بما أن الكتاب بيبان من عنوانه ... فيكفي الجريدة الوليدة ثلاثة أعداد رسمية للحكم المبدئي عليها ... في أول فبراير صدر العدد الأول من جريدة الشروق ، والجريدة حظيت بإهتمام كبير لسببين .. أولهما أن هذا العصر هو عصر الصحف المستقلة بعد سقوط سريع ومروع للصحف الحكومية ، وخفوت وملل من صحف أحزاب المعارضة ذات الوتيرة الكلاسيكية الروتينية الجافة ، والسبب الثاني بلاشك صلة القرابة التي تربط بين الصحيفة ودار الشروق للنشر التي تعتبر واحدة من أهم دور النشر العربية وتعتبر منبراً من منابر الثقافة المصرية
على عكس المتوقع في جريدة يرأس تحريرها أحد كلاسيكيي الصحافة وهو نائب رئيس تحرير الأهرام السابق سلامة أحمد سلامة ، كان طابع الجريدة التحريري مختلف تماماً عن مدرسة الأهرام التي كانت أهم عصورها الحديثة في عقد التسعينات ، للوهلة الأولى سوف تلحظ قالب تحريري شاب ورشيق لا ينتقص كثير من الرصانة ، ولا يندفع إلى لغة مصرية دارجة وضحلة حتى تكون جريدة شابة مثلما يحدث مع صحيفة مشابهة ، فتظهر موضوعات وتحقيقات جيدة وحتى أخبار بطريقة مجلة الشباب وعصرها الذهبي في منتصف الثمانينات وحتى ومنتصف التسعينات في عهد الراحل الرائع عبد الوهاب مطاوع ، مواضيع لها روح الشباب ومن قلب الشارع ومن إتجاهات مختلفة يتعايش معها القارئ بسلاسة ، الجريدة تقترب من مدرسة أخبار اليوم في عرض الأخبار الكثيرة والمتنوعة والغير مطولة وإن كانت تتميز بالصورة الكبيرة والمعبرة المرافقة لبعض التحقيقات والأخبار بطريقة ذكية وجذابة
الجريدة بها مجهود تحريري غير عادي يتناسب مع جريدة أسبوعية أو مجلة فصلية أكثر من أن تكون جريدة يومية ، وهذا يقلق البعض في قدرة الجريدة على الإستمرارعلى هذا النهج طويلاً ، إذا كنت من النوع الذي يفضل ويهوى قراءة الصحف بتمعن فالشروق جريدة سوف تشبع رغبتك في أن تقضي معها ساعات من القراءة دون أن تمل
الثقافة بالجريدة وإهتماهها بعالم الكُتّاب بلاشك نقطة تتميز بها وتحسب لها وذلك لصلة الجريدة بدار النشر ، الشروق تحظى بجرعة يومية في عالم الثقافة لايتوافر مع نظيراتها من الصحف الأخرى ، الجريدة قد لا تتميز بخبطاتها الصحفية القوية حالياً ومتوقع لفترة طويلة مثلما هو الحال مع خبطات جريدة مثل المصري اليوم التي كانت سبباً أساسيا في ثقل الجريدة ، وإن كانت جريدة البديل تحاول جاهدة حالياً وبنجاح في تقديم خبطات صحفية شبه يومية بمجهود كبير من فريق المحررين وأصحاب التحقيقات ، قد لا تتميز الشروق بذلك حالياً ولا في المستقبل القريب حيث يبدو أن فريق التحقيقات حديث العهد ويحتاج إلى بعض الوقت لتعزيز مصادره ، ولكنه يعوّض ذلك بتحقيقات متميزة وبإسلوب شيق وسلس
روح الجريدة الشابة كان له ولابد أن يلتقي بطريقة غير مباشرة مع روح أصحاب المدونات ، فكلاهما مجال لعرض وجهات النظر والمناقشة والتحليل ، وكلاهما له روح وحس الشباب ، فكان اللقاء والإلتقاء من خلال وسيلتين متوازيتين ، أولهما مشاركة مدونين متميزين في التحقيقات وبعض مقالات الرأي ، فشاهدنا في الأعداد الثلاثة الاولى تحقيقات ومقال رأي بقلم بعض المدونين والمدونات ، والوسيلة الثانية كانت من خلال قيام الجريدة بعرض أراء ووجهات النظر لبعض المدونين من خلال نشر مقتطفات من أعمالهم على الجريدة على ثلث صفحة كاملة يومياً تحت عنوان مدونات ، وهنا كان الخطأ الغير مقبول والغير مقصود والذي وقعت فيه الجريدة مثلما تكرر مع معظم الصحف المستقلة التي تعاملت مع المدونات
لقد تعاملت الجريدة مع المدونين وتدويناتهم وكأنها مثل رسائل القراء التي تسعى للنشر فيسعد القارئ بنشر أسمه من خلال كلمتين مبتورتين لا معنى واضح لهما ، ويكتفي فيهما القارئ بقراءة العنوان إذ لم يُهملهما تماماً ، فمالم ينتبه له محرر الباب أن كل مدون يعتبر نفسه مصطفى أمين فلايقبل أن يختزل أحد مقاله أو أن يبتره ويعرض جزء منه ، قد يحدث ذلك مع رسائل القراء والتي تشير فيه الجريدة في ترويستها بأن لها الحق في إختزال الرسالة أو إعادة صياغتها وهذا حقها طالما أعلنت عن ذلك ، ولكن ليس هذا حقها في التعامل مع التدوينات بنفس الإسلوب فتنشرها مبتورة أو ملخصة دون رأي أو مشورة صاحب التدوينة ولايشفع ذكر المصدر في ذلك ، لا شك أن كل مدون يرحب بنشر كتابته في جريدة محترمة ومقروؤة بل ويسعى كثيرين إلى ذلك ولكن بصورة تحترم المدون في نشر مايكتبه بموافقته أو على أقل تقدير دون بتر أو تلخيص يُجحفها ، فباب المدونات سوف يكون أفضل لو إشتمل على تدوينة محترمة أو تدوينتين على أقصى تقدير بدلاً من القص واللزق لإتاحة الفرصة لأكثر من ستة تدوينات مبتورة لا معنى ولا طعم لها ، ولست في حِل أن أتكلم عن المدونين ، لذلك سأكتفي بالإشارة لعدد اليوم الثلاثاء الذي نشر آخر تدوينتين لي أحداهما تحت عنوان " خمس شخصيات أتمنى مقابلتهم " نشرت بطريقة موجزة بعد إختزالها فبدت بصورة ركيكة وغير موفقة ويمكن قراءة النسخة الكاملة هنا لتتبين الفارق ، والثانية بعنوان " الأستاذ سعيد مدني والأستاذ رمضان أبو العلمين " بنشر جزء منها فلم يتضح من خلالها وجهة النظر بشكل واضح ومقنع مثلما تمت كتابتها هنا
نرحب بجريدة الشروق ونحيي إهتمامها بالتدوين ، ومن هنا كان عتابنا لمحرر الباب ويمكن لزملائنا في الجريدة من المدونين أن يقوموا بتوضيح وجهة نظر المدونين وسيكلوجياتهم بطريقة أوسع وأشمل في تلك النقطة ، فلا نريد أن نخسر باباً جيداً مثلما حدث مع صحف أخرى سابقاً
وأخيراً ... تحية لجريدة الشروق التي نعتبرها ناجحة إذا إستطاعت أن تحافظ على نفس مستوى الأعداد الثلاث الأول
أولا هذه الكلمات ليس الغرض منها التقييم.. بل..
ReplyDeleteلا بقه بصراحة الغرض منها التقييم..!
والتقييم مهم لأية مطبوعة تبدأ عمرها الافتراضي، حتى لو كانت من انتاج حرّيفة مثل حرّيفة الشروق.. فالقريبين من المطبخ الصحفي يعرفون جيدا ان العمل اليومي يختلف -تماما- عن الاسبوعي.. فتخيل إذن الفرق بين نشر الكتب والعمل اليومي..! وحتى لو كان المقيم -بكسر الياء المضعفة- واحد زيي…
الترويسة والإخراج العام يشبهان تماما “الجريدة” اللبنانية..
الصفحة الدولية اسمها “العرب والعالم” على اسم نظيرتها في جريدة الكرامة.. والاقتصادية “مال وأشغال” على وزن مال و أعمال بالأهرام..
شيء يغيظ حقا: العدد نازل بالكامل دون اسماء الأرواح والأشباح اللي عملت التحقيقات والأخبار..! لا توجد اسماء في العدد بأكمله الا اسماء كتاب الأعمدة والمصورين وعماد ابو غازي وهو الصحفي الوحيد في الجريدة تقريبا…!!! فين الناس..؟ لا أحد يعرف..
في صدر صفحة الاقتصاد -المال والأشغال التي ذكرتها منذ قليل- تحقيق عن وضع موبينيل المالي.. وفي صدر صفحة الاقتصاد الثانية المقابلة حاجة كده ما تفهمش تحقيق وللا حوار عن أو مع سميح ساويرس.. نقطة..!!
جزء عن المدونات في نصف صفحة.. انها العادة الصحفية الجديدة ان لازم يبقى عندنا باب مدونات..! وهو نوع من الصحافة لا يكلف الصحفي الا سيرش على النت أو ولا حتى السيرش.. مجمع العمرانية سيقوم بتلك المهمة عن الزميل العزيز..!! لا أفهم لماذا تقوم أية جريدة بعمل شيء كهذا..؟ هل هو مثلا نوع من تسليط الضوء على هذا الاعلام الشبابي الجديد -كما سمعتها من احد الصحفيين-..؟ طيب كيف تقوم جريدة توزيعها لا يزيد عن بضعة آلاف -أي جريدة بقه- ب”تسليط الضوء” على مدونة يبلغ قراءها مئات الآلاف..؟!
مين اللي في الضوء ومين اللي في الضلمة..!؟
من مدونة فصيلوجيا
مشكلة البديل فى رأيى انها بتبالغ فى تصوير الاخبار و التحقيقات الخاصة بالجريدة
ReplyDeleteيعنى لو محرر الجريدة راح اشترى حشيش من عزبة مش عارف مين
تلاقيهم عاملين تحقبق بنصف الصفحة الأولى كأنهم أكتشفوا الذرة او اكتشفوا لأول مرة فى مصر ان الحشيش بيتباع عينى عينك
وقس على ذلك
كلما ظهر إختراع أو إبتكار جديد .. كلما صاحبته ظواهر لم تكن موجودة من قبل في حياتنا منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي
ReplyDeleteفالتدوين لا يتخطى عمرع في الدنيا 4 سنوات ولم نكن نتخيل أنه سينتشر ويؤثر بل وينتقل إلى مرحلة النشر الورقي
وكما نسعد بنشر موضوعاتنا .. فإننا نغضب أيضا عند سرقتها أو نشرها دون إذننا أو بترها
وذلك لأن التدوين ليس له محددات قانونية تحفظ حقوق المؤلف أو تردع المقتبسين
إنها إيجابيات وسلبيات لشيء جد على حياتنا ولم يتضح لنا الطريق بعد للتعامل معه
انا راى لانى سمعت الموضوع ده من اكتر من حد من بيلا مثلا يا ريت تبعتوا خطابات ليهم بوجهه نظركم علشان متتكررش مع حد تانى
ReplyDeleteوالمفروض المدونين اللى بيشتغلوا فيها برضه يكونوا فاهمين ده
من وجهه نظري ان العدد الاول جاء دون المستوي ولكن العددين الثاني والثالث والرابع اليوم اعداد رائعه
ReplyDeleteواعتقد انها ستحقق نجاح لها لسياستها المميزه
حزئيه المدونات
اتفق جداً مع رائك وراي بيللا
ولكن من الممكن التحدث مع الجريده وتصحيح هذه النقطه
اعتقد ان من المبكر جداً الحكم عليها بالنجاح او الفشل
وان كانت المبشرات خيراً
أتابع الجريده بتأخير يوم واحد بسبب متابعتى لها من خلال النسخه المتاحه بشكل PDF
ReplyDeleteولا أظن هذا الفرق فى التوقيت ذو أهميّه لأن الجريده فيما يبدو ليست معنيّه بالأخبار الطازجه أو التى تشكّل سبق صحفى يمكن أن تنفرد به ..
هناك بالطبع الكثير من المواد الجذّابه التى يمكن قضاء بعض الوقت معها كل يوم و هذا حكمى من خلال العددين الثانى و الثالث فالأوّل كان مخيّبا للآمال و الرابع لم أقرأه بعد ..
فيما يتعلّق بتحرير الفقرات المقتبسه من المدوّنات فوجئت اليوم خلال قراءتى للعدد الثالث أن هذا التحرير و إن كان قد منح لنفسه الحق فى الجور على محتوى التدوينه و قصّها للاختصار لم يكلّف خاطره بتصحيح الأخطاء اللغويه فجاءت كلمة "ثبّته" فى تدوينة "بيريز يعتذر لأردوغان" مكتوبه "سبته" !! و هذا موقف غريب فعلا إذ هل أمانة النقل تكون فى نقل الأخطاء اللغويه بينما نفس الأمانه مطّاطه فيما يتعلّق بتحرير التدوينه !!
بالأمس أسعدتنى كثيرا الفقره الخاصه بالكتب الأكثر مبيعا لكنّها كانت فى رأيى غير معبّره عن الحقيقه بشكل وافى لاعتمادها على أرقام مكتبات الشروق و "ديوان" !! و مكتبات "الشروق" جلّ مبيعاتها من أعمال "دار الشروق" و من ثمّ منطقى أن تتصدّر أعمال "دار الشروق" القائمه !! الكتّاب الذين تنشر "الشروق" أعمالهم يمثلون كذلك نسبه كبيره من كتّاب العدد ولا أدرى لماذا لا يكون هناك توسّع فى منح كتّاب آخرين الفرصه للإطلال علينا ربّما نكتشف كاتب يومى يستحق المتابعه بدلا من الأقلام المحفوظه التى لا تحتاج لمسانده مثل "علاء الأسوانى" و "فهمى هويدى" !! كما أنّه ليس من الضرورى أن تكون "غاده عبد العال" صاحبة مدوّنة "عايزه أتجوّز" قادره على كتابة عمود بالجريده لمجرّد قيام الدار بنشر كتاب لها بنفس العنوان !! خصوصا مع إصرارها على استخدام اللغه العاميه .. أعجبتنى جدّا تحقيقات "عبدو باشا" و تابعتها بشغف و كذلك موضوع "رضوى أسامه" حول "لغات الحب الخمس" و شعرت فعلا أنّهم يستحقون التحوّل من النشر المحدود فى مدوّنه لانتشار أوسع من خلال الجريده .. فقط أرجو ألاّ تتحوّل الجريده لمنبر للترويج لكتّاب و منشورات "دار الشروق" .. و المتابعه مستمره إن شاء الله
كل تدوينة يكتبها صاحبها يعبر فيها عن ما يقصده من خلال عنوانها ثم بدايتها فنهايتها...فكرة التلخيص تصلح فقط مع مذكرات الطلبة وليس مع تدوينات أراد صاحبها توضيح وجهة نظر معينة قد لا تكمن فى الكلمات المباشرة وإنما من خلال ترجمة البعض لما بين السطور
ReplyDeleteآخر سطر مثلا وان لم يبد مهم للبعض فقد يحمل روح التدوينة بكاملها
وقد لا يستطيع كاتبها نفسه ان يحذف منها جزءا وإن بدت تطويل لأحدهم
فالفكرة هنا ليست كما من السطور بالتالى هى لا تحتمل التلخيص
الكم وحده ينتقص منه ..أما التدوينة فهى بمثابة قطعة نسيج ..اذا بدأ أحدهم بنقض غزلها ..تفككت المعانى الاساسية وتاهت الفكرة وأُخل بمعناها
يا مراكبي، أحيلك إلى تعليق كتبته على تدوينة لبلا فيه كلام عن الحماية القانونية لحقوق المدونين الأدبية.
ReplyDeleteالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteنتقدم بدعوي لك أخي ( أختي ) المدون بمناقشة
محاكمة عادلة
مبارك بين التأييد والرفض
ملف يناقش ويحلل ويضع الحلول
رائيك يهمنا جدا
مع خالص تحياتنا الكتيبة السياسية
اعتقد ان ابراهيم المعلم ليس الا واجهه لبعض
ReplyDeleteرجال الاعمال وبالتالى فان لمحة ميدو عن نشر موقف موبينيل المالى والحوار مع سميح ساويرس غير مستغربه
تحليلك للجريده والمواد المنشوره جيد جدا
المهم هو الحفاظ على الاستقلاليه لأن ما حدث فى المصرى اليوم مؤخرا
لايبشر بالخير
بالنسبه للنشر التدوينى ارى وجوب استئذان
المدون قبل النشر
SOLY88
ReplyDeleteالتقييم الاول لمحمد فيصل صاحب مدونة فيصللوجيا
استغربت جدا لما لقيت موضوعك
ReplyDeleteالاستاذ سعيد مدني والاستاذ رمضان ابو العلميين
موقع بأسم مدونة العمرانية الشهيرة وليس بأسمك
ورغم ذلك لم تشر الي هذا الخطأ
هل مقصوده
ام ماذا
سبقتني في كتابة تحليل عن الجريدة كنت اعد له
انظر حولك
د. خالد عزب