لم تسنح لي خلال زيارتي القصيرة الأخيرة للقاهرة فرصة الذهاب إلي أي من المكتبات لشراء مجموعة جديدة من الكتب ، ولكن في اللحظة الاخيرة وبعد أن أنهيت إجراءت سفري ، وفي طريقى لبوابة الصعود للطائرة فوجئت بمكتبة الشروق وكأنها تأبى فكرة السفر بدون شراء كتب جديدة
حدثني هاني جورج عن الكتاب كثيراً ، وبدا متحمساً له ليس عند مقابلتي معه فقط ، ولكن أيضا من خلال حوارات سابقة على الجايكو ، رؤيته أن عتبات البهجة من أفضل الكتب التي قرأها ، جعله أول كتاب أفكر مطالعته وأنا على مقعدي بالطائرة ، لم أنتبه إلا والطائرة تهبط على أرض المطار أنني قد وصلت إلى منتصفه تقريباً ، بالفعل عتبات البهجة جعلني أشعر بالبهجة ، من أمتع الأشياء أن تقرأ كتاباً جيداً
عتبات البهجة لإبراهيم عبد المجيد رواية جميلة ، أجمل مافيها سلاسة الإسلوب وخفة الكلمات ، يأخذك فيها الكاتب في رحلة جميلة في حياة رجلين في منتصف الخمسينات تقريباً ، بهما مواصفات الرجل في تلك المرحلة العمرية يصيبهما مايصيب من في عمرهما من بعض أمراض الحياة الإجتماعية منها والبدنية ، وتعيش معهما بعض الأيام التي رواها الكاتب في صورة بديعة ، الكتاب ليس به حبكة درامية ولكنه إسترسال جميل لتلك الفئة العمرية التي قلما نتحدث عنها بهذا التركيز
شخصية حسن صديق الراوي شخصية واقعية نصادفها كثيراً ، شخصية نشيطة محبة للحياة مرحة متحدثة تشيع البهجة في وجودها ، وعندما ترحل نشعر بالوحشة ، تماماً مثل ممثل رائع في أحد الأفلام عندما يغيب عن الشاشة في أحد المشاهد تصاب بالملل والضجر فتستعجل اللحظات لحين ظهوره ثانية لتستمتع بإبداعه وجمال أدائه ، المواقف التي رواها الكاتب وحكايته عن حسن تجعلك بعد فترة تشعر معه بحميمية غريبة بل وتتوقع تصرفاته وحوارته وردود أفعاله قبل أن يرصدها الكاتب فتجدها كما توقعتها ، هكذا إستطاع إبراهيم عبد المجيد أن يجيد تشخيص تلك الشخصية ، الرواي في الرواية هو صديق حسن وهو شخص عادي يشبه كثير منا ، وتعامله مع الآخرين لايختلف كثيراً عن طباعنا ، لذلك أصبح صديق الراوي هو بطلنا بالرغم من أن الأحداث تكاد تخص الراوي ، حتى جملة الرواية الشهيرة وحكمتها في الأسطر الأخيرة للرواية كانت على لسان حسن صديق الراوي عندما قال" الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها " في رده على سؤال الرواي عن السر وراء عدم إكمال او إكتمال أي عمل يقوما به بقدر تحمسهما له
أسهب الكاتب في وصف الحديقة في البداية بشكل كبير ، لدرجة أصبحت وكأنها تتجسد أمامك لتعلم بعد ذلك أنه المكان الذي يحتوي كثيراً من مشاهد الرواية بما فيه مشهدا البداية والنهاية ، لم يستخدم الكاتب الرمزية كثيراً في الرواية بالرغم من إغراء الجو العام للرواية بإستخدام الرمزية وهو ماأعطى جمالاً وواقعية للرواية وحتى الرموز القليلة التي إستخدمها الكاتب مثل توقف الساعات أو هالات النور أو تغير شكل الحديقة وروادها والمكان حولها قرب النهاية كانت معبرة وغير مفتعلة
كتبت على صفحة الفيس بوك أني أقف على عتبات البهجة ، فإكتشفت أني الوحيد على مايبدو الذي لم يكن قدر قرأ الرواية بعد ، فأجد أخي قد قرأها منذ فترة وتلك تخبرني أنها قراتها منذ مدة ، وربيع كتب عنها أو من وحيها ، وحفصة أكدت لي على جمالها ، وهبة قد أعجبتها عندما قرأتها ، وهذا هاني جورج يعود ويؤكد لي أنه يعتبرها أفضل رواية قد قرأها حتى الآن ، وهذا رأي لايجب المرور عليه مرور الكرام عندما يحمل صيغة الأفضلية لشخص من محبي القراءة
***********************
ماأحزني في عتبات البهجة ، هو خبر قيام فاروق الفيشاوي بإنتاج الفيلم والإشتراك في بطولته ، وخوفي من ذلك أن يقوم بأداء شخصية حسن ، ولو فعلها فسأرفع عليه قضية
looooooooooooooooooooooooool
ReplyDeleteارفع القضية باسمنا احنا الاتنين
انا الجملة بتاعت القصة
اللي هي تبدا بالوقوف على عتبات البهجة
الى اخره
اثرت فيا اوي لما قريتها من سنتين و شوية يمكن
و حطاها على راس البلوج
جملة اكتر من عبقرية بكل ما تحملة من وصف لحالات كتير مننا بيعدوا بيها
تحياتي ليك و تحياتي لايام ظريفة في المؤتمر
I WILL TRY TO GET THIS NOVEL SOON.
ReplyDeleteNICE BLOG
يقول الاستاذ عبد الرحمن الشرقاوى عن كتابات ابارهيم عبد المجيد
ReplyDeleteلمم تتح الظروف له ان يكتب على نحو منتظم ومع ذالك فقد اثرت كتاباته فى كل اللذين حاولوا ان ينتجوا فنا واقعيامصريا
والحقيقه اتلهف لمعرفه ماهو الفرق بين الحديقه فى قصته الوقوف على عتبات البهجه والحديقه فى مقدمه الطبعه الاولى لقصته ايام الطفوله عام 1961 حيث يصف نفسه انه احدى الاشجار التى مر عليها الربيع دون ان تورق هل مازال ت تلك رؤيته لنفسه بعد تلك العقود التى مرت ياريت اعرف الى ان تتاح لى قراءه الكتب الذى يتحدث عن فئتى العمريه شكرا استاذ احمد
مدونتك كانت بوابه الدخول الى عالم رائع ومدهش من الفكر ادخل هذا العالم واتجول فيه يدهشنى هذا الكم الهائل من التنوع الفكرى
تقبل تحياتى
من أجمل الروايات اللي قرأتها لإبراهيم عبد المجيد فعلا
ReplyDeleteقرأت له أيضا البلدة الأخرى
لكن عتبات البهجة فعلا أبدع فيها بسلاسة وخفة الكلمات كما ذكرت
أحييك على اختياراتك لما تقرأ
تعرف
شجعتني أقرأها تاني
"الوقوف علي عتبات البهجة أفضل من البهجة ذاتها "
ReplyDeleteكلمة حلوة حقا
وعلي فكرة انا كمان لم أقرأ هذا الكتاب ولكن سوف أفكر بقراءته قريبا
الرواية فعلا مبهجة.. بتسيب مع اللى يقراها بعد مايخلصها حالة من الفرحة دمها خفيف قوي
ReplyDeleteاما لو فاروق الفيشاوي عملها فيلم من بطولته .. فأنا كمان معاك في القضية
اخيرا شكرا بجد لثقتك في رأيي في الرواية
:))
غريبة جدا...أنا ماحبتهش خالص!
ReplyDeleteلم أشعر بجديد فيها ......أو متعة مفرحة. كما ينبغي في كتاب جيد
لدرجة شككتني في حبي لابراهيم عبدالمجيد!
أنا كمان لسه ماقريتهاش يافندم
ReplyDeleteيعني حضرتك مش اخر حد ولا حاجه
(:
الواحد نفسة ف اي بهجة .. حتي و لو ف رواية !!
ReplyDelete