم من زعماء أو سياسيين أو مراقبين يكاد يتفرد بها ، بل ويعتبر الصحفي الأهم والأوحد في العالم العربي ولفترة طويلة الذي تعتبر مقالاته وكتبه وتحليلاته محط أنظار الصحف الدولية ... أتذكر محمد حسنين هيكل سابقاً في وقت فيه صحفيين عظام أمثال مصطفى أمين وأحمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس وموسى صبري .. وأتذكر محمد حسنين هيكل الآن في وقت فيه معظم الصحفيين أقزاماً وكتاباتهم لايتعدى تأثيرها الحدود الإقليمة ، ولا يوجد فيهم صحفي واحد الآن لامع أو معارض له تأثير أو ثقل دولي يقارب عُشر ماوصل إليه هيكل .. أتمنى لقاء هيكل وإلتقاط صورة معه
الشخصية الثالثة ... اللواء أحمد رشدي
لم ينل أي وزير داخلية منذ فترة ماقبل الثورة وعهد فؤاد سراج الدين وحتى اليوم وعهد حبيب العادلي حب الشعب بإستثناء وزير واحد هو اللواء أحمد رشدي ، أكثر وزراء الداخلية إحتراما وحبا من الشعب ، وخسر كثيراً من لم يعاصر فترة اللواء أحمد رشدي لأنه فاته رؤية كيف تكون الشرطة محبوبة ومحترمة من الشعب إلى درجة كبيرة ، أحمد رشدي كانت فترته حملة على الفساد والمفسدين ، كانت مهمته جنائية فقط تعمل على إنضباط الشارع المصري وكان الشارع المصري في أوْج إنضباطه عندما طبق سياسة الإنضباط في الشارع المصري ، من يشاهد الشارع المصري المنضبط وقتها لايستطيع أن يصدق أن ذلك هو الشارع الفوضوي الآن ، وما نتمناه اليوه للشارع المصري ونحلم به بالفعل ظهرت بوادره في عهد أحمد رشدي ، لم يكن رجل مواكب أو مظاهر كان يستقل سيارة ملاكي صغيرة ينزل بها للميادين العامة يتابع حالة الشارع ليعود لمكتبه ومعه مجموعة من القرارت تعمل على تحسين الشارع ، لم يكن هناك مواطن يُهان في قسم شرطة وكانت الحركة في أقسام الشرطة على قدم وساق في خدمة المواطن بمنتهى الإحترام ، إشاعة ظهرت في معسكرات الأمن كانت سبباً في إنهاء فترته عندما إنتشرت شائعة في بدايات عام 1986 عن إمتداد خدمة جنود الأمن المركزي لعام آخر فكانت شرارة إنتفاضة الأمن المركزي وخروجهم الفوضوي للشارع ، وقيامهم بتكسير وتحطيم كل مايقابلهم من محلات وسيارت وفنادق ومرافق ، إستقال عقب هذه الحركة أحمد رشدي وأعتقد أنه الوزير الوحيد الذي أقدم على إستقالته المفاجئة بنفسه دون إملاءات إحتراماً لنفسه ، رحل أحمد رشدي مأسوفاً عليه ليتذكره كل من عاصره بالخير .. أحمد رشدي بالرغم من أني شاهدته مرة أمام مدخل فيلته بروكسي في عصر أحد الأيام يدخن سيجارته بنحافته الرشيقة وأناقته الجميلة ، إلا أني أتمنى مقابلته مرة أخرى .. وإلتقاط صورة معه
الشخصية الرابعة ... فاتن حمامة
عندما كنت صغيراً لم أكن أحب كمعظم جيلي فاتن حمامة ، كنت أفضل أفلام اسماعيل ياسين وعبد الحليم حافظ وكنت أكره فيلم دعاء الكروان كنت باخاف منه ، وعندما كبرت عشقت هذه الفنانة وعشقت دعاء الكروان وأبكاني بكاء عاطفي كلما شاهدته حتى الآن ، وتعلمت منه معنى الحب مثل أفلامها الأخرى لاأنام وبين الأطلال وسيدة القصر ، لو استعرضت أفلامها الأبيض والأسود لإستطعت أن تكتشف في كل فيلم معنى جديد ومفهوم مختلف راقي وسامي لعاطفة الحب ، كانت ولاتزال حتى اليوم أكثر الفنانات إحتراماً لجمهورها ولم يصبها الخبل ولا الدروشة مثل معظم أقرانها عندما وصلوا لسنها ، ولقب سيدة الشاشة العربية لعله أحد أصدق الألقاب التي أطلقت على أحد ، أتمنى لقاء فاتن حمامة وإلتقاط صورة معها
الشخصية الخامسة ... د. محمد غنيم
هذا الرجل لايعرف قيمته أكثر من غيره إلا أبناء المنصورة .. الذين عاصروا إنشاء معجزته وصرحه العالمي مستشفى الكلى ، في وقت كانت المستشفيات لاتقل بؤساً عن حالها الآن كثيرا ً.. كان هذا الرجل يُبدع في إنشاء مستشفى الكلى مع بدايات ظهور عمليات نقل الكلى والغسيل الكلوي ليرحم الألاف من عذابات هذا المرض .. أكثر مايميز هذا الرجل أنه يؤكد لديك قناعة أنه لايوجد مستحيل ، ولكن يوجد فكر متحرر وإدارة صارمة تحقق عدالة بين الجميع ، وتجعلك مواطن تشعر بآدميتك منذ لحظة دخولك ، ظهر إسم الدكتور محمد غنيم مؤخرا عندما ذهب على رأس وفد طبي مصري إلى غزة أثناء الإعتداء الأخير ، بالرغم من أني شاهدت الرجل صغيراً مرات عدة من نافذة المنزل الذي يطل على أحد النوادي القابعة على نيل المنصورة حيث كان رياضي يهوي لقاء أصدقائه في هذا النادي ، إلا أني أود مقابلته مرة أخرى وإلتقاط صورة معه
أطال الله في عمرهم جميعاً ..فكلهم تجمعه صفة أساسية وهي أنهم شخصيات محترمة
والآن .. هل عندك شخصيات من منظورك الشخصي تحب لقائها وتتمنى إلتقاط صورة معها
مارأيك أن تكون التدوينة القادمة أسهل ... عن شخصيات لا أتمنى لقائها ولايشرفني إلتقاط صورة معها
*************************
تحديث
أعاد نشرها منتدى شبكة الإعلام العربية
أعادت نشرها شبكة جلوبال فويسس .. شكراً طارق عمر على الترجمة للإنجليزية