Thursday, September 22, 2011

تروي دافيس .. القصة غير الكاملة





في ١٩ أغسطس ١٩٨٩ كان مارك ماكفيل هو ظابط الحراسة الأبيض المكلف أمام مطعم برجر كينج بساڤانا بولاية چورچيا الأمريكية ، عندما حدثت مشادة بين مجموعة من المتواجدين بموقف السيارات أمام المطعم ، تدخل ماكفيل لصالح رجل بلا مأوى يتعرض للضرب ، وفي لحظات إستقرت رصاصة في قلب ماكفيل وأخرى في وجهه ليسقط صريعا في الحال دون أن يسحب مسدسه أو يهدد أحد

في ٢٣ أغسطس ١٩٨٩ ، تم القبض على أحد العاطلين عن العمل وهو تروي دايفس ٢٠ سنة صاحب البشرة السمراء بعدما زج بإسمه أحد الشهود

في أبريل ١٩٩٠ ، نفى تروي دافيس في جلسة الإستماع التهمة

في أغسطس ١٩٩٠ ، بدأت المحاكمة بطلب الإدعاء بعقوبة الإعدام على المتهم تروي دافيس

في ٢٨ أغسطس ١٩٩١ ، حكمت هيئة المحلفين طبقا للنظام الأميركي ، والمكونة من ٧ من أصحاب البشرة السمراء وخمسة من أصحاب البشرة البيضاء بعد جلسة استمرت ساعتين لإستقراء الحكم ، بالحكم بإعتبار تروي دافيس مذنباً

في ٣٠ أغسطس ١٩٩١ ، تم الإستماع لشهادة تروي دافيس تعقيبا على الحكم وإستمر في الإقرار بأنه بريئاً ، ولكن المحكمة إنتهت لإقرارها بإعتباره مذنبا وتوقيع عقوبة الإعدام عليه

في مارس ١٩٩٢ ، أول طلب يتم تقديمه لإعادة محاكمة تروي دافيس تم رفضه

في مارس ١٩٩٣ ، المجلس الأعلى للقضاء بچورچيا يقرر وقف تنفيذ عقوبة الإعدام

في ديسمبر ٢٠٠١ ، تقدم تروي دافيس بطلب للمحكمة الفيدرالية الأمريكية لإستئناف الحكم الموقع عليه ، وذلك لتراجع سبعة من الشهود التسعة في شهادتهم أو أقوالهم

في مايو ٢٠٠٤ ، رفض القاضي الإدعاء بالإختيار الخاطئ لهيئة المحلفين ، والدفاع السيئ ، والنظام السيئ للمحاكمة الأولى

في سبتمبر ٢٠٠٦ ، محكمة الدائرة الحادية عشر تعلق القرار الخاص بالإستئناف ، مصرحة بأن تروي دافيس فشل بشكل جوهري في إثبات براءته ، أو ان إجراءات أو سير محاكمته لم تمر بشكل قانوني

في يونيو ٢٠٠٧ ، تم إعلان يوم ١٧ يوليو ٢٠٠٧ موعدا لتنفيذ حكم الإعدام في تروي دافيس

في ١٦ يوليو ٢٠٠٧ ، وبعد إنتقادات واسعة من القس الحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو والبابا بنديكيت ، قرر مجلس چورچيا للتأهيل والعفو والمكون من خمسة أعضاء بكونهم حاكم الولاية في تعليق حكم الإعدام ٩٠ يوماً

في أغسطس ٢٠٠٧ ، تقرر محكمة چورچيا العليا إمكانية الإستئناف الإختياري لمحاكمة جديدة على أساس الخطأ في الهوية




في ١٧ مارس ٢٠٠٨ ، ترفض المحكمة العليا لچورچيا الإستئناف بأغلبية أربعة أعضاء مقابل ثلاثة

في يوليو ٢٠٠٨ ، تم إقرار موعد الثاني لتنفيذ حكم الإعدام بحق تروي دافيس في ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٨

في ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٨ وقبل ساعتين من تنفيذ حكم الإعدام ، تقرر المحكمة الأميريكية العليا وقف تنفيذ حكم الإعدام للبحث

في ١٤ أكتوبر ٢٠٠٨ ، ترفض المحكمة الأمريكية العليا الإستماع لطلب تروي دافيس وتحدد يوم ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٨ لتنفيذ الحكم بالإعدام

في ٢١ أكتوبر ٢٠٠٨ ، قدم محامي دافيس طلب طارئ لوقف تنفيذ الحكم نتيجة الحشد الدولي لطلب العفو

في ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٨ ، تقرر الدائرة الحادية عشر الإستئناف تعليق تنفيذ حكم الإعدام ، للنظر في طلب جديد بالعفو

في ٩ ديسمبر ٢٠٠٨ ، قامت مجموعة من ثلاثة قضاه من أتلانتا عاصمة ولاية چورچيا بالإستماع مجدداً للدفاع

في ١٦ أبريل ٢٠٠٩ ، رفض القضاة الثلاثة بغالبية إثنين قضاه مقابل قاض واحد مذكرة تروي دافيس بالعفو عنه

في ١٩ مايو ٢٠٠٩ ، تقدم دفاع تروي دافيس بمذكرة جديدة للمحكمة الأميريكية العليا بالعفو عنه

في ١٧ أغسطس ٢٠٠٩ ، وفي إجراء نادر الحدوث ، تقرر المحكمة الأميريكية العليا بقيام محكمة ساڤانا الفيدرالية بإعادة فتح جلسات الإستماع من جديد

في ٢٠ يونيو ٢٠١٠ ، يرفض القاضي ويليام موور الإستئناف بعد إكتشافه ان شاهد واحد فقط هو من عدل عن شهادته بشكل كبير

في يناير ٢٠١١ ، يتقدم تروي دافيس بمذكرة إستئناف جديدة للمحكمة الأميريكية العليا

في ٧ سبتمبر ٢٠١١ ، محكمة چورچيا تحدد يوم ٢١ سبتمبر موعداً لتنفيذ الحكم بحق تروي دافيس

في ٢٠ سبتمبر ٢٠١١ ، مجلس چورچيا للعفو والتأهيل يرفض عرض جديد من تروي دافيس بالعفو

في ٢١ سبتمبر ٢٠١١ ، يرفض مجلس القضاه الخمسة طلب من دفاع تروي دايفس بالمثول أمام جهاز كشف الكذب لإثبات برائته




في ٢١ سبتمبر ٢٠١١ ، الساعة السابعة مساء أُعلن تأجيل تنفيذ حكم الإعدام الذي كان المحدد مسبقا مؤقتاً ، حيث رأى القضاه التسعة ضرورة إعادة قراءة سريعة لقرارهم النهائي بتأجيل التنفيذ والذي إستمر لمدة ثلاثة ساعات لاحقة على بيانهم

في ٢١ سبتمبر ٢٠١١ في الساعة الحادية عشر وثمان دقائق مساء ، حقنة قاتلة تسري في جسد تروي دايفس ٤٢ عاماً ليتم إعلان الإنتهاء من تنفيذ حكم الإعدام ، وسط إنتقادات واسعة وإهتمام غير عادي بتنفيذ الحكم ، حيث يستنكر كثيرين تنفيذ الحكم لعدم وجود أدلة جدية في إثبات إرتكابه جريمة القتل

يصف شهود العيان الأجواء وقت تنفيذ الحكم بالكئيبة ، وفي كلماته الأخيرة كما روت الأسوشيتد برس قال تروي دافيس
إلى أسرة ماكفيل ، يجب أن تعلموا ، وبالرغم من الموقف الذي أنتم فيه ، لست أنا الشخص الذي قتل بنفسه إبنكم ، شقيقكم ، والدكم ، أنا برئ ، الحادثة التي وقعت تلك الليلة ليست خطأي ، لم أكن أحمل سلاحاً نارياً ، كل ما أطلبه ان تنظروا عميقا في القضية حيث تستطيعون في النهاية إستجلاء الحقيقة ، أطلب من عائلتي الإستمرار في معركة كشف الحقيقة ، ولأولئك الذين ينهون حياتي ، فليرحمكم الله ويغفر لكم

يروي شهود العيان أن الدموع ترقرقت في أعين تروي دافيس وهو يأخذ الحقنة قبل أن يغيب عن الوعي في سلام لمدة ١٥ دقيقة حيث أدت مفعولها

صرح سام أولوز النائب العام للولاية ، أن العدالة أخذت مجراها في صالح ماكفيل وأسرته

چوان ماكفيل أرملة مارك ماكفيل تقول الآن فقط إلتئم الجرح ، ولا مجال لأي سعادة بإعدام تروي دافيس وعزائي لعائلته ، أحزن كثيرا لهم فهم الآن يتفهمون مدى الجرح والألم الذي عشناه

يعتقد كثير من عائلة ماكفيل أن تروي دافيس هو القاتل ، بينما يرى كثير من المراقبين أنه برئ ويرى كثير من رجال السياسة والفن أن هناك شك كبير في العدالة بهذه القضية بعد عدول سبعة شهود عن شهادتهم ، حملات قوية قامت في الفترة الأخيرة لدعم ورفض الحكم بإعدام ديفيس وإحتجاجات كثيرة شهدتها شوارع چورچيا قبل تنفيذ الحكم

الأغنية الكلاسيكية سترانچ فروت أو الفاكهة الغريبة للمغنية السمراء بيلي هوليداي التي أصدرتها عام ١٩٣٩ والتي تتحدث عن القتل تعود فجأة لتنتشر بشكل كبير وتصبح إحدى الموضوعات التي تشهد تداولا كبيرا على تويتر ، والمشاهير يعلنون رفضهم للحكم على الموقع ، وأمنستي آو منظمة العفو الدولية تنشر بيانا على موقعها تدين فيها تنفيذ الحكم ، فتعلن أن الإصرار على إعدام شخص في وجود هذه السحابة الضخمة من الشكوك تشير إلى تدهور عنيف في النظام القضائي ، فالملايين حول العالم يعرفون الآن قضية تروي دافيس ويستشعرون بقابلية النظام القضائي الأمريكي للخطأ الفادح

بينما إمتنع باراك أوباما عن التعليق على قضية تروي دافيس ، الرئيس السابق چيمي كارتر كان أكثر صراحة عندما أصدر بيانا يقول فيه : مادام أحد مواطنينا يمكن أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه بالرغم من الكثير من الشكوك حول إدانته ، فمعنى ذلك أن نظام عقوبة الإعدام في بلادنا ظالم وغير صالح ، نأمل أن تستحثنا هذه المأساة كدولة للإتجاه نحو رفض هذه العقوبات الغليظة

بيل كلينتون هو الآخر تعليقا على تنفيذ الحكم أثناء لقاؤه بمجموعة من المحررين والمدونين إنتقد تنفيذ الحكم قائلا : يجب على المحاكم أن تهدأ في أحكامها لتأخذ في الإعتبار أدلة مثل تحليل الحمض النووي التي يمكنه من إثبات براءة متهم برئ

Photobucket

Click the photo to enlarge


صفحة .. كلنا تروي ديفيس

المصادر : شبكة اي بي سي ، ويكيبيديا ، فرانس ٢٤ ، أسوشيتد برس

Thursday, September 15, 2011

أعظم خطاب في التاريخ




يعتبرها البعض أعظم خطبة في التاريخ ، لم يراها الكثيرين ولكن عندما تسمعها لا تتركك إلا وأنت متأثراً بها ، تمنحك إنطباع أنها تخص هذه الأيام ، لم يلقها قائد ولا زعيم ولا ثائر ، ولكنها خرجت من شفاة ممثل كوميدي هزلي ، لم يكن الخطاب في مناسبة خاصة ، ولكنه كان ضمن أحداث الفيلم الكوميدي "الديكتاتور العظيم" من أخراج وتمثيل شارلي شابلن والذي تم إنتاجه منذ ٧١ عاما وبالتحديد عام ١٩٤٠ ، قبل عام من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية ، ورشح الفيلم لجائزة أوسكار أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن ممثل

الفيلم هو القصة التقليدية التي تقوم على شخصتين متشابهين والمفارقات التي تنبع من تشابهما وإختلاف شخصياتهما ، أحدهما يعمل حلاق يهودي الديانة والأخر "إدانويود هينكل" زعيم ديكتاتوري لدولة "تومانيا" وهو دور يشابه الزعيم النازي هتلر ، بعد سلسلة من الأحداث والمفارقات الطريفة والغريبة وقبل نهاية الفيلم يتم إستدعاء الحلاق شبيه الزعيم للعاصمة ليلقي خطبة للجنود بدلاً من الزعيم الديكتاتور ، فكانت خطبة إرتجالية عفوية ولكنها أصبحت من أروع الخطب ، محتوى الكلمات هام ومؤثر وسوف أنقله مترجماً ، ولكن الخطاب ليس دائماً محتوى فقط ، الخطابة فن وأهم مافيها فن الإلقاء كيف تخرج الكلمات ، كيف تظهر التعبيرات ، متى يرتفع الصوت ومتى ينخفض طبقا للمعنى ، متى يكون بطيئاً ومتى يكون متعجلاً حماسياً ، فيعطي التأثير المطلوب ، وهذا مابدا واضحا في الجزء الثاني عندما بدأ يوجه خطابه إلى الجنود ، أما الجزء الأول وفي محاولة منه كي يتغلب على الموقف فنجد فيه طبقة الصوت ثابته كي تمنحه الثبات والثقة في أن يقول مايريده

وجدت مونتاچ لڤيديو الخطاب أرفقه مع الترجمة بالأسفل ، ولاحقا في نهاية التدوينة الڤيديو الأصلي دون مونتاچ وكلاهما رائع

الخطاب




أنا آسف ولكني لا أريد أن أكون إمبراطوراً ، فهذا ليس شأني ، لا أريد أن أحكم أو أقهر أحد ، ولكني أحب أن أساعد الكل ما أمكنني ذلك ، يهودي أو غير يهودي ، أسود أو أبيض ، كلنا يجب أن نساعد بعضنا البعض ، فهكذا بدأت الإنسانية

كلنا نريد أن نحيا حياة سعيدة بجانب سعداء آخرين لا بجانب بؤساء أشقياء آخرين ، لا نريد أن يكره ويحتقر ويبغض كل منا الآخر ، في هذا العالم يوجد متسع لكل شخص والأرض غنية وتكفي الجميع ، طريقة حياتنا يمكن أن تكون حرة وجميلة ولكننا فقدنا الطريق

لقد طورنا السرعة ولكننا لم نتحرك ، الماكينات التي تمنحنا الرفاهية تركتنا محتاجين ، العلم جعلنا مختالين ومحتقرين للآخرين ، مهارتنا قاسية ونستخدمها بوحشية ، نفكر كثيرا ونشعر نادراً ، أكثر من الماكينة نحن نحتاج للإنسانية ، أكثر من المهارة نحتاج للتعاطف والمودة ، بدون ذلك ستصبح الحياة أكثر عنفاً وسنضيع جميعا

الطائرة والراديو جعلتنا أكثر قرباً من بعض ، إكتشاف هذه المخترعات كانت لرفاهيتنا جميعاً ، لتقربنا أكثر ولتجعل حياتنا أكثر إخاءاً ، ولتوحدنا جميعا في هذا العالم ، صوتي الآن يصل لملايين الناس حول العالم ، ملايين من المحبطين رجالا ونساءاً وأطفالاً ، ضحايا النظام الذين يُعَذّبون والبريئون الذين يعتقلون ، لهؤلاء الذين يصل لهم صوتي أقول لهم : لا تُحبطون

البؤس والشقاء الذي نحياه الآن نتيجة الجشع والنهم ، والمرارة التي يشعر بها من يعيش في الخوف من تطور البشري ، الكراهية لدى الناس ستختفي والزعماء القمعيين سيموتون ، والقوة التي تم سلبها من الشعوب ستعود لهم ، ومهما مات الناس لن تموت الحرية

أيها الجنود .. لا تسلموا أنفسكم للغاشمين ، الذين يحتقرونكم ويستعبدونكم ، ويعسكرونكم ويأمروكم بما تفعلون ، بما تفكرون وبما تشعرون ، يدربونكم ويمتصون دمائكم ويعاملونكم كالحيوانات ، كعلف للمدافع

لا تمنحوا أنفسكم لهؤلاء المهووسين ، لهؤلاء أصحاب الآلة ذوو العقول المميكنة والقلوب المميكنة ، أنتم لستم ماكينات ، أنتم لستم قطيع ، أنت آدميين ، تملكون حب الإنسانية في قلوبكم ، لا تجعلوا للكرْه المذموم مكاناً ، فقط إكرهوا عدم المحبة ، فقط عدم المحبة وكل ماهو غير آدمي

أيها الجنود : لاتحاربوا من أجل عبوديتكم ، حاربوا من أجل حريتكم

في الإصحاح السابع عشر كتب القديس لوقا : مملكة الرب تكون في وجود الإنسان ، ليس رجل واحد ولا مجموعة أشخاص ، ولكن كل الناس ، أنتم جميعكم

أنتم أيها الناس من تملكون القوة ، القوة التي تخترع الماكينات ، القوة التي توجد السعادة ، أنتم أيها الناس من تملكون القوة التي تجعل حياتكم حرة وجميلة ، تجعل الحياة مغامرة جميلة ، ثم وبإسم الديمقراطية دعونا نستخدم هذه القوة ، لنتحد جميعنا ، لنثور من أجل عالم جديد ، عالم محترم يعطي لنا الفرصة أن نعمل ، يمنحنا المستقبل والأمان ، ولكن بوعد زائف لتحقيق تلك الأشياء وصل الطغاة للسلطة ثم خدعونا ، لم يوفوا بعهودهم ولن يوفوا ، الطغاة يحررون أنفسهم ولكنهم يستعبدون شعوبهم ، لذلك يجب أن نثور من أجل عالم حر ، لنجد طريقا بين الحواجز الدولية ، ننهي به الجشع والكراهية والتعصب ، لنثور من أجل عالم منطقي ، حيث يقود فيه العلم والتقدم حياتنا لسعادة جميع البشر

أيها الجنود .. بإسم الديمقراطية .. فلنتحد جميعاً


*****************************



I’m sorry but I don’t want to be an Emperor – that’s not my business – I don’t want to rule or conquer anyone. I should like to help everyone if possible, Jew, gentile, black man, white. We all want to help one another, human beings are like that.

We all want to live by each other’s happiness, not by each other’s misery. We don’t want to hate and despise one another. In this world there is room for everyone and the earth is rich and can provide for everyone.

The way of life can be free and beautiful,but we have lost the way, greed has poisoned men’s souls – has barricaded the world with hate; has goose-stepped us into misery and bloodshed.

We have developed speed but we have shut ourselves in: machinery that gives abundance has left us in want. Our knowledge has made us cynical, our cleverness hard and unkind. We think too much and feel too little: More than machinery we need humanity; More than cleverness we need kindness and gentleness. Without these qualities, life will be violent and all will be lost.

The aeroplane and the radio have brought us closer together. The very nature of these inventions cries out for the goodness in men, cries out for universal brotherhood for the unity of us all. Even now my voice is reaching millions throughout the world, millions of despairing men, women and little children, victims of a system that makes men torture and imprison innocent people. To those who can hear me I say “Do not despair”.

The misery that is now upon us is but the passing of greed, the bitterness of men who fear the way of human progress: the hate of men will pass and dictators die and the power they took from the people, will return to the people and so long as men die [now] liberty will never perish…

Soldiers – don’t give yourselves to brutes, men who despise you and enslave you – who regiment your lives, tell you what to do, what to think and what to feel, who drill you, diet you, treat you as cattle, as cannon fodder.

Don’t give yourselves to these unnatural men, machine men, with machine minds and machine hearts. You are not machines. You are not cattle. You are men. You have the love of humanity in your hearts. You don’t hate – only the unloved hate. Only the unloved and the unnatural. Soldiers – don’t fight for slavery, fight for liberty.

In the seventeenth chapter of Saint Luke it is written ” the kingdom of God is within man ” – not one man, nor a group of men – but in all men – in you, the people.

You the people have the power, the power to create machines, the power to create happiness. You the people have the power to make life free and beautiful, to make this life a wonderful adventure. Then in the name of democracy let’s use that power – let us all unite. Let us fight for a new world, a decent world that will give men a chance to work, that will give you the future and old age and security. By the promise of these things, brutes have risen to power, but they lie. They do not fulfil their promise, they never will. Dictators free themselves but they enslave the people. Now let us fight to fulfil that promise. Let us fight to free the world, to do away with national barriers, do away with greed, with hate and intolerance. Let us fight for a world of reason, a world where science and progress will lead to all men’s happiness.

Soldiers – in the name of democracy, let us all unite!

Sunday, August 28, 2011

لماذا .. ستيف جوبز ؟؟



بالرغم من الإهتمام الكبير والإعجاب المتزايد بمحاضرات التنمية البشرية إلا أنها لم تستهويني كثيرا ، فأنا أجدها في أغلب الأحيان لاتخرج هي الأخرى عن محاولة تقديم مخدر النجاح لبعض اليائسين مقابل إنتزاع آخر ماتبقى من جيوبهم الخاوية أملا في نجاح سريع أو ثروة كبيرة ، ولايخرج منها هذا البائس إلا بعد ان يكتشف الوهم مصحوبا بمزيد من قلة ذات اليد والحيلة ، غالبا ماتحتوي تلك المحاضرات على قصص نجاح وحكمة لشخصيات إستثنائية إستطاعت ان تترك أثرا خلال مسيرة حياتها وتميزت جميعها أنها لم تتلقى محاضرات تنمية بشرية أو قرأت يوما كتاب 37 طريقة ناجحة لإدارة شركتك أو كتاب كيف تكون مليونيرا في 90 يوم ، أو أهم 24 نصيحة لتكون مديرا ناجحا ، بل ان المحاضر في معظم الأوقات هو شخص فشل في إدارة مشروع أو تحقيق نجاح وظيفي ولكنه إستطاع أن يعوض فشله بالنصب على ضحاياه ببيع أوهام طرق النجاح والطاقة الذاتية الكامنة من خلال قصص محبوكة التأثير جيدة الإخراج متقنة التأليف غالبا

اليوم وعلى نقيض المقدمة السابقة أجدني مهتم بقصة حقيقية ومنبهر بشخص يشغل فكر العالم منذ فترة ، ومنذ يومين وهو محور حديث الرأي العام العالمي وأعتقد أنه سيمتد لأيام أخرى قادمة ، أتحدث عن ستيف جوبز المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أبل والذي قدم إستقالته منذ يومين فكانت خبر عاجل تناقلته جميع وكالات الأنباء وتصدر الخبر نشرات الأخبار والعناوين الرئيسية للصحف العالمية في اليوم التالي ، وإنخفضت أسهم الشركة بنسبة 6.2 % بعد دقيقتين من إعلان إستقالته .. فما هي حكايته .. ؟؟

بدأ ستيف جوبز مشوار حياته بأحد جراجات وادي السيلكون مع أحد أصدقاء الدراسة عام 1974 وإضطر لترك الشركة التي أسسها لمدة أعوام قبل أن يعود أليها مرة اخرى بأنطلاقته الكبرى ، حيث إستطاع أن يقدم للعالم منتجات أبل المختلفة التي تعد الآن أكبر التقنيات شعبية وإنتشارا وقيمة وفكرا وتقدما وجودة ، جوبز إستطاع أن يقدم للعالم تكنولوجيا بشكل مختلف بداية من الكومبيوترات الشخصية والمشغلات الصوتية الرقمية المعروفة بالأي بود والهواتف المحمولة الأي فون وأخيرا الأجهزة اللوحية المسماة بالأي باد ، عندما طور جوبز الحاسب الشخصي وقدمه بشكل مختلف تحول الجهاز من تكنولوجيا غير ضرورية لا جدوى منها إلى إحتياج لايمكن الإستغناء عنه ، ومازالت النقلة الكبيرة والمؤثرة في مشوار جوبز هي التي حدثت له عام 2001 عندما طرح المشغل الصوتي الرقمي الأي بود ، الذي يقدم لك جهاز صغير جدا يحتوي على ألف أغنية يمكن تعديلها وتغيرها ، بديلا عن مشغلات السي دي وشرائط الكاسيت قبل أن يطلق عليهما بعد سنوات رصاص الرحمة

في عام 2007 كنا نعتقد أن المساحة التي يلعب بها مطوروا عمالقة الهاتف المحمول كبيرة ، حتى فاجئنا ستيف جوبز بالأي فون الذي قدم تغييرا ثوريا ومختلفا بشكل جذري مع ماتطوره الشركات الأخرى ، وعند صدور الأي فون تهكمت كبرى شركات المحمول عليه ، ففكرة الإستغناء عن لوحة المفاتيح التقليدية والإستعاضة عنها بشاشة لوحية تعمل باللمس فكرة نتيجتها الفشل الحتمي لصعوبة التقنية وعدم جدواها أو قبولها تبعا لثقافة المستخدمين ، ولكن سرعان مانال الأي فون الإعجاب بعدما طرح بقوة وجرأة فكرة مايسمى بالتطبيقات بشكل جديد ومتميز ، وإستطاع في خلال عامين أن يضرب الأي فون قمة التحدي لجميع شركات الهواتف الأخرى ، وذلك بعد إغلاق الشركات الصغيرة لمصانعها وتحول الشركات الكبرى جميعها لتقنية اللمس والأجهزة اللوحية الكبيرة التي طالما سخروا منها

أتذكر أني في عام 2007 شاهدت الأي فون للمرة الأولى في تقرير إخباري بأحد البرامج الإخبارية الصباحية الذي كان يقوم بتغطية أحد مؤتمرات التكنولوجيا بعاصمة عربية ، ويومها ظل بذاكرتي حتى طرح بالأسواق فإشتريت واحدا أربكني كثيرا التعامل معه في البداية حتى تمكنت منه ومازالت أكتشف كل يوم فيه خاصية أو أمر أو نقطة كانت غائبة

في عام 2010 قدم ستيف جوبز الأي باد أو الجهاز اللوحي الذي يعد كجهاز كومبيوتر صغير يعمل باللمس إتفق الخبراء ومحللي الأسواق على جملة واحدة فقط : "جهاز جيد .. ولكن لا أحد في حاجة إليه" ، والكل يعلم حاليا الثورة التي قادها الأي باد في عالم التكنولوجيا التي جعلت جميع الشركات العملاقة للحواسيب الشخصية والهواتف النقالة يسارعون بإنتاج أجهزة لوحية لم تستطع أن تقارب الأي باد لا جودة ولا تقنية ولا سعرا ولا حجم مبيعات

في بداية هذا الشهر تفوقت أبل على عملاق البترول الكبير إكسون موبيل من حيث قيمة الشركة في سوق الولايات المتحدة ، وتحت رئاسة جوبز تحولت منتجات الشركة المستقبلية إلى جزء من الأسرار الكبرى التي يحاول المراقبون توقعها وإستنتاجها ، لتظهر حمى التوقعات عن الشكل أو النوع أو التقنية التي سوف تقدمها أبل في منتجها القادم كرائد للتكنولوجيا وتطورها ، جوبز ذاته لديه حساسية وتوقع عالي لما يتوقعه ويريده المستخدمون ولايقدرون أن يعبروا عنه تلقائيا فيبحث عنه ويخترعه أو يطوره وينتجه ليصبح صرعة فيما بعد

عاش جوبز حياته الأولى في كاليفورنيا وعندما أنهى تعليمه الثانوي إلتحق بكلية "ريد" ببورت لاند وتركها بعد أشهر قليلة وقبل مرور مرحلة دراسية كاملة ، لم يرى جوبز المولود لوالدين من الطبقة العاملة بعد ستة أشهر أي جدوى من إستنزاف مدخرات والديه في مصاريف التعليم العالية ، في 2005 في لقاء بجامعة ستانفورد يقول جوبز عن تلك الفترة "لم يكن لدي أدنى فكرة عن ماذا أفعل أو ماذا أريد تحديدا من الحياة ؟؟ ولم تساعدني الكلية خلال فترة إلتحاقي بها في توفير أي إجابة" ، عاد جوبز لكاليفورنيا عام 1974 وعمل لدى شركة أتاري صانعة ألعاب الفيديو الشهيرة ، وهناك حضر أحد الأجتماعات مع بعض أعضاء نادي شركات الكومبيوتر المحلية وقابل صديق دراسته ستيف ووزنياك الذي يكبره ببضعة أعوام

الكومبيوتر الشخصي المحلي المصنع يدويا الذي قدمه ووزنياك لفت بعض أنظار المصنعين الآخرين الذين قدموا إختراعتهم ، ولكن نظرة جوبز كانت لمنتج ووزنياك مختلفة فهو يرى للجهاز أهمية أبعد من أن يكون جهاز تسلية أو لعبة ، ثم بعد عامين بدأ الإثنان رحلة أبل بعدما إتفقا على العمل معا في جراج يخص والدي جوبز ، وكان أول إنتاج لهما يحمل إسم أبل وان كان عبارة الكيان الداخلي للحاسب بدون لوجة مفاتيح أو شاشة أو حتى غطاء

عام 1977 ظهر في الأسواق أبل تو بالشكل المتعارف عليه وقتها للحاسب الشخصي ، وإنتشر بشكل كبير ومتزايد خلال فترة وجيزة لدرجة أن جوبز أصبح لدية ثروة تصل لمائة مليون دولار وهو لم يتجاوز بعد سن الخامسة والعشرين من عمره ، ووضعت مجلة التايم صورته للمرة الاولى على غلافها عام 1982

بعد ثلاثة أعوام كان جوبز يزور مركز أبحاث زيروكس بمدينة "بالو ألتو" وهناك لفت نظره من عروض أصحاب البحث العلمي ‘ عرض تم تقديمه على إستحياء لفكرة التعامل مع برامج وملفات وأوامر الحاسب بضغطة من جهاز بحجم كف اليد بدلا من لوحة المفاتيح (بداية فكرة الفأرة أو الماوس) ، عاد جوبز لأبل وطلب من فريقه كتابة الفكرة التي رآها ليعمل عليها لاحقا ، كانت نزعات جوبز تقوم على تطوير أفكار الآخرين التي لاتجد طريقا لها وقبل وأدها في المهد ليقوم بوضعها في مسار صحيح ومناسب داخل منتجاتهم لتأخذ طريقا جديدا وواسعا وراسخا لها ، فشركة أبل تحت رئاسة جوبز لم تخترع الحاسبات الشخصية ولا مشغلات الموسيقى الرقمية ولا الهواتف المحمولة ، ولكنها قامت على تطوير تلك الأجهزة بأفكار وتقنيات فريدة تجعلها أكثر تعقيدا ولكنها أبسط وأسهل إستخدما ، فيستخدمها من لم يتعلم البرجمة ولا يتقن التعقيدات التكنولوجية ، لتنتشر وتغزو البشرية ، ويقر جوبز بتلك النقطة قائلا "بلا شك .. نحن نخجل كثيرا من الإتهام بسرقة أفكار الآخرين" وكان ذلك في مقابلة مع قناة بي بي إس

لاحقاَ قدمت الشركة نوعان من الكومبيوتر أحدها غالي الثمن قليلا عام 1983 وإسمه "ليزا" على إسم الإبنة الكبرى لجوبز وإستقبل بفتور من المستهلكين ، ثم لحقه في العام التالي بإصدار آخر مختلف أقل سعرا أحدث ثورة في الأسواق وقتها وسمي ب ماكنتوش



ظهر إعلان ماكنتوش مستوحى من فكرة السوبر باول برواية جورج أورويل التي أصدرها عام ١٩٤٩ والتي تحمل عنوان لنفس إسم سنة ظهور ماكنتوش وهو عام ١٩٨٤، وفيها يظهر مجموعة من الأشخاص متشابهين لحد ما بنفس الملابس وبوجوه لاتحمل أي تعبير يتحركون بصوت له وقع ثابت داخل نفق وكأنهم أسرى لواقع أو فكرة معينة حتى يصلوا لقاعة تشبه قاعات المحاضرات الكبيرة يتصدر مسرحها شاشة تعرض شخصية الأخ الأكبر (في إشارة لشركة أي بي إم ) وهو يسدد النصائح بلغة سلطوية وبصوت مستفز ومنفعل ، وتظهر فتاة حرة (في إشارة لمنتج ماكنتوش الجديد من أبل) ترتدي ملابس مختلفة وبيدها مطرقة كبيرة منطلقة نحو مسرح القاعة لتلقي بالمطرقة على شاشة الشخص المتسلط ومحتكر الحقيقة والمتحدث بالنصح فتنفجر الشاشة بهدير رائع مخالف لصوت المحاضر لينزل للمرة الأولى شعار أبل على الشاشة معلنة وصول أبل للأسواق

هل تريد أن تقضي بقية حياتك تبيع الماء للعالم ، أم تأتي معي لنُغير العالم ؟؟ هذه كانت كلمات ستيف جوبز لجون سكولي عملاق التسويق ورئيس شركة بيبسي في ذلك الوقت لإقناعه بتولي رئاسة شركة أبل ، بعدما تولى سكولي مع جوبز إدارة أبل تعثرت قليلا عندما قدمت تقنية تعتمد على قليل من برامج الجرافيكس بعيدا عن الشكل التقليدي للتعامل مع الكومبيوتر فقط من خلال الحروف ، وقد أثرت تلك التقنية على المبيعات سلبيا ، لاحقاً إختطفت الفكرة شركة مايكروسوفت لتبدأ رحلتها للنجاح مع تلك التقنية التي إستخدمتها في نظام ويندوز ، وبدأت مبيعات أبل في الإنخفاض بشكل كبير على حساب الحصان الأسود مايكروسوفت ، دبت الخلافات بين سكولي وجوبز بشكل كبير نال على أثرها سكولي دعما من مجلس الإدارة بعدم تدخل جوبز في العمل التنفيذي اليومي لأبل ، فما كان على جوبز إلا أن يرحل .. وهو ماحدث .. رحل جوبز من شركته أبل التي أسسها بعدما قدم إستقالته

كل مافعلته طوال حياتي ذهب هباء ، شعرت أني إنتهيت ودمرت تماما ، هذا ماقاله ستيف جوبز في جامعة ستانفورد عن تلك المرحلة قبل أن يكمل ويقول "لم أكتشف حينها فائدة ذلك ، الإنسحاب من أبل في هذا التوقيت كان أفضل شيئ حدث في حياتي فثقل النجاح والإحساس به قد خفت كثيرا وجعلني متحررا لأبدأ من جديد بعيدا عن قيود النجاح، لقد جعلني هذا الأمر متحررا لأبدأ أهم مرحلة إبداعية في حياتي" ، إلتحق جوبز بشركتين أولهما هي شركة نكست مصنعة الكومبيوتر ، والثانية هي شركة بيكسر صاحبة ستوديو بيكسر الشهير المتخصص في إنتاج الرسوم المتحركة (الأنيماشنز) ، إشترى ستيف جوبز شركة بيكسر عام 1986 من جورج لوكاس صاحب الشركة بمبلغ خمسة ملايين دولار وضخ خمسة ملايين دولا أخرى دعما لتطوير الشركة ، في عام 2006 باع جوبز شركة بيكسر لشركة والت ديزني مقابل أسهم تعادل 7400 مليون دولار ليصبح أكبر شريك فردي في ديزني وصاحب مقعد في مجلس إدارة الشركة

ع
ندما تنحى جوبز من إدارة أبل تركها وأخذ معه مجموعة من العاملين بشركة أبل ليكوّنوا نواة شركة كومبيوتر نكست التي أنشأها كشركة لن تنافس أبل بل يمكن ان تسجل تصميماتها تجاريا بإسم شركة أبل في مقابل إستغناء أبل عن بعض الموظفين الذي إنتقاهم جوبز بنفسه ، في شركة نكست المصنعة للكومبيوتر كان جوبز صارما دقيقا مهتما ومتدخلا في أدق التفاصيل حتى تصميم الأجزاء الداخلية لكومبيوتر الشركة المكعبي الشكل ، مع بداية التسعينات تطورت أعمال نكست ناحية السوفت وير وبرمجيات التشغيل اكثر من إنتاج الأجهزة ، لتصبح القيمة السعرية لنكست في ذلك الوقت القصير 600 مليون دولار الأمر الذي دفع شركة كانون الدخول كشريك ، الطريف أن نكست لم يعد لها وجود بعد عام 1996 بعدما باعها جوبز لشركة أبل وإندمجت كليا داخلها لتصبح نواة تكنولوجيا نظام تشغيل أجهزة الماك ، وكان عملية البيع مقدمة لعودة جوبز لشركة أبل مرة أخرى كإستشاري عام 1997 ورئيس مؤقت للشركة ، بدأ جوبز بإنهاء جميع المشروعات الخاسرة والتي لاتحقق ربحية تذكر وتستهلك كثيرا من جهد الشركة ليتم التركيز على أجهزة كومبيوتر ماك ونظامها التشغيلي لتستطيع الوقوف على قدميها مرة أخرى في مواجهة أي بي إم والأجهزة المتوافقة معه وكذلك نظام تشغيل ويندوز لمايكروسوفت لتبدأ حملته الضخمة بشعار .. فَكّر بشكل مختلف أو "ثينك ديفرنت" ، وكان أول جهاز يظهر في الأسواق بعد تولي جوبز إدارة هو جهاز أي ماك القيَم والمبهر ذو الشاشة الملونة ليبيع في سنته الأولى 2 مليون جهاز

بعد ذلك سقطت كلمة مؤقت من بطاقة تعريف وظيفة جوبز ليصبح رئيس تنفيذي دائم لشركة أبل ، يقول الإستشاري التقني والباحث التكنولوجي "تيم باجرين" الذي قابل جوبز عدة مرات وهو يقوم بتغطيات بحثية لشركته "كريتيف إستراتيجي" عن ذلك .. "في أيامه الأولى كان جوبز مسؤولا عن كل كبيرة وصغيرة وعالما بكل التفاصيل بشكل مرهق ومتعب ، أما في فترته الثانية فقد أصبح أكثر هدوئا وأقل تدخلا وأكثر نضجا" وبهذا النهج الجديد والإحترافي إستطاع جوبز خلال العشرة سنوات التالية أن ينتقل بأبل لتكون شركة رابحة وتعدوا بمسافات كبيرة مراحل تكنولوجية بسلسلة من المنتجات دخلت الاسواق لأول مرة وأثبتت وجودها ودعمت الشركة ليست كعملاق تكنولوجي يتصدر الشركات الإلكترونية فقط ولكن كرائد للتطوير والتحديث في العالم التقني

إ
نفجرت شهرة أبل وجوبز شعبيا على مستوى العالم عام 2000 من خلال بعد إطلاق المشغل الموسيقي الرقمي أي بود ، الأكثر أناقة والأسهل تشغيلا والأعلى جودة ، مصحوبا بمتجر أي تيونز الذي يحقق للمستخدم شراء الأغاني بشكل فردي وبجودة عالية وسعر بسيط ، لتنتعش شركات الغناء الموسيقى وتحقق ارباحا متزانمة مع أرباح أبل ، ليبح متجر أبل عنصؤا لاغنى عنه عند معظم مستخدمي ويندوز مايكروسوفت ، وعندما طرح جوبز الأي فون عام 2007 كانت المستخدمين يفترشون الأرصفة خارج متاجر أبل حتى يتمكنوا من شراء هاتفهم في ظاهرة كانت تعد وقتها الأولى في هذا المجال ولم تتكر إلا مع إصدارات أبل جوبز فقط سواء من أجيال أخرى لهاتفه او الجهاز اللوحي الرائد والأشهر عالميا الأي باد

وبعدما طرح جوبز النسخة الجديدة من الأي باد في مؤتمر شهير هذا العام ومعه تم طرح تقنيات نظام التشغيل الجديد أي او إس فايف ، وبينما العالم ينتظر طرح النسخة الجديدة من هاتف الأيفون وسط محاولات وسباقات محمومة لمعرفة أي معلومات عنه ، يعلن جوبز إستقالته كرئيس تنفيذي لشركة أبل مكتفيا بوظيفة شرفية لا علاقة لها بالعمل اليومي وسياسات الشركة الإستراتيجية ، لاشك أن إصابة جوبز منذ أعوام بسرطان البنكرياس كانت سبب رئيسي ودافع للإستقالة أدركه الجميع وهم يقرأون خطاب إستقالته المؤثر حتى دون ان يذكر ذلك .. يقول جوبز في خطاب إستقالته

طالما قلت أنه اذا أتى يوم لا أستطيع فيه أداء واجباتي أو الوصول الى مستوىالطموحات كمدير تنفيذي لآبل ، سأكون أول شخص يخبركم بهذا ، للأسف هذا اليوم قد أتى ، أنا الآن أستقيل من منصبي كمدير تنفيذي لشركة آبل ، أود أن أخدم آبل اذا رأى المجلس أن ذلك ممكن كرئيس للمجلس وكموظف في آبل ، بالنسبة لمن يخلفني.. أوصي بشدّة أن تكون الخطوة القادمة تسمية تيم كوك رئيسًا تنفيذيًّا لآبل ، أؤمن بأن ألمع أيام آبل وأكثرها ابتكارًا بانتظارها ، وأتطلع أن أرى وأن أساهم في نجاحها في مرحلتها القادمة ، لقد كسبت العديد من أفضل الأصدقاء الذين عرفتهم في حياتي في آبل ، شكرًا لكم جميعًا على السنين العديدة التي عملنا فيها جنبًا إلى جنب
ستيف جوبز