Tuesday, August 18, 2009

الإحترام


الفرق بيننا وبينهم شاسع وكبير .. الفرق بيننا وبينهم الإحترام .. الأخبار التي تأتي إلينا من وقت لآخر .. ليست تعبر عن رفاهية بقدر ماتعبر عن منظومة متكاملة تصل بالنهاية إلى وضع لانجد لنا حيلة سوى أن نجلس ونستمع ونقارن ثم نتحسر .. إنه الإحترام يا كرام .. تعلمنا منذ الصغر إحترام الكبير والعطف على الصغير ، وهذا وإن كان لايحدث .. إلا أنهم وصلوا لأبعد من ذلك .. إنهم يحثون على إحترام الكبير وإحترام الصغير .. ببساطة إحترام الإنسان .. مقدمة لابد منها قبل أن نستعرض ونعرض مايحدث هنا ومايحدث هناك في حالتين ولنبدأ بالأولى




دامون ويفر طفل لم يصل لعمر الحادية عشر بعد ، بتشجيع من مدرسته ومعلمته يتدرب على أن يصبح صحفي ومراسل ، لم يهزأوا منه بل أحترموه .. عمل حوارت سابقة مع المذيعة الأشهر أوبرا وينفري وكولين باول وزير الدفاع الاميركي الأسبق والممثل صامويل جاكسون والمغنية بولا أبدول والمشرفة على البرنامج الشهير أميركان أيدول والمذيع لاري كينج وكارولين كيندي وجون بايدن نائب الرئيس الأميركي ، وغيرهم كثيرون ولم يتبقى سوى باراك أوباما ، وبالأمس كان لقائه وحديثه مع باراك أوباما ، الأسئلة تمت بالتعاون مع مدربته ومدرسته ، لم يقل دامون شعراً في أوباما كما إنتشر في لقاءات الرئيس بطلبة الجامعات منذ سنوات ، ولكن كانت هناك أسئلة من أجندته الخاصة ومنها طلبه بتحسين الوجبة المدرسية بإضافة البطاطس أو الفريتس والمانجو لأنه يحبها ، والطبيعي أن يستجيب أوباما له في هذا الشو الإعلامي ولكن لأن ذلك ليس من إختصاصات الرئيس ، فقد أعرب أوباما له أنه يحب المانجو أيضا كثيراً ولكن هناك مدارس في ولايات أخرى لاتوجد بها ثمار المانجو وبالتالي يصعب تطبيق ذلك
ومثلما عندهم دامون ويفر عندنا
الطالبة آلاء فرج مجاهد طالبة الصف الأول الثانوي عالم ألفين وستة ، التي كتبت في موضوع التعبير في إمتحان نهاية الفصل الدراسي هجوماً على أميركا والرئيس بوش ، وإنتبه المصحح لها وبدلاً من تشجعيها على جرأتها والتأكيد على تنمية روح الديمقراطية والنقد وتوجيهها ، تم إعلان رسوبها وإعادتها العام الدراسي بواسطة مجموعة من الموتورين والمخابيل المسؤولين عن العملية التعليمية بالرغم من نجاحها بجميع المواد بما فيها تلك المادة ، لتتعلم الدرس الأول من دروس الخوف والرعب والنفاق والإنتهازية ، وظل الأمر متداولاً فترة حتى تدخل رئيس الدولة وأمر بنجاحها .. يا ألله رئيس الدولة .. ؟ وأين المسئولين المذعورين .. وماذا تفعل كتيبة المستشارين بوزارة التربية والتعليم التي تتقاضى مئات الألاف من الجنيهات شهرياً من حر مالنا .. ولماذا تتداخل الإختصاصات ؟؟ وماذا يعرف هؤلاء عن تقنيات التعليم الحديث ؟؟



أما الثانية .. فهي كيندي كوربس عشرة سنوات حملها والدها يوم 11 يونيو الماضي لرؤية الرئيس أوباما وهو يتحدث في جرين باي عن مشروع التأمين الصحي ، لاحظه أوباما وهو يحمل إبنته وسط الحضور تحدث معه فقال الرجل عفوياً أنا سعيد الحظ لوجودي هنا اليوم مع طفلتي التي تغيبت اليوم عن آخر يوم دراسة ، وآمل ألا يحدث ذلك لها متاعب في مدرستها ، داعبه الرئيس وقال له : هل تحب أن اكتب لمدرستها .. ؟ إبتسم الأب للمداعبة ، سأله أوباما عن إسمها ، أجاب الأب : جون كوربس ، إبتسم أوباما وقال له : لا .. أنا أقصد الإبنة ، لم يستوعب الأب الموضوع وشرع في طرح سؤاله عن التأمين الصحي ، إبتسم أوباما وقال له : أنا أتحدث بجدية ما إسم البنت ؟ أجابه الأب : كيندي ، رد أوباما أسم جميل وشرع في كتابة خطاب لمدرسة كيندي .. كتب أوباما " إلى معلمة كيندي أرجو قبول إعتذار غياب كيندي حيث كانت معي .. باراك أوباما " .. الإحترام شيئ مهم مهما صغر شأن الشخص أوعلا .. وفي مثل هذا السن يغرس الإحترام أخلاقيات كثيرة نعاني من فقدانها في أيامنا هذه الغبرة
ومثلما عندهم كيندي توجد عندنا
أميرة ، وهي ليست إسم على ماسمى تكبر كيندي بعام واحد في عام ألفين وسبعة ، والتي لقت حتفها بعدما أجبروها أن تنتظر بالساعات تحت الشمس الحارقة مع أقرانها وهي تعاني من إرتفاع درجة الحرارة في تشريفة للسيد يسري الجمل وزير التعليم في زيارته لمحافظة إلمنيا

المشكلة بيننا وبينهم الإحترام .. إحترام الإنسان صغيراً كان أم كبيراً .. إحترام عمل الإنسان .. وإحترام إختصاصاته .. نفسنا نحترم صغارنا ونحترم كبارنا .. نفسنا نحترم نفسنا بأه .. عشان نكون محترمين


أوباما ينحني لأبن أحد العاملين بالبيت الأبيض في زيارة عائلية للمكتب البيضاوي في شهر مايو الماضي ، حتى يستطيع أن يمرر الطفل يده على شعر أوباما ، الطفل طلب أن يتأكد من ان شعر اوباما مثل شعره أم مختلف

Monday, August 17, 2009

حدث .. في حفل توقيع كتاب أحمد القاضي





يبدو أني حضرت متأخراً بعض الشيئ .. أُفضل ذلك .. وقفت في نهاية الممر بعد آخر فرد .. المكتبة ضيقة نوعاً ما .. إستطعت أن أرى القاضي يتكلم وبجواره مهنى .. عرفته من الصور .. أتبين بعض وجوه من أمامي لا أعرف أحداً ولا يعرفني أحداً ، وإن كنت ألمح تساؤلاً في عين أحدهما عن من هذا الرجل ذو الشارب الأبيض .. لاتصلني كلمات القاضي واضحة .. بين فترة قصيرة وأخرى أسمع بعض الضحكات اللطيفة ، عين القاضي تلتقطني .. أحييه عن بعد فأحرّك شفتي بوضوح دون صوت بكلمة مبروك .. يدعوني للقدوم أحرك يدي بالممانعة موضحاً إكتفائي بوجودي في موقعي .. مفيد يتكلم عرفته .. لم تزعجني لحيته بالرغم من عدم إرتياحي لمشهد اللحى عموماً بجميع أنواعها وأسبابها .. يصلني صوته واضحاً .. كلامه مرتب ومتزن ونبرة صوته متوازنة .. قليلون هم من يجيدون الكتابة والحديث معاً .. القاضي يقدمني للحضور تقدمة جميلة تخجلني .. ويدعوني للحديث .. لن أستطيع أن أتوارى أكثر .. يترك مهنى مقعده لأجلس عليه .. أتحرج منه فهو الناشر ولكن لا توجد مقاعد أخرى شاغرة .. لا أرى معظم وجوه الحضور من الكاميرات الرقمية أو كاميرات المحمول التي إرتفعت فجأة .. تحرجت ثانياً فلست نجماً بأي حال .. لا أفضل التصوير أو على الأقل ظهور صوري .. تحرجت ثالثاً أن أعلن ذلك .. القاضي ينوه عن تشابهنا في الكتابة عن المرأة من خلال ماأكتبه في نضارة شمس .. أظبط نفسي أتكلم عن مدونة نضارة أكثر مما أتكلم عن كتاب القاضي الذي لم أقرأه بعد .. أرى بعض الوجوه المريحة ولا أستطيع تحديد أصحابها.. تحدث بعض الحضور .. أتسائل مين الوَحش ده ؟ على طريقة تهامي عندما يتكلم أحدهم بطريقة واعية عن الكتاب ويبدأ في توجيه بعض التساؤلات ثم نقد للكتاب .. أعجبتني أسئلته .. أتسائل متى قرأ الكتاب ليسأل هذه الأسئلة .. لايبدو عليه مدوناً وإكتشفت لاحقاً صدق حدسي .. لا أتذكر من مال عليّ يخبرني بأن نهى محمود موجودة .. تعجبني دائما كتابتها وأتسائل من أين تأتي بتلك التشبيهات والكلمات المستحدثة بتلك السلاسة ، لم أقابلها سابقاً .. إكتشف أنها في الصف الأخير .. نتبادل التحية بالأيدي .. أرى أحمد الصباغ أمامي قصيراً .. لا أدري إن كان جالساً على قدميه أم على كرسي صغير .. أسلم عليه بحميمية .. هكذا يقولون عنه دائماً عندما تلقاه كأنك تعرفه منذ دهر .. يعرفني على نفسه إنه فاروق عادل طالب الثانوي .. كيف لم أكتشفه وحدي؟ .. يأتي هاني جورج وعبده باشا أثناء كلامي .. اترك الحوار لأسلم عليهما بحرارة .. إلتقينا من قبل .. أكتشف أن مهنى مازال واقفاً بجواري .. أترك مقعده له وهو مازال على حياؤه رافضاً ولكني أصررت .. لا فريدة ولا بثينة ولا بيلا كانوا حاضرين وهم من الأصدقاء المشتركين للقاضي ولي .. أنزوي في غرفة مجاورة .. أتحدث مع الصباغ يخجلني بإطرائه .. أحدثه عن حلقته الأخيرة على قناة النيل .. يسألني فاروق عن فيلم ألف مبروك وهل شاهدته .. أخبره بالإيجاب .. يسألني عن رأيي .. أحيي أحدهم فتتوه الإجابة .. أقترب من مفيد ونتحدث عن فكرة لقائنا المتأخرة .. يظبطني الصباغ وأنا أشاهد بعض أغلفة الدي في دي والإسطوانات الموسيقية بالمكتبة .. يسألني عن من أحب أن أسمع .. أكتشف لأول مرة بعد هذا العمر صعوبة الإجابة فلا إجابة محددة .. أتذكر فيروز بالرغم من اني لم استمع إليها منذ شهور .. لا أجد إجابة فيتبرع ويقول فيروز مثلاً .. أبتسم وأقول .. أيوه كانت على لساني .. مازالوا يتحدثون عن الكتاب وأنا في الغرفة المقابلة أستمع .. تعرفني بنفسها .. أسماء رمضان أعرفها وأخبرها عن نشاطها في صفحة المدونخانة .. وأشكو لها من صعوبة قراءة الصورة السكان للصفحة لصغر حجمها .. يستأذن هاني جورج وعبد الرحمن مصطفى لإرتباطهما بموعد على ان يعودا لاحقاً .. أعدهما بالبقاء وأنا أعرف أني سأرحل مبكراً ، أراه من بعيد يحضر متأخراً .. أشعر بالإرتياح له إنه شيرين الكردي أو شريف .. أتحدث مع أحدهما وأبحث ثانية عنه أجده إختفى .. أعرف وجهها منذ لقاء الأوبرا .. إنها شمس الدين أو ربة السيف والقلم .. أكتشف أن إسمها ليس شمس الدين .. يبدو أن اللقاء على وشك الإنتهاء

حان وقت
توقيع الكتب .. تعرفني بنفسها .. فاتيما فأتفاجئ .. أهذه التي توجع قلوبنا بكتابتها المؤثرة المليئة بالحب ؟ أجدها بشوشة مرحة .. أتشكك ولكني سرعان مالاحظت أن تلك البشاشة أعرفها .. إنها البشاشة والمرح الذي يخفي وراءه حزن دفين لايجد مكاناً إلا على صفحات المدونة .. هو برأسه الحليقة وجديته كما توضح صورته المعروفة عنه أسامة عبد العال .. أكتشف أنه في مصر منذ سنتين ومايكتبه عن الإمارات ماهي إلا ذكريات ماضية لاتوضحها تدويناته ، تطلب مني أن أوقع على الكتاب أسعد وأتحرج فالحفل لكتاب القاضي وليس كتاب لي .. أكتب لها تحياتي في حفل توقيع كتاب كاتشاب للقاضي .. أسأل نهى محمود عن كتابها القادم تخبرني أنه من ميريت .. أستفسر هل هو خواطر مثل الحكي فوق مكعبات الرخام .. أكتشف تورطي عندما تخبرني أن كتاب مكعبات الرخام رواية .. كنت أتوقع أنه خواطر مثلما تكتب في مدونتها .. أخبرها أني لم أشتر الكتاب لأني لم أجده .. تخرج كنزا من حقيبتها وهي النسخة الأخيرة المتوفرة من الكتاب حيث نفذت الطبعة الاولى منذ فترة .. وتهديني إياه راجيه أن تنال إعجابي .. أقرأ الرواية لاحقاً فتدهشني أكثر كثيراً مما تكتبه في مدونتها .. أكتب عن ذلك بعد فترة في ريفيو على الجوود ريدز ، ظهر مرة أخرى شيرين الكردي .. أتوجه إليه قبل إختفائه .. حيينا بعضنا وتعانقنا دون تعارف وكأننا تعايشنا سنوات معاً .. أسأله عن كتابه لست إلا بعض الأوراق .. فيخبرني بأن معه نسخة في السيارة مهداة لي .. أكتشف أن الكتاب من الحجم الكبير وليس مثل كتب المدونات .. لاحقاً أكتشف أن الكتاب ممتعاً وشيقاً وأنا أقرأ بعض فصوله على شاطئ إسكندرية وأقرأ على زوجتي بعض مقطتفات منه .. يخبرني أن التوزيع جيد ولكن ليس بالدرجة الكبيرة ، سعدت كثيراً وأنا أكتشف في مكتبة الشروق بمطار القاهرة نسخاً من الكتاب بجوار كبار الكتاب .. أكتشف سعر الكتاب للمرة الأولى فأجده ثلاثون جنيها .. إبتسمت وأنا أتذكر نسختي المجانية .. تاه مني الأسم بالرغم من أن الشكل حاضراً في ذهني بشكل واضح .. ثوان لأكتشف أنها آبي .. إشتركنا سوياً في الدعوة ليوم التدوينة البيضاء التونسية العام الماضي وكانت سبباً رئيسياً في نجاح الحملة .. تعرفني على داليا صاحبة مدونة قوس قزح .. أعرف مدونتها .. الفيس بوك يقترح علي دائماً إضافتها على قائمة الأصدقاء حيث يوجد حوالي ثمانون صديقاً مشتركاً .. أتحرج من طلب الإضافة .. فأنا لا أطلب إضافة الأصدقاء دائماً ، ليست نرجسية ولكنه تحرجاً دائماً مبالغاً فيه .. نستكمل السهرة أنا وداليا وشيرين الكردي وأسامة عبد العال وآبي .. أودع أحمد القاضي .. تصلني رسالة إعتذار من هاني لعدم إستطاعته المجئ مرة أخرى .. أرد عليه لا مشكلة .. سوف يتكرر قريباً .. لم يحدث .. يسافر القاضي للهند وينشر صورة له على الفيس بوك مع الفيل الأبيض

الإحترام لكل الأسماء مع حفظ الألقاب

Sunday, August 02, 2009

الحساب ... لو سمحت





على بعد خطوات من المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض كانت هناك غرفة الطعام الرئيسية ، وكان ضيوف أوباما في مطلع شهر يونيو أربعة من كبار أساطين الإقتصاد وهم الرؤساء التنفيذين لأربعة من كبار الشركات العالمية التي تتحكم في الإقتصاد العالمي وتتعدي ميزانيات شركاتهم ميزانيات بعض الدول ، الرؤساء التنفيذين للشركات الأربعة هم أورسولا بيرنز الرئيسة التنفيذية لشركة زيروكس ومهتار كنت الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا ووداف كوت الرئيس التنفيذي لشركة هوني ويل ( مش بتاعت اللبان ) وراندال ستيفنسون الرئيس التنفيذي لعملاق الإلكترونيات والإتصالات إيه تي أند تي ، إلى هنا والخبر عادي كما أورده موقع كابيتال نيوز ، ولكن غير العادي أنه عقب إنتهاء الغذاء تقدم أحد الموظفين بالبيت الأبيض من رؤساء الشركات الأربعة طالبا منهم كروتهم الإئتمانية لسداد قيمة الغذاء

لم يعلن البيت الأبيض ماذا كانت قائمة الطعام الخاصة بكل رئيس لأنها كانت على مايبدو "ألا كارت" ، ولا ماهي تكلفة غذاء كل رئيس ولكن روبرت جيبس المتحدث بإسم البيت الأبيض أكّد الموقف قائلا أن ذلك يسري على الجميع بما فيهم موظفوا البيت الابيض وأنه يضع يده في محفظته لدفع الحساب عندما يتناول غذائه مع الرئيس

قد يكون الخبر من الأخبار الطريفة ولكن المعنى من ورائه عميق في الحفاظ على كل سنت يدفعه الناخب الأميركي من جيبه ، وإذا كان ذاك هو الحال في بضعة دولارات فهذا يدل على كيفية إدارة أكبر إقتصاد في العالم لحكومته ، لن نطالب أن يكون هنا الحال بالمثل فنحن شعب مضياف وأن تطلب من ضيفك دفع الحساب فذلك ليس من شيم الكرماء ، ولن نطالب موظفي القصر الجمهوري ورئيس الديوان دفع الحساب عند تناول غذائهم مع الرئيس ، ولامن رجال الأعمال دفع حساب غذائهم مع الرئيس ، فهم يدفعون ملايين الجنيهات لاحقاً في الحملات الإنتخابية ، ولكنهم يحصلون عليها مضاعفة بعد ذلك ، لن نطالب بكل ذلك ولكن أقصى أمانينا أن نطالب ببعض الرحمة في أموالنا ، بعد أن تحولت البلد إلى عزبة ، وأن يستقيظ الضمير الذي يبدو أنه راح في غيبوبة طويلة



أوباما مع إبنتيه يطلب كاسترد مثلج من مطعم ديري جودمازر يوم السبت 20 يونيو

*****************************

تدوينة ذات صلة غير مباشرة : ديمقراطية العجلة

Saturday, August 01, 2009

لم أكن أعرف - 1

1952



في الأسبوع الأخير من شهر يوليو في كل عام تنشط الأقلام تحلل وتفند في الثورة ، ولكن تظل الوقائع والأحداث المصاحبة هي المرجع الرئيسي لتكوين رؤية ووجهة نظر محايدة عن هذه الفترة ... والتالي هو بداية سلسلة "لم أكن أعرف" كلما أتيحت الفرصة للإشارة إلى بعض الأحداث التي لم أكن أعرفها مسبقاً ومشاركتكم فيها ، ولتكن المشاركة الأولى اليوم بعام الثورة عام ألف تسعمائة إثنين وخمسين

لم أكن أعرف أنه في يوم 22 يوليو قبل ساعات من قيام الثورة تشكلت آخر وزارة في العهد الملكي بقيادة احمد نجيب الهلالي باشا

لم أكن أعرف أنه في يوم 24 يوليو اليوم التالي للثورة تكونت أول وزارة بعد الثورة وأن من أمر بتشكيلها هو الملك فاروق بقيادة على ماهر باشا

لم أكن أعرف أنه في يوم 26 يوليو توافد على مركز القيادة بمصطفى كامل رجال الأحزاب ومنهم النحاس وفؤاد سراج الدين يشكرون رجال الجيش ويتمنون لهم التوفيق

لم أكن أعرف أنه في يوم 1 أغسطس أمر الإمام أحمد بن يحيى إمام اليمن بمصادرة أجهزة الرادايو حتى لايعلم شعب اليمن المقهور بأنباء الثورة

لم أكن أعرف أنه في يوم 5 أغسطس تغير إسم شارع فاروق الواصل بين ميداني العتبة والعباسية إلى شارع الجيش

لم أكن أعرف أنه في يوم 2 سبتمبر كان سعر الجنيه المصري يعادل دولاراُ وستون سنتاً

لم أكن أعرف أنه في سبتمبر تم إعتقال أحمد نجيب الهلالي آخر رؤساء الوزارة في العهد الملكي بعد أن تضاربت الأقوال على أنه ضد الثورة

لم أكن أعرف أنه في سبتمبر صدر قرار بالعطلات الرسمية والأعياد منهم عيد التحرير يوم 23 يوليو ويوم ميلاد الملك

لم أكن أعرف أنه في يوم 6 أكتوبر أُرغم النحاس على التنازل عن زعامة حزب الوفد لفؤاد سراج الدين سكرتير الحزب

لم أكن أعرف أنه في يوم 11 أكتوبر تم إستحداث وزارة جديدة هي وزارة الإرشاد .. الإعلام فيما بعد

لم أكن أعرف أنه في يوم 11 أكتوبر تم الإعلان عن تأسيس جماعة الأمة القبطية التي تدعو القبط للحديث باللغة القبطية وتنفيذ أحكام الكتاب المقدس

لم أكن أعرف أنه في يوم 11 أكتوبر تم العفو عن المحكوم عليهم من الأخوان بالأشغال الشاقة في مقتل النقراشي باشا

لم أكن أعرف أنه في يوم 15 أكتوبر تم صدور قرار وزاري بتخصيص سيارة شعبية لكل وزير حتى يستطيع العودة ليلاً لمنزله

لم أكن أعرف أنه في يوم 23 أكتوبر تم ضم قصر الزعفرانة إلى جامعة إبراهيم .. عين شمس حالياَ

لم أكن أعرف أنه في يوم 11 نوفمبر صدر العدد الأخير من جريدة المقطم بعد إنتظام في الصدور دام 61 سنة

لم أكن أعرف أنه في يوم 13 نوفمبر صدر مرسوم بقانون يقرر شرعية أيه تدابير يتخذها القائد العام للقوات المسلحة ولايجوز الطعن عليه أمام القضاء

لم أكن أعرف أنه في يوم 19 نوفمبر رفض ألبرت أينشتين عرض إسرائيل بأن يتولى رئاستها

لم أكن أعرف أنه في نوفمبر صدر قانون بأن تتولى الحكومة شراء القطن وبيعه لحسابها

لم أكن أعرف أنه في 17 ديسمبر تم وضع شركة الإعلانات الشرقية تحت الحراسة

لم أكن أعرف أنه في يوم 21 ديسمبر صدر مرسوم بإنشاء محكمة الغدر يحاكم أمامها المسئولون عن إستغلال النفوذ

لم أكن أعرف أنه في يوم 22 ديسمبر تم إسقاط الجنسية المصرية عن الملك فاروق

لم أكن أعرف أنه في 26 ديسمبر تم تحديد الملكية الزراعية لعائلات عبود وبدراوي والإتربي وسراج الدين وويصا بقطر وبشري حنّا وخيّاط

بلاشك ليست تلك أهم الأخبار ، ولكنها تساعد على فهم الجو العام للواقع السياسي في تلك الفترة .. وإلى عام آخر نلتقي