Friday, May 22, 2009

عن قضية اليوم .. أحدثكم


ومن الحب ... ماقتل


يُقال إن اللي بيحب مابيكرهش ويُقال أيضاً ومن الحب ماقتل ، وإذا كانت المقولة الأولى قائمة على التعميم فإن المقولة الثانية وهي موضوعنا اليوم قائمة على الإستثناء ، وحالة الإستثناء عامة في مقولة تكون أقرب إلى الدقة وتعطي مصداقية أكثر

لايوجد وقع أقسى على الحبيب من هجر حبيبه له ، وعلى مقدار الحب يكون إنعكاسه على الحبيب ، وإذا كانت الظروف المهددة للحب أقوى من الحب كان الإستسلام للواقع وقبوله أكثر، فإذا كانت الظروف الإقتصادية أو الإجتماعية هي التي تهدد هذا الحب كان هذا بمثابة تهيئة للحبيب بقبول الأمر الواقع ، والعكس صحيح

في حالتنا الليلة رجل دانت له الدنيا وإبتسمت له وفتحت له أوسع أبوابها ، في وقت بخلت فيه الدنيا أن تفتح على ملايين آخرين ثقب من نور ، فأصبح المليادير رجل العقار الأول يتحول بين يديه تراب الصحراء ليصبح ذهباً ، ونال نصيباً من النجاحات المتتالية جعلته من رجال المال البارزين ، وتزوج من السلطة ووصل إلى أعز ماتملك ، فقارب الرجل على أن يملك الدنيا ، فما يطلبه يحصل عليه ومايقوله يُستمع له ومايأمر به ينفذ ، وكان الرجل سبباً في رزق آلاف آخرين يعملون بمجموعته أو ينتفعون بمشاريعه ، كان رجلا خيّراً يشهد بذلك كثيرين كان لهم من صدقته نصيباً ، وبرغم زواجه من السلطة إلا أنه كان رجل أعمال جاداً ولم تناله ماينال كثيرين من أقوال سوء ولغط بإستثناء بعض الأقوال التي نالت من طريقة حصوله على الأرض الخاصة بآخر وأكبر مشروعاته في الصحراء

ولكن الجميل لايكتمل .. فمر المال بخير ومرت السلطة بخير ولكن كان هناك ثالث ثلاثة ينتظره ليذهب بالأخضر واليابس ألا وهي المرأة .. لم تمر على خير .. والمرأة هنا بالنسبة للرجل ليست أي إمراة والسلام .. ظهرت في لحظة من حياته ولكنها لم تمر مثلما قد تمر به أخريات كثيرات ، فكانت هي بالنسبة له ليست مثل أي إمراة عابرة ، فأصبحت أحد أضلاع الثالوث فذاق معها الحب في وجود السلطة والمال ، أسكرته لوعة الحب فلم يستطع أن يتفهم طبيعة العلاقة من ناحية المرأة ، فهو كان بالنسبة لها محطة يحصل هو على لحظات متعة يكمل بها ثالوثه ، وتحصل هي على المال والأمان ، إتفاق غير معلن تعرفه هي وتدركه جيداً دون أن تنتبه هي لعدم أدراكه بأبعاد هذا الإتفاق فهو لم يكن يوماً من هذا النوع من الرجال ، حصلت على عشرات الملايين مقابل أوهام حب قدمتها راضية في صفقة ناجحة ، وقاربت المحطة على الإنتهاء فكانت مثل العصفور تريد الحرية لتستمتع بما حصلت عليه ، فلا فائدة للمال وأنت داخل سجن فإنطلقت للحرية ، هنا تنبه رجل الأعمال إلى حقيقة العلاقة فإكتشف أنها لم تكن إلا علاقة مصلحة ، وبالرغم من وضوح طبيعة العلاقة إلا أن زيف المال والسلطة حجبا إكتشاف أو إستكشاف طبيعتها الواضحة

حاول الرجل غلق الصفحة وإعتبارها محطة وإنتهت إلا أن نجاحاته الأخرى جعلت ليله نهاراً ، وأصبحت نجاحاته المالية والسلطوية لاتساوي له شيئاً في ظل رفض إمرأة له أغدق عليها من الحب والمال والحنان بكل إخلاص ، توقفت عقارب الساعة عند هذه المرأة ، نصحه المقربون بأن هناك بدلاً منها ألف إمرأة أجمل وأفضل ، إلا أن أحداً لم يستطع منهم فهم سر تمسكه بتلك المرأة بالذات ، وكلما زادت من رفضها له وضيقها منه كلما إزدادت النار في قلبه إشتعالاً ، وبعدما ظهر آخرون أقل منه قدراً وقيمة في حياتها كلما توغلت الغيرة في صدره وزادته حنقاً ، وكلما يختلي بنفسه فيكتشف كيف إستتنزفت تلك المرأة ملايينه برضاه لتستمع بها مع آخرين في وقت أحبها حباً حقيقياً كلما شعر كم كان مغفلاً ، وبدأ يستقرأ نظرات الآخرين كي يتأكد أنه أصبح بالفعل كذلك ، لم تبدو من نظراتهم له مايدل على ذلك ولكنه يستشعر أنهم في أحاديثهم الخاصة وفي قرارة أنفسهم أنهم يدركون

كانت الأنباء تأتيه برفضها وتمنعها بصورة متزايدة عن كل مرة سابقة ، كانت الأنباء تأتيه بعلاقتها مع آخرين ينعمون فيها من ماله ، فارق النوم عينيه وعندما يداعب النوم جفونه في لحظات مسروقة تتحول أحلامه لكوابيس ، كانت تظهر له أحلام قصيرة مفزعة في صورة أشخاص مقربين يتضاحكون ويسخرون منه قائلين العبيط أهوه

وقتها لم تتحمل أعصابه ونفسيته أكثر من ذلك فإما أن يموت كمداً أو أن تختفي هي ، لم يكن هناك فرار من القرار الثاني .. أن تختفي هي تماماً بأي شكل وبأي ثمن ، وجد الشيطان هنا ملعبه المفضل وأي ملعب أفضل له من رجل تظهر عنده غريزة الإنتقام تشجعه عليها سلطات مالية وسياسية تجعله بعيداً كل البعد عن الشبهات ، فتختفي هي ويرتاح هو وتعود ثقته لنفسه ويخرس كل فم يأتي في أحلامه بصورة تسخر منه ، وليعلم الجميع أنه الأقوى ويتذكر المحيطين حوله أن من يضحك أخيراً يضحك كثيراً

كانت الفكرة بسيطة .. يجلس هانئاً في بيته ويقوم رجل يحب المال بكل مايريد وهو نظيف معاف ، تختفي هي فيترك للجميع رسالة غير مباشرة بأن اللعب معه نتيجته ليست سعيدة بالمرة ، فتنقلب لغات الحوار الخاصة الساخرة عنه إلى لغة مهابة ورهبة وهيبة له

تمت العملية ونام هانئاً ورحل الشيطان بعد أن أدى مهمته بنجاح ، أيام وتنقلب الدنيا رأساً على عقب وفي لحظة ينكشف كل شيئ ولم تفلح السلطة ولا المال في حمايته وبدلا من أن يكتمل الثالثوث ، إنهارت السلطة وضاع المال فلا فائدة من السلطة ولا المال وأنت على عتبات حبل المشنقة



ومن الحب ماقتل .. قتل الحبيب وقتل الحبيبة .. وهكذا الحب فكما له جماله وإغوائه له أيضاً لعناته .. متعنا الله بأجمل عاطفة في الوجود وكفانا الله شر لعناتها

**********************

تحديث : حلقة كاملة من البرنامج اللبناني سيرة وإنفتحت مع زافين وأحاديث تليفونية مفاجأة وهامة بين سوزان وهشام طلعت وتهديداته وأخرى بين سوزان تميم ودودو عبد الخالق وسيط الصلح .. شكراً زنوبيا

Tuesday, May 19, 2009

حفيد الرئيس


محمد علاء ... محمد ممدوح


ردود الأفعال على وفاة حفيد الرئيس جعلتني أستحضر تدوينة كتبتها سابقاً بعنوان عندما يموت الرئيس أنهيتها بأننا شعب عاطفي ، ومنها ظهرت اليوم بعض التدوينات ورسائل الحالات على الفيس بوك والتعليقات على الخبر في المواقع الإخبارية تحمل كثير من التعاطف ، ولكن لأن الموت دائما صادم وله قدسيته تتعطل فيه مراكز التفكير والذاكرة وتنشط فجأة مراكز العاطفة ليكون لها التأثير الأكبر ، بعد تعطل مراكز التفكير كان التأثر وواجب العزاء هو سيد الموقف

أما بعد

جنازة عسكرية ويلف الجثمان بعلم مصر لماذا ؟ تعلن القنوات الرسمية وبعض القنوات الخاصة الحداد على وفاة حفيد الرئيس لمدة ثلاثة أيام ... هذا كثير ، نحن لسنا في دولة ملكية وحفيد الرئيس هو شخص عادي مثله مثل أي مواطن في هذا البلد ، نشاطر الرئيس أحزانه واجب لكن أن يتعطل الجهاز الإعلامي الرئيسي للدولة حداداً ثلاثة أيام هذا ليس عادي ، هل يعلم المسئولين كم من آلاف الجنيهات تتكلفها دقيقة الإرسال الواحدة من جيوبنا حتى يتم إتخاذ هكذا قرار

يقول شكري مناع على الفيس بوك تعليقاً على خبر حداد التلفزيون الرسمي


العبارة كانت بتغرق وكاونوا في المدرجات بيشجعوا المنتخب ، قطار الصعيد ولع ومحدش قال حاجة ولا حد إتحاكم ، بلد بقالها 30 سنة في قمع وجوع وفقر وغلا وبلا ، ومحدش عزانا في حالنا

أنا أدري لماذا تذكرت محمد ممدوح طفل شها البالغ من العمر إثنى عشر عاماً الذي أخذته الشرطة من منزله سليم معاف ، لتعيده لأمه بعد ذلك جثة هامدة وأثار الحروق والجروح والتعذيب يدمع لها القلب قبل العين ، ولم يتحرك ساكن ، أدري أني تذكرت ذلك لما تركته في نفسي تلك الحادثة البشعة والجبانة من ألام وأحزان عشتها لمدة أيام طوال تلازمني فيها صورته
وما تذكرته لحقني به جيمي هوود في تدوينته كل الناس دى بتقولك .. البقية فى حياتك يا ريس عيالك مش أجدع من عيالنا

وصلتني تواً رسالة من زوجتي على المحمول وأنا أكتب هذه التدوينة تقول لي فيها بالحرف الواحد بدون أي سلامات ولا تحيات " تصدق .. الريس صعبان عليا بالرغم من كل حاجة " مش عارف أقول غير عزائي لوالدة الشاب الفقيد محمد علاء فليس هناك شيئ أصعب من فقد الأم لإبنها في هذا العمر

Wednesday, May 13, 2009

لماذا ... الإيدز ؟




نالت قضية مرض الإيدز والتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب ورفع الوصم عن الإيدز إهتمام مجموعة من المدونين خلال الفترة الماضية ، وإندهش كثيرين عن سر الحملة وتسائل آخرين ولماذا الإيدز بالتحديد من الأمراض الذي نال هذا الإهتمام ؟ ولماذا الوصم ؟ ، ورداً على تلك التساؤلات هناك مجموعة من النقاط يجب توضيحها لكي تفسر هذا الإهتمام

هناك كثير من الغموض يحيط بالمرض منذ بداية ظهوره في أوائل عام 1986 بشكله المتعارف عليه الحالي ، وهذا الغموض جعل المرض عُرضة لكثير من المعلومات الخاطئة التي تم تداولها لتزيد مساحة الجهل به وبحقيقته

كثير من معلوماتنا الخاطئة عن هذا الفيروس تم إكتسابها من فيلم كارثة يسمى الحب في طابا ، فبدت الإصابة بالفيروس وكأنها نهاية العالم فضلا عن وصم المريض بأن الفيروس هو عقاب إلهي لإرتكابه الخطيئة ، وبالتالي لن نكون أرحم على العباد من رب العباد

هل تعلم أن أحد عشر في المائة من المصابين بالفيروس مصابين بالفشل الكلوي وتمت الإصابة بالفيروس أثناء عمليات الغسيل الكلوي ؟

الجهل والوصم جعلا معدل إنتشار الفيروس في بلادنا من أكثر مناطق العالم نمواً في نسبة الإنتشار ، في حين أن دول كثيرة أصيبت بالفيروس مبكراً تقل فيها نسبة الإنتشار بمعدل كبير سنوياً ، نتيجة الشفافية في التعامل مع المرض والمريض وبالتالي محاصرة الفيروس

هل تعلم أن تسعين في المائة من المصابين بالفيروس في بلدنا لايعلمون أنهم مصابون ، وبالتالي يعملون على إنتشار المرض لعدم إدراكهم لحقيقة إصابتهم ؟

تعاملت مع متعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب فأكلنا وشربنا معاً وتحدثنا وتناقشنا وإختلفنا كأي أشخاص عاديين ولكنهم لايستطيعوا أن يعلنوا حقيقة مرضهم للتمييز الذي قد يتعرضون له نتيجة إعلامهم بحقيقة مرضهم

هل تعلم أن ستين في المائة من السيدات المصابات بالفيروس إنتقل لهن الفيروس من أزواجهن ؟

تتنافس دولنا في تقديم أرقام رسمية غير حقيقية وغير منطقية عن المصابين بالفيروس ، وكأن إعلان الأرقام الحقيقية يحط من قدر الدولة ، في حين أن ذلك يقلص ويقلل من فرص دعم منظمات وهيئات الصحة العالمية التي تعمل على تقديم العلاج المجاني ، وبالتالي زيادة معدلات الإصابة بالمرض أو زيادة الوفيات

هل تعلم أن هناك خمسة عشر مركز فحص طوعي وتسعة سيارات متنقلة للفحص موزعة على جميع أنحاء الجمهورية ولاتستقبل سوى أعداد لا تزيد عن الرقمين شهرياً فقط نتيجة للوصم المتعلق بالمرض ؟

القادة الدينيين في الدول العربية وبعد علمهم بحقيقة المرض أكدوا في إعلان القاهرة في ديسمبر 2004 أن المتعايشيين مع فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز يستحقون الرعاية والعلاج والعناية والتعليم وتقديم العون الروحي والنفسي لهم ، بصرف النظر عن كونهم مسئولين عن مرضهم أم لا

هل تعلم أنه يمكن التعايش مع الفيروس في فترة حضانته لمدة تزيد عن عشرين سنة مع توفر العلاج ، مثلما يتم التعايش مع أمراض مزمنة لايتم الشفاء منها مثل السكر وضغط الدم ؟

إن التمييز والوصم للمتعايشين يتم من خلال معظم فئات المجتمع وحتى من معظم المثقفين والأطباء لجهلهم بطبيعة المرض وطرق إنتشاره ، فمازلنا نجد أطباء يتجنبون التعامل مع المتعايشين مع الفيروس بل ويرفضون مصافحة متعايشين أو يقومون بغسل أيديهم بعد مصافحتهم خوفا من إنتقال المرض لهم

هل تعلم أن نسبة الزيادة في الإصابة بالفيروس في البلاد العربية تصل إلى أكثر من ستة وعشرون في المائة سنوياً ، نتيجة للوصم والتمييز المصاحب للمرض والجهل به نتيجة تجنب القيام بعمليات الفحص الطوعي ؟

لقد قامت مجموعة من المدونين في العام الماضي بالدعوة للفحص التطوعي ونزلوا للميدان أمام وسائل الإعلام للمبادرة بأنفسهم للقيام بالفحص الطوعي من خلال إحدى السيارات المتنقلة المخصصة لذلك والتابعة لوزارة الصحة


هل تعلم بأن الفيروس لاينتقل بالمصافحة والأحضان والتقبيل واللعاب وأدوات الطعام ودورات المياة والمخالطة العادية والعرق والبول ؟

أدركت الشركات العالمية متعددة الجنسيات بخطورة الوصم والتمييز على المتعايشيين مع الفيروس من موظفيها فشددت كتيبات نظم العمل الخاصة بها على ضرورة عدم تمييز المتعايشين من حيث فصلهم من العمل أو تقليص الرواتب أو المميزات أو تقليل الدرجات الوظيفية لهم أو تغيير طبيعة عملهم مالم تتعارض مع المرض ، وقررت عقوبات صارمة لأي نوع من التمييز في التعامل معهم من خلال أقرانهم

هل تعلم أن الفيروس لاينتقل من شخص لآخر إلا من خلال ثلاثة طرق فقط وهم الإتصال الجنسي غير الآمن ، الدم الملوث بالفيروس ، ومن الأم المصابة للجنين او الرضيع ؟

في العام الماضي قام المدونون بحملة مكثفة لرفع الوصم والتمييز عن مريض الإيدز نظراً لأهمية الدور الإعلامي ، وقد إنتبهت دول كثيرة قبلنا بكثير لخطورة الوصم والتمييز ، أتذكر أني شاهدت فيلم
فيلاديلفيا لتوم هانكس والذي تم إنتاجه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً لينادي بما ننادي به الآن حيث تقوم فكرته على رفع التمييز الذي يتعرض له المتعايش مع الفيروس من خلال جهة عمله ومن مجتمعه

هل تعلم أن هناك إصابة جديدة بالفيروس في بلادنا العربية كل عشر دقائق ، نتيجة الجهل بالمرض والوصم المتعلق به ؟

لذلك كله .. كان يجب الإهتمام من قبل المدونين بالقضية وخصوصاً في نقطة رفع الوصم والتمييز عن الإيدز ، وهي نقطة حقوقية بالأساس وتعتبر القضايا الحقوقية بكافة أنواعها من أهم القضايا التي يكتب فيها المدونون ، لذلك كان هذا التفاعل من المدونين مع هذا المرض الذي يسلب كثيراً من حقوق المتعايش ، ومن هذا السياق تقوم مجموعة من المدونين بتنظيم مناسبة للتأكيد على مبادرتهم المعروفة بإسم صراحة وللتعريف أكثر بأمور متعلقة بالمرض والتفاعل مع موقف الكيانات المختلفة من المنظمات الغير حكومية والقادة الدينين والقطاع الخاص من أجل رفع الوصم عن مرض الإيدز
المناسبة يقيمها ويديرها بعض المدونون يوم السبت 16 مايو 2009 بمسرح روابط من الساعة السادسة مساء ولمدة أربع ساعات يحضرها لفيف من الشخصيات المهتمة بهذا الشأن ، وهذه دعوة عامة للجميع للمشاركة في تلك المناسبة على العنوان التالي

مسرح روابط ، 3 شارع حسين المعمار متفرع من محمود بسيونى - بجوار التاون هاوس ومقهى التكعيبة - وسط البلد القاهرة ، ولمزيد من التفاصيل يمكن الإتصال بالمدون شريف عبد العزيز على جواله رقم 0100374734

***************************

جروب الحملة على الفيس بوك

المناسبة على الفيس بوك

دعوة صالون الصباغ للمناسبة على الفيس بوك

تدوينة سابقة عن الموضوع وروابط تدوينات


Saturday, May 09, 2009

لحظات مسروقة


عادة أستطيع أن أكوّن رأي مبدئي سريع دون مجهود يذكر عندما تمر أي قضية أمامي ، وغالباً يتوافق الرأي النهائي مع الرأي المبدئي ، ولكن تلك المرة أصبت بحالة من الإرتباك لم أستطع معها تكوين رأي خاص ، بعدما وقعت وسط مشاعر متناقضة ومختلفة ، أعتقد أن السبب في ذلك هو رؤية الموضوع من أكثر من زاوية تعددت فيها الإجابات وتباينت وتصادمت مع بعضها

وحتى أكون أكثر وضوحاً ، أصابني هذا الفيديو على اليوتيوب بحالة نادرة من البلبلة ، فيديو تم تصويره خلسة بين شاب وفتاة داخل جامعة المنصورة في أحد الأوضاع المخلة بالأداب ، مدة الفيديو دقيقتين وعشرون ثانية ويبدو أنه كان من الممكن أن يطول عن ذلك لولا إكتشاف الشاب للكاميرا المتلصصة

عدة أسئلة وجوانب تواردت في ذهني عقب مشاهدة هذا الفيديو



واحد : فكرة التصوير الخفي في حد ذاته جريمة كبرى ، فهو يتعارض بشكل صريح مع حقوق الخصوصية ويبدو أن الوعي مازال يحتاج إلى تنمية كبيرة لإدراك حجم جريمة إنتهاك الخصوصية ، يشترك في ذلك من قام بالتصوير ومن قام بالنشر على اليوتيوب ، وفي الغالب تم تناقله من خلال التليفونات المحمولة عبر خاصية البلوتوث

إثنين : ماتم تصويره ليس حالة إستثنائية ، ماتم تصويره قام به البعض في مرحلة من مراحل شبابه بصورة مشابهة أو مقاربة ومن لم يقم به كان لسبب من إثنين ، إما أنه لم تتاح له الفرصة ، أو أتيحت له الفرصة ولكنه إمتنع لكونه يتمتع بقدرة وإرادة وفرتها له شخصية قوية أو تربية خاصة أو خلفية دينية أو حالة إستثنائية من الخوف

ثلاثة : هذه اللحظات المسروقة تعتبر مرفوضة دينياً ، ولكن من منّا لم يضعف للحظات أمام أمور تتعارض والدين وكم من أقوال وأفعال قمنا بها في لحظات خفية وسترها الله علينا ، ولو كانت أعمالنا كلها مكشوفة للآخرين دون مواربة لشابت شعورنا في صباها

أربعة : لاشك أن هناك مشاعر جنسية مكبوتة لم نستطيع أن نتعلم بعد كيفية التعامل معها وتقويمها ، والضرر هنا في هذا الكليب يعتبر قليلا مقارنة بطرق أخرى للتنفيس عن المشاعر المكبوتة ، وما التحرش الجنسي والزواج العرفي ماهو إلا نتاج عدم التعامل مع تلك المشاعر المكبوتة بطريقة صحيحة

خمسة : وإن كنت أود ألا أتطرق لتلك النقطة ، ولكنها كانت من إحدى الجوانب التي مرت بفكري بعد مشاهدة الفيديو ، لاحظت أن الفتاة محجبة والشاب على مايبدو ملتحي ( لست متأكداً ) بالأمانة لم أستطع مشاهدة الفيديو أكثر من مرة واحدة ، وهذه نقطة عابرة أن الحجاب ليس دائماً هو عنوان الفضيلة وليس معه دائماً مفاتيح الجنة ، والقصد هنا ليس إهانة مشاعر أي من الأطراف

ستة : لا أدري ماذا فعل هذا الشاب وتلك الفتاة ليصبحا هما بالذات من تم التشهير بهما بهذه الطريقة الموجعة والمؤلمة ، فهما ليسا أول أو أخر من قام بذلك ، وأصبحت لحظاتهما الخفية الغائبة عن أعين الناس في لحظات متاحة للملايين ، سألت إحداهن عن السر وراء ذلك فأجابتني بأنها حكمة الله تعالى

سبعة : من الجائز أني لم أفلح في تكوين وجهة نظر ورؤية فكرية محددة عقب مشاهدة الكليب ، ولكني عاطفياً قد تعاطفت معهما ، تعاطفت مع مشاعر جنسية مكبوتة ، والمشاعر في جميع الأحوال ليست عيباً ، تعاطفت مع حالة تعدي سافر على خصوصية ، ولكني إرتبكت عندما تعاملت مع الموقف من زاوية دينية

**********************

أنا خلاص خلصت ... ياترى أنت أو أنتِ كيف كانت رؤيتك للموضوع ؟

ملحوظة : أتمنى أن تبتعد التعليقات عن فكرة أني ساعدت في نشر الفيديو وبالتالي التشهير ، فالفيديو موجود ومتاح على اليوتيوب وقد عرضته مدونة أشرف شحاتة قبلي منذ أيام ، بالإضافة إلى أن مناقشة الفكرة تعتبر نسبياً أهم من فكرة العرض

************************

تحديث : ردود أفعال على التدوينة

إنسانة : بقينا إزاي كده ؟
خطوة عزيزة : أوسكار الكبت

Friday, May 08, 2009

عتبات البهجة



الصورة من تصويري



لم تسنح لي خلال زيارتي القصيرة الأخيرة للقاهرة فرصة الذهاب إلي أي من المكتبات لشراء مجموعة جديدة من الكتب ، ولكن في اللحظة الاخيرة وبعد أن أنهيت إجراءت سفري ، وفي طريقى لبوابة الصعود للطائرة فوجئت بمكتبة الشروق وكأنها تأبى فكرة السفر بدون شراء كتب جديدة

حدثني هاني جورج عن الكتاب كثيراً ، وبدا متحمساً له ليس عند مقابلتي معه فقط ، ولكن أيضا من خلال حوارات سابقة على الجايكو ، رؤيته أن عتبات البهجة من أفضل الكتب التي قرأها ، جعله أول كتاب أفكر مطالعته وأنا على مقعدي بالطائرة ، لم أنتبه إلا والطائرة تهبط على أرض المطار أنني قد وصلت إلى منتصفه تقريباً ، بالفعل عتبات البهجة جعلني أشعر بالبهجة ، من أمتع الأشياء أن تقرأ كتاباً جيداً

عتبات البهجة لإبراهيم عبد المجيد رواية جميلة ، أجمل مافيها سلاسة الإسلوب وخفة الكلمات ، يأخذك فيها الكاتب في رحلة جميلة في حياة رجلين في منتصف الخمسينات تقريباً ، بهما مواصفات الرجل في تلك المرحلة العمرية يصيبهما مايصيب من في عمرهما من بعض أمراض الحياة الإجتماعية منها والبدنية ، وتعيش معهما بعض الأيام التي رواها الكاتب في صورة بديعة ، الكتاب ليس به حبكة درامية ولكنه إسترسال جميل لتلك الفئة العمرية التي قلما نتحدث عنها بهذا التركيز

شخصية حسن صديق الراوي شخصية واقعية نصادفها كثيراً ، شخصية نشيطة محبة للحياة مرحة متحدثة تشيع البهجة في وجودها ، وعندما ترحل نشعر بالوحشة ، تماماً مثل ممثل رائع في أحد الأفلام عندما يغيب عن الشاشة في أحد المشاهد تصاب بالملل والضجر فتستعجل اللحظات لحين ظهوره ثانية لتستمتع بإبداعه وجمال أدائه ، المواقف التي رواها الكاتب وحكايته عن حسن تجعلك بعد فترة تشعر معه بحميمية غريبة بل وتتوقع تصرفاته وحوارته وردود أفعاله قبل أن يرصدها الكاتب فتجدها كما توقعتها ، هكذا إستطاع إبراهيم عبد المجيد أن يجيد تشخيص تلك الشخصية ، الرواي في الرواية هو صديق حسن وهو شخص عادي يشبه كثير منا ، وتعامله مع الآخرين لايختلف كثيراً عن طباعنا ، لذلك أصبح صديق الراوي هو بطلنا بالرغم من أن الأحداث تكاد تخص الراوي ، حتى جملة الرواية الشهيرة وحكمتها في الأسطر الأخيرة للرواية كانت على لسان حسن صديق الراوي عندما قال" الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها " في رده على سؤال الرواي عن السر وراء عدم إكمال او إكتمال أي عمل يقوما به بقدر تحمسهما له

أسهب الكاتب في وصف الحديقة في البداية بشكل كبير ، لدرجة أصبحت وكأنها تتجسد أمامك لتعلم بعد ذلك أنه المكان الذي يحتوي كثيراً من مشاهد الرواية بما فيه مشهدا البداية والنهاية ، لم يستخدم الكاتب الرمزية كثيراً في الرواية بالرغم من إغراء الجو العام للرواية بإستخدام الرمزية وهو ماأعطى جمالاً وواقعية للرواية وحتى الرموز القليلة التي إستخدمها الكاتب مثل توقف الساعات أو هالات النور أو تغير شكل الحديقة وروادها والمكان حولها قرب النهاية كانت معبرة وغير مفتعلة

كتبت على صفحة الفيس بوك أني أقف على عتبات البهجة ، فإكتشفت أني الوحيد على مايبدو الذي لم يكن قدر قرأ الرواية بعد ، فأجد أخي قد قرأها منذ فترة وتلك تخبرني أنها قراتها منذ مدة ، وربيع كتب عنها أو من وحيها ، وحفصة أكدت لي على جمالها ، وهبة قد أعجبتها عندما قرأتها ، وهذا هاني جورج يعود ويؤكد لي أنه يعتبرها أفضل رواية قد قرأها حتى الآن ، وهذا رأي لايجب المرور عليه مرور الكرام عندما يحمل صيغة الأفضلية لشخص من محبي القراءة

***********************

ماأحزني في عتبات البهجة ، هو خبر قيام فاروق الفيشاوي بإنتاج الفيلم والإشتراك في بطولته ، وخوفي من ذلك أن يقوم بأداء شخصية حسن ، ولو فعلها فسأرفع عليه قضية


Saturday, May 02, 2009

الخنازير ... وحكيم الشرق





تسعة وعشرون عاماً مدة كافية لكي ندرك جميعاً أن السيد الرئيس من النوع الذي يتأنى كثيراً قبل أن يصدر قراراً ، قراراً قد يكون واضحاً وضوح الشمس ولا يحتاج وقت كبير لإستجلاء حقيقته ، وأحياناً يفقد القرار كثيراً من تأثيره بعد التأخير في إصداره أو بمعنى آخر بعد خراب مالطة ، وكثير من الأمور العظمى ينتظر الناس فيها تدخل الرئيس والرئيس لا يتدخل ، قد يكون أحيانا هذا أفضل من قرارات متسرعة غير مدروسة ، يُقال أن الحكماء دائماً هم من يتأنون ويفكرون جيداً قبل أن يتكلموا ، وفي ذلك وصفّ الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حسني مبارك بأنه حكيم الشرق وقت أن كانت للشرق حكمة

ولأن دوام الحال من المحال تصدى الرئيس بنفسه في قضية تحتاج أكثر من قضايا كثيرة أخرى للرأي العلمي وهي قضية مايُسمى بإنفلوانزا الخنازير ، ولقرارات من مؤسسات مرتبطة بالقضية لا من رئاسة الدولة ، لاشك أن القرار الرئاسي بإعدام الخنازير أو ذبحها هو قرار غير مدروس على غير المعتاد ، جعل مصر محل إنتقاد الهيئات العلمية المتخصصة وظهرت مصر وكأنها دولة لا تدرك أبجديات العلم والبحث العلمي ولاتحترم العلم ، وعلقت منظمة الصحة العالمية أهم المؤسسات العلمية التي تتصدى للأمراض والأوبئة بأنه ماهكذا يتم محاربة الفيروس

الخنازير هي فقط وسيط لتحور الفيروس وبعدها تنتقل العدوى من إنسان لآخر ، ولكننا تعاملنا مع القضية بمنطق إنفلوانزا الطيور التي تنتقل فيها العدوى بمخالطة الطيور ، يقال أنه بالطاقة الإستيعابية للمجاز الخاصة بالخنازير تحتاج مصر لعامين حتى تنتهي من ذبح الخنازير وليس إسبوعين كما تم إعلان المهلة

قد يكون القرار صحيحاً لو كان القرار خاص بنقل مراعي الخنازير خارج المناطق السكنية من واقع أنها تتغذى على الفضلات وبالتالي هي مناطق تعمل على إنتشار الاوبئة والأمراض ويمكن إستغلال القضية الحالية للقيام بذلك

ولكن خطأ القرار العشوائي في أنه لم يصدر من جهات علمية منوط بها إتخاذ مثل تلك القرارات كوزارة الصحة ، وفي أنه لم يأخذ في الحسبان الطاقة البشرية العاملة في هذا المجال ، بالإضافة إلى أنه لم يدرك حجم الطاقة الإستيعابية للمجازر الحالية المتخصصة في ذبح الخنازير

ياريت نرجع زي زمان ونطالب بما كنا نشتكي منه .. التأني في إتخاذ القرارت ، وليطلق علينا من يطلق حكماء الشرق حتى لو كانت برجيت باردو