Thursday, February 26, 2009

المليونير المتشرد .. ومن سيربح المليون






فكرة الثراء المفاجئ والغير متوقع تم إستهلاكها كثيراً في السينما المصرية ، الفكرة في حد ذاتها تدغدغ خيال كثير من المشاهدين وخصوصاً من تضاءلت أحلامهم في الثراء وأصبح أمل تحقيقها شبه محالاً ، في تلك الحالة لايكون هناك مفراً من التفكير بصورة خيالية في فكرة هبوط ثروة من السماء في شكل الفوز بجائزة يانصيب ، أو شخص يطرق بابك ويحمل معه خبر هبوط ثروة نتيجة إرث مجهول ... وعندما تقدم السينما هذه الفكرة يتعايش المتفرج معها ويتواصل بشغف في أن يحقق خلال مدة عرض الفيلم حالة ما يستحيل حدوثها في الواقع ، ولعل لنا في بعض أفلام الريحاني وإسماعيل ياسين وعادم إمام مثال واضح على ذلك

جمال مالك شاب مسلم من مومباي في الثامنة عشر من عمره .. نشأ يتيماً في العشوائيات والحياة المهمشة والفقر المدقع وطفولته هي خير مثال لحياة أطفال الشوارع .. وضعه القدر في لحظة لا تتكرر كثيراً على بعد لحظات من أن يحصل على عشرين مليون روبية ... من سيربح المليون وسؤال أخير تلهث معه القلوب ولعلها تتوقف ، نتيجة السؤال أن يكسب الشاب الفقير الملايين أو يخسر كل شيئ .. هكذا كانت بداية فيلم المليونير المتشرد مع برنامج من سيربح المليون ... بداية الفيلم ومع العناوين وعلى طريقة البرنامج تقول .. سؤال واحد فقط يفرق بين جمال مالك وبين جائزة عشرين مليون روبية .. ولكن كيف وصل لتلك المرحلة .. ؟

أ ) لأنه غشاش
ب ) لأنه محظوظ
ج ) لأنه عبقري
د ) لأنه القدر



البداية تأخذك لآخر الأحداث مباشرة ، السؤال الأخير وقبل الإجابة فاصل ونعود أو بطريقة جورج قرداحي ضرب الزمّور ... ونستكمل في الحلقة القادمة في اليوم التالي ... في الفاصل تغير كل شيئ .. تم إتهام جمال بغش الإجابات .. لم تكن الشرطة تعرف كيف .. ولكنها وجهت له الإتهام مع مقدم البرنامج السيئ والمتوتر والمستفز لأنها تجهل كيف إستطاع هذا المتشرد الجاهل أن يجيب على كل الأسئلة السابقة ... وهنا تبدأ الرحلة والفلاش باك فيحكي جمال كيف أن كل سؤال إسترجعه في مرحلة من حياته كانت تحمل بين طياته الإجابة ، فنعلم أن ثقافته التي ساعدته في الإجابة عن الأسئلة إكتسبها من واقع معاناة عايشها وليس من رفاهية معرفة وتعليم

الفيلم بالرغم من أنه يتحدث عن العشوائيات إلا أنه يحمل صورة بصرية عالية الجودة والجمال في حركات الكاميرا والشخوص
هناك لقطتان وجدتهما على اليوتيوب توجز وتعبر كثيراً عن الفيلم .. الأولى جو الإثارة للعواطف والمشاعر في الفيلم وسؤال من مقدم البرنامج يحاول فيه جمال الإستعانة بصديق وهو في الواقع أخيه سليم الذي يكرهه .. فتحدث مفاجأة من لاتيكا التي إختفت من حياته ، وماإشتراكه بالبرنامج إلا وسيلة للبحث عنها بعدما فقدها أكثر من مرة في مراحل حياته




واللقطة الثانية تعبر عن عنصر الحركة وكيف تنتقل الكاميرا برشاقة في جو العشوائيات في لقطة القطار وهي لقطة أستخدمها خالد يوسف في نهاية فيلم حين ميسرة وكأن قطارات الدرجة الثالثة هي خير معبر عن حالة العشوائية




ينتهي الفيلم على صورة تحمل بعد عميق عن فلسفة المال وكيف تغير حياتك عندما تأتيك وأنت لاتسعى لها ، كما يظهر سؤال أفيش الفيلم عن مالذي يدفعك إلى إستعادة حب ضائع والسؤال يحمل كالعادة أربعة إجابات .. وهي

أ ) المال
ب ) الحظ
ج ) الذكاء
د ) القدر


ومن الذكاء أن تلاحظ تكرار الإجابة رقم أربعة في الأفيش وفي مقدمة الفيلم بالرغم من إختلاف السؤال مثلما تم إختيارها مع آخر لقطة بالفيلم


**************************

حول الفيلم

حصد الفيلم عدد ثمان جوائز أوسكار من أصل عشرة جوائز تم ترشيحه لها هذا العام من أهمها أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن أغنية وأحسن مونتاج

الأطفال في الفيلم ليسوا في الحقيقة ممثلين ولكنهم هم بالفعل أطفال شوارع تم إنتقائهم لتمثيل ادوارهم كما في الواقع

الطفلان الرئيسيّان في الفيلم قدمت الحكومة الهندية منذ أيام منزل لكل منهما تكريما عن أدوارهما في الفيلم ليتركا حياة العشوائيات

صرح داني بويل مخرج الفيلم عن الأطفال قائلاً أن الإنتاج لم يبخس حقوق الأطفال في الفيلم المادية ، معرباً انهم حصلوا على اموال أكثر من ممثلين كبار مشاركين في الفيلم

مبلغ عشرين مليون روبية هندية يعادل أكثر من ربعمائة وعشر ألف دولار أميركي

الفيلم مأخوذ عن رواية هندية حققت أفضل مبيعات أو بيست سيلرز بعنوان سين وجيم للدبلوماسي الهندي فيكاس سوارب

ثلثي الفيلم باللغة الإنجليزية وحوالي ثلثه باللغة الهندية وذلك في لقطات العشوائيات وحوارات أطفال الشوارع

بالرغم من أن جوائز الأوسكار تمنح فقط للأفلام الأمريكية والبريطانية وجائزة واحدة فقط تمنح لأحسن فيلم أجنبي ، إلا أن الفيلم حصد تلك الجوائز حيث لم يتم إعتباره على أنه من أفلام بوليوود ، وتم تصنيفه على أنه بريطاني حيث الإنتاج والإخراج والسيناريو إنجليزي

بالرغم من مرور شهر واحد على عرض الفيلم بأميركا إلا انه إحتل المركز الثامن والثلاثون في موقع قاعدة بيانات الإنترنت في قائمة أفضل مائتين وخمسون فيلم في تاريخ السينما وقبل فيلم لورانس العرب

فيلم المليونير المتشرد .. فيلم رائع يجرك لمنطقة مشاعر فرح وحزن وألم وترقب في آن واحد .. قد تلقي إحدى اللقطات في داخلك ماتجعل عيناك تدمع .. وإحدى اللقطات تجعلك تلهث .. وإحدى اللقطات تجعلك تفرح .. إبحث عنه ولاتجعل مشاهدته تفوتك

**********************
تحديث
لمواطني الأسكندرية ... يمكنكم مشاهدة الفيلم مجاناً يوم السبت 7 مارس بمسرح الجراج بمركز الجيزويت الثقافي السكندري الساعة السادسة والنصف مساء في 298 ش بورسعيد - كليوباترا - ت : 035423553

Sunday, February 22, 2009

لقطة من الماضي - 4



أهم العشرات ... في الثمانينات




النوستالجيا أو الحنين إلى الماضي يعني الثمانينات ولا شيئ غيرها ، فلا السبعينات ولا التسعينات وكأن حياتي أختصرت في هذا العقد

وفي لحظة من لحظات العودة إلى الماضي قمت برصد أهم العشرات في الثمانينات ، والأهمية لا تعني الأفضلية على الدوام والترتيب بشكل عام وجهة نظر شخصية


أهم عشرة أحداث محلية

عشرة : إستشهاد وزير الدفاع أحمد بدوي عقب سقوط طائرته 1981
تسعة : إفتتاح مترو الأنفاق 1981
ثمانية : حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل 1988
سبعة : تحالف الاخوان مع حزب العمل وشعار الإسلام هو الحل 1987
ستة : إنتفاضة الأمن المركزي 1986
خمسة : إسترداد طابا بعد التحكيم الدولي 1989
أربعة : تولي حسني مبارك رئاسة مصر 1981
ثلاثة : أميركا تخطف الطائرة المصرية وهي في طريقها لتونس 1985
إثنين : عودة مصر لجامعة الدول العربية 1987
واحد : إغتيال الرئيس السادات 1981

تصحيح : مترو الانفاق تم إفتتاحه في 27 سبتمر 1978 م

*******************

أهم عشرة أغاني مصرية

عشرة : ميال - عمرو دياب 1988
تسعة : أرجوك إوعى تغير - لطيفة 1988
ثمانية : مسافات - نادية مصطفى 1983
سبعة : الشمس الجريئة - حنان 1984
ستة : قال جاني بعد يومين - سميرة سعيد 1985
خمسة : في السكة - محمد فؤاد 1985
أربعة : الليلة ياسمرا - محمد منير 1981
ثلاثة : لولاكي - على حميدة 1988
إثنين : كوكب تاني - مدحت صالح 1988
واحد : الحدود - فرقة الأصدقاء1982

*******************

أهم عشرة أفلام مصرية

عشرة : الطوق والأسورة - خيري بشارة 1986
تسعة : الأفوكاتو - رأفت الميهي 1984
ثمانية : أحلام هند وكاميليا - محمد خان 1988
سبعة : أهل القمة - علي بدرخان 1981
ستة : حبيبي دائماً - حسين كمال 1980
خمسة : الحب فوق هضبة الهرم - عاطف الطيب 1986
أربعة : حدوتة مصرية - يوسف شاهين 1982
ثلاثة : العار - علي عبد الخالق 1982
إثنين : زوجة رجل مهم - محمد خان 1987
واحد : سواق الأتوبيس - عاطف الطيب 1983

********************

أهم عشرة لاعبين كرة القدم وأعوام تميزهم

عشرة : سعيد الشيشيني - المقاولون العرب 1982
تسعة : إبراهيم يوسف - الزمالك 1983
ثمانية : ثابت البطل - الاهلي 1986
سبعة : شوقي غريب - المحلة 1982
ستة : أحمد الكاس - الأوليمبي 1988
خمسة : جمال عبد الحميد - الزمالك 1988
أربعة : حسن شحاتة - الزمالك 1980
ثلاثة : حسام حسن - الأهلي 1989
إثنين : طاهر ابو زيد - الأهلي 1987
واحد : محمود الخطيب - الأهلي 1981

*********************

أهم عشرة كتاب أعمدة صحفية

عشرة : أحمد بهجت - صندوق الدنيا - جريدة الأهرام
تسعة : نبيل عصمت - أبو نظارة - جريدة الأخبار
ثمانية : كامل زهيري - من ثقب الباب - جريدة الجمهورية
سبعة : عبد السلام داود - علامة إستفهام - جريدة الأخبار
ستة : إبراهيم سعدة - آخر عمود - جريدة أخبار اليوم
خمسة : أحمد رجب - نص كلمة - جريدة الأخبار
أربعة : جلال الدين الحمامصي - دخان في الهواء - جريدة الأخبار
ثلاثة : أنيس منصور - مواقف - جريدة الأهرام
إثنين : مصطفى أمين - فكرة - جريدة الأخبار
واحد : أحمد بهاء الدين - يوميات - جريدة الأهرام

********************

أهم عشرة أعمال أدبية

عشرة : وجع البعاد - يوسف القعيد 1987
تسعة : رحلات الطرشجي الحلوجي - خيري شلبي 1985
ثمانية : قشتمر - نجيب محفوظ 1988
سبعة : المسافات - إبراهيم عبد المجيد 1987
ستة : بيروت بيروت - صنع الله إبراهيم 1984
خمسة : بنت من شبرا - فتحي غانم 1986
أربعة : تغريبة بني حتحوت - مجيد طوبيا 1987
ثلاثة : كتاب التجليات - جمال الغيطاني 1983
إثنين : اللجنة - صنع الله إبراهيم 1981
واحد : مالك الحزين - إبراهيم أصلان 1985

***************************

أهم عشرة أغاني رومانسية غربية

10 - Chris Isaak - Wicked Game 1989
9 - Bonnie Tyler - Total Eclipse of the Heart 1984
8 - Kool And The Gang - Cherish 1983
7 - Lionel Richie - Hello 1984
6 - Foreigner - I Wanna Know What Love Is 1985
5 - Michael Bolton - How Am I Supposed 1989
4 - Stevie Wonder - I Just Called To Say I Love You 1984
3 - Wham! - Careless Whisper 1984
2 - Renee and Renato - Save Your Love 1982
1 - Jennifer Rush – The Power of Love 1985

Friday, February 20, 2009

ناظم حكمت .. وعودة الروح



ناظم حكمت .. رفات بجواز سفر تركي




خبر صغير طيرّته وكالات الأنباء في مطلع الشهر الماضي .. لم يهتم به كثيرون بالرغم من أهميته لكثير من المثقفين ودعاة حرية الرأي والمهمومون بالإنسانية ، خبر يهم كثير من عشاق الشاعر التركي ناظم حكمت الذي توفي عام 1963 في موسكو بعدما فر إليها من سجون تركيا في أوائل الخمسينات ، وأسقطت عنه الجنسية التركية عام واحد وخمسون ، ليموت ناظم حكمت وهو يحمل الجنسية البولندية

الخبر يطلعنا على تصريح لجميل شيشيك نائب رئيس الحكومة التركية ، بموافقة الحكومة على إعادة الجنسية التركية للشاعر الكبير التي أسقطت عنه بسبب إنتمائه للماركسية ، حيث أعلن أن التهمة التي دفعت بالسلطات حينها لإسقاط الجنسية عنه لم تعد تعتبر من الجرائم اليوم .. ليصبح ناظم حكمت مواطن تركي لدولة لم تعترف به رسمياً لمدة 58 عاما منذ إسقاط الجنسية عنه

ترجمت أشعار حكمت لأكثر من خمسين لغة وكان لها تأثير كبير على الإنسانية ، وبالرغم من أنني لست من عشاق الشعر إلا أن أشعار ناظم حكمت لما تحمله من إحساس مرهف ونفس مغمورة بالإنسانية وتعاطف مع الفقراء دفعتني لأن استغل هذا الخبر لأعرض بعضاً من مقتطفات شعره والذي إعترف فيه يوماً أنه خائناً لبلده ولكن على طريقته عندما قال

إن كان الوطن هو ما تكنزون في خزائنكم وصناديقكم المزخرفة
إن كان الوطن هو أن يرتجف الفقير مثل الكلب وتنتابه الحمى صيفا وشتاء
إن كان الوطن هو إمتصاص دمائنا في المعامل
إن كان الوطن هو أرضا للسادة الإقطاعيين
إن كان الوطن هو حكومة السياط و الخوازيق
إن كان الوطن هو تكميم الأفواه و دفع الإتاوات
إن كان الوطن هو قاعدة أمريكية و قنابل أمريكية و بوارج أمريكية
إن كان الوطن هو الأسر في زنازينكم المتهرئة
فإنني أخون الوطن


***********

وفي فلسفة الزمان والمكان كتب هذه الأبيات الشهيرة

أجمل البحار ... ذلك الذي لم يزره أحد
أجمل الأطفال ... ذلك الذي لم يكبر بعد
أجمل أيامنا ... تلك التي لم نعشها بعد
أجمل الكلمات التي وددت قولها لك .. هي تلك التي لم أقلها بعد

***********

وقبل وفاته بعام كتب شاعر الإنسانية صاحب الشعر الأشقر والعيون الزرقاء لكتاب أفريقيا وآسيا يقول لهم

إخوتي
لا يغرنكم شعري الأشقر.. فأنا آسيوي
ولا تلتفتوا إلى زرقة عيناي.. فأنا إفريقي
في بلدي لا تلقي الأشجار بظلالها على جذورها
كما في بلادكم أيضا
الخبز بين أنياب الأسد في موطني
والتنين يرقد بجانب ينابيع الماء
كما في بلادكم أيضا
ونحن نموت قبل أن نصل لسن الخمسين
كما في بلادكم أيضا
قومي لا يعرف ثمانون منهم لا القراءة ولا الكتابة
وأشعارنا تنتقل من فم إلى فم كي تغدو غنوة
فالشعر يتحول إلى أعلام في بلادي
وكذلك في بلادكم
فلنهب كل ما نملك من مال ومُلك وفكر وروح
ولتغدو أشعارنا طريق حريتنا الكبيرة

************

وعن هيروشيما كتب على لسان طفلة ميتة جراء القنبلة النووية مايصلح لأن يقال اليوم عن شهداء غزة من الأطفال ، في قصيدة بعنوان طفلة ميتة

هيروشيما كانت موطني
وأنا في سبع من عمري
والآن وقد مرت عشر
ولأني قد مُت صغيرة
لم أكبر مثل الأطفال والآن أنا عمري سبع

عيناي أطفئها البريق
والشَعر مني أحرقته الصاعقة
وعندما إنتهت ملامح الحياة
لم يبق مني غير كوم محترق
نفحته الريح .. ألقته بعيداً
أبوابكم أطرقها
آن لكم أن تسمعوا
ماعدت أطلب قطعة من سكر
فأنا قصاصات ورق
لا الحلوى تجذبني ولا حتى الُلُعب

***************

في أواخر أيامه وفي حديثه للوطن الذي لفظه وسحب منه جنسيته قال إشتياقاً له

ياوطني .. ياوطني
إهترأت قبعتي التي إشتريتها من دكاكينك
تقطع حذائي الذي حمل تراب شوارعك
آخر قميص إشتريته من تركيا
صار مقطع الأوصال منذ زمن
ياوطني .. لم يبقى لدي منك سوى الشيب في شعري
ماعندي منك غير خطوط من الهموم تعلو جبهتي
ياوطني .. ياوطني .. ياوطني .. ياوطني

************

Tuesday, February 17, 2009

جريدة المدونة .. ثورة في عالم الصحافة


والله وعملوها المدونين الأمريكان




أهلا بكم في العدد الإفتتاحي لجريدة المدونة المطبوعة ، أول جريدة في العالم كل محتواها من المدونات ، كل العاملين في الجريدة المدونة يشكر مدونينا والمساهمين والمعلنين على الدعم القوي في بداية انطلاقتنا ، نحن سعداء ونتمنى خدمتكم


هذا هو كان إفتتاحية جريدة المدونات ، جريدة ورقية محتواها كله عبارة عن تدوينات بأقلام المدونين ، صدر العدد الأول منها في 27 يناير الماضي ، الجريدة روحها هو روح المدونات ، وأنت تتصفح أعدادها الأولى سوف تشعر أنك تقرأ مدونات مصرية رفيعة نفس الروح والرشاقة والذكاء واللغة الساخرة المتميزة ، يقول فريق التحرير على موقع جريدة المدونة تعريفاً بالجريدة .. جريدة المدونة هو ثورة في عالم الصحافة تستطيع أن تقرأها وكأنك تتصفح شبكة الإنترنت .. فتستطيع أن تستمتع بقرائتها وأنت في القطار أو اثناء تناولك طعام الإفطار بدون ملل

الجريدة يومية وإن كانت تصدر أسبوعياً حاليا ً وتطبع مرتين وتوزع في مدينة شيكاغو بالإضافة إلى كل من نيويورك وسان فرانسيسكو ، الجريدة يحررها شباب المدونين ويشترك فيها ثلاثمائمة مدون وافقوا على نشر تدويناتهم بها ، وبعض المدونين كانت لهم نرجسية مبررة تماثل نرجسية المدونين المصريين ، فرفضوا نشر تدويناتهم مفضلين أن تستقر تدويناتهم في مدوناتهم فقط ، الجريدة مجانية وتعتمد في تمويل تكلفتها على الإعلانات التي من المتوقع أن تزيد بدرجة تدر أرباحاً على المساهمين فيها

بعدما تصفحت الأعداد الثلاثة الأولى الموجودة على الموقع ، إنبهرت بالمحتوى الداخلي والإخراج الفني العالي وعلى مايبدو سوف تكون تلك الجريدة ثورة جديدة في عالم الصحف الورقية ، ولا يستبعد بعد أن ظهر التدوين في أميركا وإنتشر عالمياً بسرعة كبيرة أن نجد في خلال عامين بين أيدينا جريدة المدونة المصرية في تفاعل جديد بين الصحافة والإنترنت



في بلاد تعرف حقوق الملكية الفكرية وتحترمها ، جملة جميلة في ترويسة الجريدة ..تقول
تم الطبع بتصريح وموافقة صريحة من صاحب كل عمل منشور بالجريدة
Printed with Explicit Permission From Each Content Provider



العدد الأول نسخة بي دي إف
العدد الثاني نسخة بي دي إف
العدد الثالث نسخة بي دي إف

جروب الجريدة على الفيس بوك

Wednesday, February 11, 2009

خدش حياء مدوّنِة ... يتحول لقضية



نهى رشدي ... كلاكيت تاني مرة



التحرش الجنسي وخدش الحياء في الطريق العام ، قضية هامة وظاهرة إنتبه لها المدونون والمراكز الحقوقية في الفترة الأخيرة ونالت كثيراً من إهتمامهم ، بعد حالة الإنفلات الأخلاقي التي يعانيها الشارع المصري حالياً ، ولكن أن يكون أحد المدونين ضحية إحدى تلك الحالات التي تحولت إلى قضية فذلك هو الجديد ، المدونة آسر ياسر (ياسمين سابقاً ) صاحبة مدونة سكاي لايت كانت هي ضحية إحدى حالات خدش الحياء في الطريق العام بطريقة أثارت الرعب في نفسها ، عندما تم التعرض لها أثناء سيرها في طريقها لمنزلها بالمقطم من خلال مجموعة من الشباب في نهايات عقدهم الثاني الذين إلتفوا حولها من كل جانب وأيضا من خلال سيارة تدور حولها بطريقة تبث الرعب ، ثم مالبث الشباب أن تعرضوا لها بصورة تخدش الحياء من خلال مجموعة من الكلمات والألفاظ الخارجة بثت الخوف في قلبها لدرجة شعرت معها بالهلع والعجز من فعل شيئ ، وحتى صراخها فيهم لم يردعهم عن ذلك بعدما شعرت أنهم يقطعون عليها الطريق تماماً بين الذهاب لمنزلها أو العودة للشارع الرئيسي

خلع أحدهم حزامه كنوع من الترهيب والتهديد بالضرب بعدما أطلقت بعض الصرخات التي لامجيب لها ، وقفت آسر في مكانها وإتصلت بالشرطة التي حضرت مسرعة وحاولت مطاردة المتحرشين الذين فروا هرباً إلا من أحدهم صاحب السيارة الذي لم يهتم حتى بالهروب وكأنه لم يفعل شيئاً ، تم القبض عليه وتحول للنيابة التي قامت برفع الدعوى المدنية ضده بقضيه لها رقم وتاريخ

الآن تتعرض آسر لضغوط من كل جانب للتنازل عن القضية حتى لايضيع مستقبل الشاب ذو العشرين ربيعاً صاحب المستوى المادي المرتفع نسبياً ، أسر بدلا من أن تشعر بالراحة والأمان بعدما أصبحت القضية بين جنبات المحكمة أصبحت تشعر بالرعب أكثر من كثرة الضغوط عليها وعلى زوجها والعتاب واللوم لها على أنها سوف تعمل على تدمير مستقبل شاب جامعي لم يفعل شيئاً يزيد كثيراً عما يفعله غيره ، إنتقادات وجهت لآسر من نوعية " وإيه يعنى لما عاكسك ولا قالك كلمتين .. ما كل الستات بتتعاكس وبتسكت " ليرى فيها البعض أنها الجاني بدلاً من المجني عليه ، تماماً مثلما حدث في قضية نهى رشدي ، ولكن القضية هنا التكييف القانوني له جنحة فعل فاضح لو تم ثبوتها يتم توقيع عقوبة حبس مدة لاتزيد عن سنة وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين

لعل آسر من أول المدونات التي قابلتهن وكان ذلك في لقاء المدونين الشهير بالبورصة وكذلك في لقاء الأوبرا ، لذلك إنزعجت كثيرا عندما تركت تعليق تشرح فيه الواقعة وظروفها وتحتاج لرأي يؤكد لها صحة مافعلته

فلنقف جميعاً ورائها في تلك القضية وندعمها برأينا أو بتدوينة تحلل وتفند الواقعة ، التي يحاول فيها البعض أن يثنيها عن إستكمالها ومطالبتهم لها بالتنازل

**************************

لنكن جميعاً يداً واحدة من أجل شارع آمن




Friday, February 06, 2009

فاروق ... مدوّن سابق سنه



فاروق .. طالب ثانوي مختلف




متابع له منذ فترة .. فهو ليس مثل أقرانه في عمره ، تصور الكثيرين وأنا أحدهم أنه يخدعنا بسنه ، فعمره ستة عشر عاما أي يكبر إبني بعامين فقط ، كنا نتوقع أنه أكبر من ذلك ويدعي أنه طالب في الثانوية العامة ، يدخل في حوارات ونقاشات على الجايكو مع الآخرين وجميعهم يكبرونه سناً وبعضهم في ضعف عمره ، يختلف ويتفق ويقر ويسأل ويتناقش كرجل في الثلاثين من عمره ، لاتوجد عنده خطوط حمراء للمعرفة حتى في مواضيع شائكة كالأديان والمثلية يتكلم عنها بصفته شخص واعى ومثقف ومدرك وليس كمراهق لازالت لديه النظره الصغيرة الغير الناضجة للأشياء

له سرعة رهيبة في قراءة الكتب .. على الجايكو تحدثنا مع آخرين عن رواية شيكاغو ، قام بإنزالها أثناء الحوار وقبل مرور ساعة كان قد إنتهى من قراءة نصفها ، في زيارته الأخيرة للمعرض أنفق مائة وستون جنيها في شراء كتب لسيد النثر الأنجليزي سمرست موم وعباس العقاد والسحار وصافي ناز كاظم وطارق البشري وفولتير وغيرهم ، في معرض الكتاب قابل د. جلال أمين وطلب صورة معه ، إندهش المفكر والكاتب الكبير وتأثر كثيراً وإرتفعت معنوياته بشكل كبير أن طالب ثانوي يعرفه ويطلب صورة معه بدل من أن يسعى لصورة مع تامر حسني أو عمرو دياب وقال له أنه الآن شعر أن مصر مازال لديها أمل


إنه فاروق عادل سلامة .. صاحب مدونة يوميات طالب ثانوي ، لا يهاب الكبار بل يسعى ليتناقش معهم فيستمع ويستمتع ويستفيد فالإنترنت بالنسبه له حوارات وثقافات وليس تشات وأونلاين جيمز ، مصروفه ينفقه في شراء الكتب بدلاً من إسطوانات البلاي ستيشن ، آخر رسائله على الجايكو والموجهة لمجموعة المدونين على قائمته والتي تعدت المائة يحث فيها على قراءة رواية عزازيل ليوسف زيدان .. يقول فيها " على كل من لم يشترى عزازيل أن يشتريها وعلى كل من إشتراها ولم يقرأها أن يقرأها " ، أقرانه على النت لم يعدوا ينتبهوا لموضوع سنه فيتحدثون معه ند لند ونسوا عمره الحقيقي بعد أن سبق سنه بمراحل .. وأنا لم أكن لأكتب عنه إلا عندما تأكدت من عمره الحقيقي في صوره في معرض الكتاب والتي يظهر فيها بعضاً من حب الشباب الذي إشتكى منه سابقاً

لاشك أن شخصية مثل فاروق ملفتة للنظر في وقت إضمحلت فيه ثقافة الشباب بشكل كبير ، وإفتقد الوعي وإختلطت عنده الأولويات ليصبح هو نقطة مضيئة لجيله الحالي ، ونقطة ملفتة للنظر لجيلنا ونقطة يجد فيها جيل سبقنا أنه الأمل

Tuesday, February 03, 2009

جريدة الشروق ... في الميزان







بما أن الكتاب بيبان من عنوانه ... فيكفي الجريدة الوليدة ثلاثة أعداد رسمية للحكم المبدئي عليها ... في أول فبراير صدر العدد الأول من جريدة الشروق ، والجريدة حظيت بإهتمام كبير لسببين .. أولهما أن هذا العصر هو عصر الصحف المستقلة بعد سقوط سريع ومروع للصحف الحكومية ، وخفوت وملل من صحف أحزاب المعارضة ذات الوتيرة الكلاسيكية الروتينية الجافة ، والسبب الثاني بلاشك صلة القرابة التي تربط بين الصحيفة ودار الشروق للنشر التي تعتبر واحدة من أهم دور النشر العربية وتعتبر منبراً من منابر الثقافة المصرية

على عكس المتوقع في جريدة يرأس تحريرها أحد كلاسيكيي الصحافة وهو نائب رئيس تحرير الأهرام السابق سلامة أحمد سلامة ، كان طابع الجريدة التحريري مختلف تماماً عن مدرسة الأهرام التي كانت أهم عصورها الحديثة في عقد التسعينات ، للوهلة الأولى سوف تلحظ قالب تحريري شاب ورشيق لا ينتقص كثير من الرصانة ، ولا يندفع إلى لغة مصرية دارجة وضحلة حتى تكون جريدة شابة مثلما يحدث مع صحيفة مشابهة ، فتظهر موضوعات وتحقيقات جيدة وحتى أخبار بطريقة مجلة الشباب وعصرها الذهبي في منتصف الثمانينات وحتى ومنتصف التسعينات في عهد الراحل الرائع عبد الوهاب مطاوع ، مواضيع لها روح الشباب ومن قلب الشارع ومن إتجاهات مختلفة يتعايش معها القارئ بسلاسة ، الجريدة تقترب من مدرسة أخبار اليوم في عرض الأخبار الكثيرة والمتنوعة والغير مطولة وإن كانت تتميز بالصورة الكبيرة والمعبرة المرافقة لبعض التحقيقات والأخبار بطريقة ذكية وجذابة

الجريدة بها مجهود تحريري غير عادي يتناسب مع جريدة أسبوعية أو مجلة فصلية أكثر من أن تكون جريدة يومية ، وهذا يقلق البعض في قدرة الجريدة على الإستمرارعلى هذا النهج طويلاً ، إذا كنت من النوع الذي يفضل ويهوى قراءة الصحف بتمعن فالشروق جريدة سوف تشبع رغبتك في أن تقضي معها ساعات من القراءة دون أن تمل

الثقافة بالجريدة وإهتماهها بعالم الكُتّاب بلاشك نقطة تتميز بها وتحسب لها وذلك لصلة الجريدة بدار النشر ، الشروق تحظى بجرعة يومية في عالم الثقافة لايتوافر مع نظيراتها من الصحف الأخرى ، الجريدة قد لا تتميز بخبطاتها الصحفية القوية حالياً ومتوقع لفترة طويلة مثلما هو الحال مع خبطات جريدة مثل المصري اليوم التي كانت سبباً أساسيا في ثقل الجريدة ، وإن كانت جريدة البديل تحاول جاهدة حالياً وبنجاح في تقديم خبطات صحفية شبه يومية بمجهود كبير من فريق المحررين وأصحاب التحقيقات ، قد لا تتميز الشروق بذلك حالياً ولا في المستقبل القريب حيث يبدو أن فريق التحقيقات حديث العهد ويحتاج إلى بعض الوقت لتعزيز مصادره ، ولكنه يعوّض ذلك بتحقيقات متميزة وبإسلوب شيق وسلس

روح الجريدة الشابة كان له ولابد أن يلتقي بطريقة غير مباشرة مع روح أصحاب المدونات ، فكلاهما مجال لعرض وجهات النظر والمناقشة والتحليل ، وكلاهما له روح وحس الشباب ، فكان اللقاء والإلتقاء من خلال وسيلتين متوازيتين ، أولهما مشاركة مدونين متميزين في التحقيقات وبعض مقالات الرأي ، فشاهدنا في الأعداد الثلاثة الاولى تحقيقات ومقال رأي بقلم بعض المدونين والمدونات ، والوسيلة الثانية كانت من خلال قيام الجريدة بعرض أراء ووجهات النظر لبعض المدونين من خلال نشر مقتطفات من أعمالهم على الجريدة على ثلث صفحة كاملة يومياً تحت عنوان مدونات ، وهنا كان الخطأ الغير مقبول والغير مقصود والذي وقعت فيه الجريدة مثلما تكرر مع معظم الصحف المستقلة التي تعاملت مع المدونات



لقد تعاملت الجريدة مع المدونين وتدويناتهم وكأنها مثل رسائل القراء التي تسعى للنشر فيسعد القارئ بنشر أسمه من خلال كلمتين مبتورتين لا معنى واضح لهما ، ويكتفي فيهما القارئ بقراءة العنوان إذ لم يُهملهما تماماً ، فمالم ينتبه له محرر الباب أن كل مدون يعتبر نفسه مصطفى أمين فلايقبل أن يختزل أحد مقاله أو أن يبتره ويعرض جزء منه ، قد يحدث ذلك مع رسائل القراء والتي تشير فيه الجريدة في ترويستها بأن لها الحق في إختزال الرسالة أو إعادة صياغتها وهذا حقها طالما أعلنت عن ذلك ، ولكن ليس هذا حقها في التعامل مع التدوينات بنفس الإسلوب فتنشرها مبتورة أو ملخصة دون رأي أو مشورة صاحب التدوينة ولايشفع ذكر المصدر في ذلك ، لا شك أن كل مدون يرحب بنشر كتابته في جريدة محترمة ومقروؤة بل ويسعى كثيرين إلى ذلك ولكن بصورة تحترم المدون في نشر مايكتبه بموافقته أو على أقل تقدير دون بتر أو تلخيص يُجحفها ، فباب المدونات سوف يكون أفضل لو إشتمل على تدوينة محترمة أو تدوينتين على أقصى تقدير بدلاً من القص واللزق لإتاحة الفرصة لأكثر من ستة تدوينات مبتورة لا معنى ولا طعم لها ، ولست في حِل أن أتكلم عن المدونين ، لذلك سأكتفي بالإشارة لعدد اليوم الثلاثاء الذي نشر آخر تدوينتين لي أحداهما تحت عنوان " خمس شخصيات أتمنى مقابلتهم " نشرت بطريقة موجزة بعد إختزالها فبدت بصورة ركيكة وغير موفقة ويمكن قراءة النسخة الكاملة هنا لتتبين الفارق ، والثانية بعنوان " الأستاذ سعيد مدني والأستاذ رمضان أبو العلمين " بنشر جزء منها فلم يتضح من خلالها وجهة النظر بشكل واضح ومقنع مثلما تمت كتابتها هنا



نرحب بجريدة الشروق ونحيي إهتمامها بالتدوين ، ومن هنا كان عتابنا لمحرر الباب ويمكن لزملائنا في الجريدة من المدونين أن يقوموا بتوضيح وجهة نظر المدونين وسيكلوجياتهم بطريقة أوسع وأشمل في تلك النقطة ، فلا نريد أن نخسر باباً جيداً مثلما حدث مع صحف أخرى سابقاً



وأخيراً ... تحية لجريدة الشروق التي نعتبرها ناجحة إذا إستطاعت أن تحافظ على نفس مستوى الأعداد الثلاث الأول

Sunday, February 01, 2009

رمضان مبروك أبو العلمين حمودة



الأستاذ سعيد مدني ... والأستاذ رمضان أبو العلمين




العالم العربي أصبح فوضى ... لعل تلك الجملة التي كانت على لسان عمرو موسى من أهم الكلمات التي واكبت العدوان الاسرائيلي على غزة ، ومازالت تلك الجملة تجد موقعاً لها يتعدى حالة العدوان لتصبح حقيقة تقابلنا في كل أحوالنا ، فلا يمضي يوم إلا وأجد للكلمة صدى في موقف أو حالة تقابلنا ، الفوضوية أصبحت للأسف ثقافة نتشبع بها دون أن تكون لنا أدنى فكرة عن الثقافة ، وآخر ظواهر الفوضوية هو إمتحان اللغة العربية لطالبات المرحلة الإعدادية في إحدى المحافظات ، فالأستاذ سعيد مدرس أول اللغة العربية وبعد إثنين وعشرون عاماً في السلك التعليمي ، لم تتسع ثقافته لتستطيع التفريق بين أن يكون له رأي خاص به في أحد الأعمال الفنية ، وبين أن يستغل عمله ليفرض وجهة نظره في موقف لامفر على الآخرين من ألا يستمعوا له

بالطبع أقصد الفقرة الخاصة بفيلم محمد هنيدي الأخير رمضان أبو العلمين ، والتي جاءت في أحد أسئلة الإمتحان ويستنكر فيها تشويه صورة المعلم في الفيلم الذي شاهده ثلاث مرات في منزله ( من الواضح أنها نسخة مسروقة من منتديات الإنترنت ) ، لاشك أن تلك الصورة إمتداد لحالة الفوضى ، فالرجل لم يعجبه الفيلم ووضع وجهة نظره في أحد الأسئلة ، قد يرى البعض أن القضية لاتستحق ، وقد يرى البعض الآخر أن الرجل يقول رأيه مثلما يحق للآخرين أن يقولوا رأيهم ، ومثلما محمد هنيدي أو أصحاب العمل السينمائي يقولوا رأيهم ليشوهوا صورة المعلم من وجهة نظرهم ، ومثلما أنا أستطيع هنا أكتب ما أريد فأنقد هذا أو أهاجم ذاك ، أو كما يحدث في الوسائل الإعلامية والصحفية والأدبية ، ولا شك أن هناك فرق كبير فمن يقول أو يعرض رأي لايفرضه على الآخرين ، ومن يريد أن يستكمل قراءة النقد فليستكمل ، ومن لايعجبه النقد يرحل ، ومن يريد أن يحاور ويعرض وجهة نظر مخالفة يعرض وجهة نظره ، ولكن حالة الفوضى الحالية تجعلك تستخدم أدوات غير مخصصة لعرض وجهة نظرك لتستخدمها لعرض وجهة نظرك

لا أدري هل الأستاذ سعيد بعد كل هذا العمر في المجال التعليمي يستطيع أن يدرك ماأعنيه ، خطورة الموضوع أنها تعيدنا مرة أخرى لذكريات من يرى أن أحد الافلام يشوه صورة المحامي فيرفع قضية لإيقاف الفيلم ، والباحثون عن الفضيلة يرفعون قضية لمنع أحد الأعمال سواء سينمائية أو أدبية ، وحتى هؤلاء كانوا يلجئون للقضاء لتنتصر لوجهة نظرهم ، لكن أن يستغل الأستاذ سعيد أدوات خاصة أتاحها مجال عمله في غير موقعها ليعرض فيها رأيه ، هذا يدل على إفتقار شديد للعلم والوعي والمعرفة ،وحاول المدرس تحييد وزارة التعليم عندما أشار وأشاد في نفس الفقرة على نظام الكادر التعليمي في جملة مركبة تركيباً ركيكاً ، لم أشاهد الفيلم ومازلت أستثقل محمد هنيدي كممثل كوميدي وإن كان الفيلم قد نال إستحسان كثير من النقاد ، ولكني أرى قمة الفوضوية في توجيه نقد سلبي من خلال إمتحان عام

والعملية التعليمية بشكل عام لايجب أن يغيب عنها عرض وجهات النظر ومناقشتها مع الطلاب ، ولكن يجب أن يكون ذلك من خلال جو حواري أو ورش عمل وتتم مناقشات وتحليلات لها ، كما هو الحال في التقنيات الحديثة للتعليم والتي لا نعرف عنها إلا قشوراً ، ويجب على المعلم أن يكون مثقفاً ومدركاً لطبيعة العمل الفني بشكل عام ولايجب أن يتم النظر له من خلال تلك النظرة الواحدة والضيقة


أيها المعلمون .. طوروا أنفسكم .. ونموا ثقافاتكم .. رحمة بأنفسكم ، وبطلابكم وكفاكم عبثاً بالطلاب فما نحن نعاني منه الآن .. ماهو إلا نتاج كثير من جهلكم