Sunday, August 28, 2011

لماذا .. ستيف جوبز ؟؟



بالرغم من الإهتمام الكبير والإعجاب المتزايد بمحاضرات التنمية البشرية إلا أنها لم تستهويني كثيرا ، فأنا أجدها في أغلب الأحيان لاتخرج هي الأخرى عن محاولة تقديم مخدر النجاح لبعض اليائسين مقابل إنتزاع آخر ماتبقى من جيوبهم الخاوية أملا في نجاح سريع أو ثروة كبيرة ، ولايخرج منها هذا البائس إلا بعد ان يكتشف الوهم مصحوبا بمزيد من قلة ذات اليد والحيلة ، غالبا ماتحتوي تلك المحاضرات على قصص نجاح وحكمة لشخصيات إستثنائية إستطاعت ان تترك أثرا خلال مسيرة حياتها وتميزت جميعها أنها لم تتلقى محاضرات تنمية بشرية أو قرأت يوما كتاب 37 طريقة ناجحة لإدارة شركتك أو كتاب كيف تكون مليونيرا في 90 يوم ، أو أهم 24 نصيحة لتكون مديرا ناجحا ، بل ان المحاضر في معظم الأوقات هو شخص فشل في إدارة مشروع أو تحقيق نجاح وظيفي ولكنه إستطاع أن يعوض فشله بالنصب على ضحاياه ببيع أوهام طرق النجاح والطاقة الذاتية الكامنة من خلال قصص محبوكة التأثير جيدة الإخراج متقنة التأليف غالبا

اليوم وعلى نقيض المقدمة السابقة أجدني مهتم بقصة حقيقية ومنبهر بشخص يشغل فكر العالم منذ فترة ، ومنذ يومين وهو محور حديث الرأي العام العالمي وأعتقد أنه سيمتد لأيام أخرى قادمة ، أتحدث عن ستيف جوبز المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أبل والذي قدم إستقالته منذ يومين فكانت خبر عاجل تناقلته جميع وكالات الأنباء وتصدر الخبر نشرات الأخبار والعناوين الرئيسية للصحف العالمية في اليوم التالي ، وإنخفضت أسهم الشركة بنسبة 6.2 % بعد دقيقتين من إعلان إستقالته .. فما هي حكايته .. ؟؟

بدأ ستيف جوبز مشوار حياته بأحد جراجات وادي السيلكون مع أحد أصدقاء الدراسة عام 1974 وإضطر لترك الشركة التي أسسها لمدة أعوام قبل أن يعود أليها مرة اخرى بأنطلاقته الكبرى ، حيث إستطاع أن يقدم للعالم منتجات أبل المختلفة التي تعد الآن أكبر التقنيات شعبية وإنتشارا وقيمة وفكرا وتقدما وجودة ، جوبز إستطاع أن يقدم للعالم تكنولوجيا بشكل مختلف بداية من الكومبيوترات الشخصية والمشغلات الصوتية الرقمية المعروفة بالأي بود والهواتف المحمولة الأي فون وأخيرا الأجهزة اللوحية المسماة بالأي باد ، عندما طور جوبز الحاسب الشخصي وقدمه بشكل مختلف تحول الجهاز من تكنولوجيا غير ضرورية لا جدوى منها إلى إحتياج لايمكن الإستغناء عنه ، ومازالت النقلة الكبيرة والمؤثرة في مشوار جوبز هي التي حدثت له عام 2001 عندما طرح المشغل الصوتي الرقمي الأي بود ، الذي يقدم لك جهاز صغير جدا يحتوي على ألف أغنية يمكن تعديلها وتغيرها ، بديلا عن مشغلات السي دي وشرائط الكاسيت قبل أن يطلق عليهما بعد سنوات رصاص الرحمة

في عام 2007 كنا نعتقد أن المساحة التي يلعب بها مطوروا عمالقة الهاتف المحمول كبيرة ، حتى فاجئنا ستيف جوبز بالأي فون الذي قدم تغييرا ثوريا ومختلفا بشكل جذري مع ماتطوره الشركات الأخرى ، وعند صدور الأي فون تهكمت كبرى شركات المحمول عليه ، ففكرة الإستغناء عن لوحة المفاتيح التقليدية والإستعاضة عنها بشاشة لوحية تعمل باللمس فكرة نتيجتها الفشل الحتمي لصعوبة التقنية وعدم جدواها أو قبولها تبعا لثقافة المستخدمين ، ولكن سرعان مانال الأي فون الإعجاب بعدما طرح بقوة وجرأة فكرة مايسمى بالتطبيقات بشكل جديد ومتميز ، وإستطاع في خلال عامين أن يضرب الأي فون قمة التحدي لجميع شركات الهواتف الأخرى ، وذلك بعد إغلاق الشركات الصغيرة لمصانعها وتحول الشركات الكبرى جميعها لتقنية اللمس والأجهزة اللوحية الكبيرة التي طالما سخروا منها

أتذكر أني في عام 2007 شاهدت الأي فون للمرة الأولى في تقرير إخباري بأحد البرامج الإخبارية الصباحية الذي كان يقوم بتغطية أحد مؤتمرات التكنولوجيا بعاصمة عربية ، ويومها ظل بذاكرتي حتى طرح بالأسواق فإشتريت واحدا أربكني كثيرا التعامل معه في البداية حتى تمكنت منه ومازالت أكتشف كل يوم فيه خاصية أو أمر أو نقطة كانت غائبة

في عام 2010 قدم ستيف جوبز الأي باد أو الجهاز اللوحي الذي يعد كجهاز كومبيوتر صغير يعمل باللمس إتفق الخبراء ومحللي الأسواق على جملة واحدة فقط : "جهاز جيد .. ولكن لا أحد في حاجة إليه" ، والكل يعلم حاليا الثورة التي قادها الأي باد في عالم التكنولوجيا التي جعلت جميع الشركات العملاقة للحواسيب الشخصية والهواتف النقالة يسارعون بإنتاج أجهزة لوحية لم تستطع أن تقارب الأي باد لا جودة ولا تقنية ولا سعرا ولا حجم مبيعات

في بداية هذا الشهر تفوقت أبل على عملاق البترول الكبير إكسون موبيل من حيث قيمة الشركة في سوق الولايات المتحدة ، وتحت رئاسة جوبز تحولت منتجات الشركة المستقبلية إلى جزء من الأسرار الكبرى التي يحاول المراقبون توقعها وإستنتاجها ، لتظهر حمى التوقعات عن الشكل أو النوع أو التقنية التي سوف تقدمها أبل في منتجها القادم كرائد للتكنولوجيا وتطورها ، جوبز ذاته لديه حساسية وتوقع عالي لما يتوقعه ويريده المستخدمون ولايقدرون أن يعبروا عنه تلقائيا فيبحث عنه ويخترعه أو يطوره وينتجه ليصبح صرعة فيما بعد

عاش جوبز حياته الأولى في كاليفورنيا وعندما أنهى تعليمه الثانوي إلتحق بكلية "ريد" ببورت لاند وتركها بعد أشهر قليلة وقبل مرور مرحلة دراسية كاملة ، لم يرى جوبز المولود لوالدين من الطبقة العاملة بعد ستة أشهر أي جدوى من إستنزاف مدخرات والديه في مصاريف التعليم العالية ، في 2005 في لقاء بجامعة ستانفورد يقول جوبز عن تلك الفترة "لم يكن لدي أدنى فكرة عن ماذا أفعل أو ماذا أريد تحديدا من الحياة ؟؟ ولم تساعدني الكلية خلال فترة إلتحاقي بها في توفير أي إجابة" ، عاد جوبز لكاليفورنيا عام 1974 وعمل لدى شركة أتاري صانعة ألعاب الفيديو الشهيرة ، وهناك حضر أحد الأجتماعات مع بعض أعضاء نادي شركات الكومبيوتر المحلية وقابل صديق دراسته ستيف ووزنياك الذي يكبره ببضعة أعوام

الكومبيوتر الشخصي المحلي المصنع يدويا الذي قدمه ووزنياك لفت بعض أنظار المصنعين الآخرين الذين قدموا إختراعتهم ، ولكن نظرة جوبز كانت لمنتج ووزنياك مختلفة فهو يرى للجهاز أهمية أبعد من أن يكون جهاز تسلية أو لعبة ، ثم بعد عامين بدأ الإثنان رحلة أبل بعدما إتفقا على العمل معا في جراج يخص والدي جوبز ، وكان أول إنتاج لهما يحمل إسم أبل وان كان عبارة الكيان الداخلي للحاسب بدون لوجة مفاتيح أو شاشة أو حتى غطاء

عام 1977 ظهر في الأسواق أبل تو بالشكل المتعارف عليه وقتها للحاسب الشخصي ، وإنتشر بشكل كبير ومتزايد خلال فترة وجيزة لدرجة أن جوبز أصبح لدية ثروة تصل لمائة مليون دولار وهو لم يتجاوز بعد سن الخامسة والعشرين من عمره ، ووضعت مجلة التايم صورته للمرة الاولى على غلافها عام 1982

بعد ثلاثة أعوام كان جوبز يزور مركز أبحاث زيروكس بمدينة "بالو ألتو" وهناك لفت نظره من عروض أصحاب البحث العلمي ‘ عرض تم تقديمه على إستحياء لفكرة التعامل مع برامج وملفات وأوامر الحاسب بضغطة من جهاز بحجم كف اليد بدلا من لوحة المفاتيح (بداية فكرة الفأرة أو الماوس) ، عاد جوبز لأبل وطلب من فريقه كتابة الفكرة التي رآها ليعمل عليها لاحقا ، كانت نزعات جوبز تقوم على تطوير أفكار الآخرين التي لاتجد طريقا لها وقبل وأدها في المهد ليقوم بوضعها في مسار صحيح ومناسب داخل منتجاتهم لتأخذ طريقا جديدا وواسعا وراسخا لها ، فشركة أبل تحت رئاسة جوبز لم تخترع الحاسبات الشخصية ولا مشغلات الموسيقى الرقمية ولا الهواتف المحمولة ، ولكنها قامت على تطوير تلك الأجهزة بأفكار وتقنيات فريدة تجعلها أكثر تعقيدا ولكنها أبسط وأسهل إستخدما ، فيستخدمها من لم يتعلم البرجمة ولا يتقن التعقيدات التكنولوجية ، لتنتشر وتغزو البشرية ، ويقر جوبز بتلك النقطة قائلا "بلا شك .. نحن نخجل كثيرا من الإتهام بسرقة أفكار الآخرين" وكان ذلك في مقابلة مع قناة بي بي إس

لاحقاَ قدمت الشركة نوعان من الكومبيوتر أحدها غالي الثمن قليلا عام 1983 وإسمه "ليزا" على إسم الإبنة الكبرى لجوبز وإستقبل بفتور من المستهلكين ، ثم لحقه في العام التالي بإصدار آخر مختلف أقل سعرا أحدث ثورة في الأسواق وقتها وسمي ب ماكنتوش



ظهر إعلان ماكنتوش مستوحى من فكرة السوبر باول برواية جورج أورويل التي أصدرها عام ١٩٤٩ والتي تحمل عنوان لنفس إسم سنة ظهور ماكنتوش وهو عام ١٩٨٤، وفيها يظهر مجموعة من الأشخاص متشابهين لحد ما بنفس الملابس وبوجوه لاتحمل أي تعبير يتحركون بصوت له وقع ثابت داخل نفق وكأنهم أسرى لواقع أو فكرة معينة حتى يصلوا لقاعة تشبه قاعات المحاضرات الكبيرة يتصدر مسرحها شاشة تعرض شخصية الأخ الأكبر (في إشارة لشركة أي بي إم ) وهو يسدد النصائح بلغة سلطوية وبصوت مستفز ومنفعل ، وتظهر فتاة حرة (في إشارة لمنتج ماكنتوش الجديد من أبل) ترتدي ملابس مختلفة وبيدها مطرقة كبيرة منطلقة نحو مسرح القاعة لتلقي بالمطرقة على شاشة الشخص المتسلط ومحتكر الحقيقة والمتحدث بالنصح فتنفجر الشاشة بهدير رائع مخالف لصوت المحاضر لينزل للمرة الأولى شعار أبل على الشاشة معلنة وصول أبل للأسواق

هل تريد أن تقضي بقية حياتك تبيع الماء للعالم ، أم تأتي معي لنُغير العالم ؟؟ هذه كانت كلمات ستيف جوبز لجون سكولي عملاق التسويق ورئيس شركة بيبسي في ذلك الوقت لإقناعه بتولي رئاسة شركة أبل ، بعدما تولى سكولي مع جوبز إدارة أبل تعثرت قليلا عندما قدمت تقنية تعتمد على قليل من برامج الجرافيكس بعيدا عن الشكل التقليدي للتعامل مع الكومبيوتر فقط من خلال الحروف ، وقد أثرت تلك التقنية على المبيعات سلبيا ، لاحقاً إختطفت الفكرة شركة مايكروسوفت لتبدأ رحلتها للنجاح مع تلك التقنية التي إستخدمتها في نظام ويندوز ، وبدأت مبيعات أبل في الإنخفاض بشكل كبير على حساب الحصان الأسود مايكروسوفت ، دبت الخلافات بين سكولي وجوبز بشكل كبير نال على أثرها سكولي دعما من مجلس الإدارة بعدم تدخل جوبز في العمل التنفيذي اليومي لأبل ، فما كان على جوبز إلا أن يرحل .. وهو ماحدث .. رحل جوبز من شركته أبل التي أسسها بعدما قدم إستقالته

كل مافعلته طوال حياتي ذهب هباء ، شعرت أني إنتهيت ودمرت تماما ، هذا ماقاله ستيف جوبز في جامعة ستانفورد عن تلك المرحلة قبل أن يكمل ويقول "لم أكتشف حينها فائدة ذلك ، الإنسحاب من أبل في هذا التوقيت كان أفضل شيئ حدث في حياتي فثقل النجاح والإحساس به قد خفت كثيرا وجعلني متحررا لأبدأ من جديد بعيدا عن قيود النجاح، لقد جعلني هذا الأمر متحررا لأبدأ أهم مرحلة إبداعية في حياتي" ، إلتحق جوبز بشركتين أولهما هي شركة نكست مصنعة الكومبيوتر ، والثانية هي شركة بيكسر صاحبة ستوديو بيكسر الشهير المتخصص في إنتاج الرسوم المتحركة (الأنيماشنز) ، إشترى ستيف جوبز شركة بيكسر عام 1986 من جورج لوكاس صاحب الشركة بمبلغ خمسة ملايين دولار وضخ خمسة ملايين دولا أخرى دعما لتطوير الشركة ، في عام 2006 باع جوبز شركة بيكسر لشركة والت ديزني مقابل أسهم تعادل 7400 مليون دولار ليصبح أكبر شريك فردي في ديزني وصاحب مقعد في مجلس إدارة الشركة

ع
ندما تنحى جوبز من إدارة أبل تركها وأخذ معه مجموعة من العاملين بشركة أبل ليكوّنوا نواة شركة كومبيوتر نكست التي أنشأها كشركة لن تنافس أبل بل يمكن ان تسجل تصميماتها تجاريا بإسم شركة أبل في مقابل إستغناء أبل عن بعض الموظفين الذي إنتقاهم جوبز بنفسه ، في شركة نكست المصنعة للكومبيوتر كان جوبز صارما دقيقا مهتما ومتدخلا في أدق التفاصيل حتى تصميم الأجزاء الداخلية لكومبيوتر الشركة المكعبي الشكل ، مع بداية التسعينات تطورت أعمال نكست ناحية السوفت وير وبرمجيات التشغيل اكثر من إنتاج الأجهزة ، لتصبح القيمة السعرية لنكست في ذلك الوقت القصير 600 مليون دولار الأمر الذي دفع شركة كانون الدخول كشريك ، الطريف أن نكست لم يعد لها وجود بعد عام 1996 بعدما باعها جوبز لشركة أبل وإندمجت كليا داخلها لتصبح نواة تكنولوجيا نظام تشغيل أجهزة الماك ، وكان عملية البيع مقدمة لعودة جوبز لشركة أبل مرة أخرى كإستشاري عام 1997 ورئيس مؤقت للشركة ، بدأ جوبز بإنهاء جميع المشروعات الخاسرة والتي لاتحقق ربحية تذكر وتستهلك كثيرا من جهد الشركة ليتم التركيز على أجهزة كومبيوتر ماك ونظامها التشغيلي لتستطيع الوقوف على قدميها مرة أخرى في مواجهة أي بي إم والأجهزة المتوافقة معه وكذلك نظام تشغيل ويندوز لمايكروسوفت لتبدأ حملته الضخمة بشعار .. فَكّر بشكل مختلف أو "ثينك ديفرنت" ، وكان أول جهاز يظهر في الأسواق بعد تولي جوبز إدارة هو جهاز أي ماك القيَم والمبهر ذو الشاشة الملونة ليبيع في سنته الأولى 2 مليون جهاز

بعد ذلك سقطت كلمة مؤقت من بطاقة تعريف وظيفة جوبز ليصبح رئيس تنفيذي دائم لشركة أبل ، يقول الإستشاري التقني والباحث التكنولوجي "تيم باجرين" الذي قابل جوبز عدة مرات وهو يقوم بتغطيات بحثية لشركته "كريتيف إستراتيجي" عن ذلك .. "في أيامه الأولى كان جوبز مسؤولا عن كل كبيرة وصغيرة وعالما بكل التفاصيل بشكل مرهق ومتعب ، أما في فترته الثانية فقد أصبح أكثر هدوئا وأقل تدخلا وأكثر نضجا" وبهذا النهج الجديد والإحترافي إستطاع جوبز خلال العشرة سنوات التالية أن ينتقل بأبل لتكون شركة رابحة وتعدوا بمسافات كبيرة مراحل تكنولوجية بسلسلة من المنتجات دخلت الاسواق لأول مرة وأثبتت وجودها ودعمت الشركة ليست كعملاق تكنولوجي يتصدر الشركات الإلكترونية فقط ولكن كرائد للتطوير والتحديث في العالم التقني

إ
نفجرت شهرة أبل وجوبز شعبيا على مستوى العالم عام 2000 من خلال بعد إطلاق المشغل الموسيقي الرقمي أي بود ، الأكثر أناقة والأسهل تشغيلا والأعلى جودة ، مصحوبا بمتجر أي تيونز الذي يحقق للمستخدم شراء الأغاني بشكل فردي وبجودة عالية وسعر بسيط ، لتنتعش شركات الغناء الموسيقى وتحقق ارباحا متزانمة مع أرباح أبل ، ليبح متجر أبل عنصؤا لاغنى عنه عند معظم مستخدمي ويندوز مايكروسوفت ، وعندما طرح جوبز الأي فون عام 2007 كانت المستخدمين يفترشون الأرصفة خارج متاجر أبل حتى يتمكنوا من شراء هاتفهم في ظاهرة كانت تعد وقتها الأولى في هذا المجال ولم تتكر إلا مع إصدارات أبل جوبز فقط سواء من أجيال أخرى لهاتفه او الجهاز اللوحي الرائد والأشهر عالميا الأي باد

وبعدما طرح جوبز النسخة الجديدة من الأي باد في مؤتمر شهير هذا العام ومعه تم طرح تقنيات نظام التشغيل الجديد أي او إس فايف ، وبينما العالم ينتظر طرح النسخة الجديدة من هاتف الأيفون وسط محاولات وسباقات محمومة لمعرفة أي معلومات عنه ، يعلن جوبز إستقالته كرئيس تنفيذي لشركة أبل مكتفيا بوظيفة شرفية لا علاقة لها بالعمل اليومي وسياسات الشركة الإستراتيجية ، لاشك أن إصابة جوبز منذ أعوام بسرطان البنكرياس كانت سبب رئيسي ودافع للإستقالة أدركه الجميع وهم يقرأون خطاب إستقالته المؤثر حتى دون ان يذكر ذلك .. يقول جوبز في خطاب إستقالته

طالما قلت أنه اذا أتى يوم لا أستطيع فيه أداء واجباتي أو الوصول الى مستوىالطموحات كمدير تنفيذي لآبل ، سأكون أول شخص يخبركم بهذا ، للأسف هذا اليوم قد أتى ، أنا الآن أستقيل من منصبي كمدير تنفيذي لشركة آبل ، أود أن أخدم آبل اذا رأى المجلس أن ذلك ممكن كرئيس للمجلس وكموظف في آبل ، بالنسبة لمن يخلفني.. أوصي بشدّة أن تكون الخطوة القادمة تسمية تيم كوك رئيسًا تنفيذيًّا لآبل ، أؤمن بأن ألمع أيام آبل وأكثرها ابتكارًا بانتظارها ، وأتطلع أن أرى وأن أساهم في نجاحها في مرحلتها القادمة ، لقد كسبت العديد من أفضل الأصدقاء الذين عرفتهم في حياتي في آبل ، شكرًا لكم جميعًا على السنين العديدة التي عملنا فيها جنبًا إلى جنب
ستيف جوبز