عندما نتعلم من الحيوانات
عندما شاهدت هذا الفيديو وجدت من الظلم أن أبعثه للآخرين من خلال الفيس بوك ، ولايكفي أن أضعه في تدوينة وأرحل دون أن يأخذ حقه من التحليل لما فيه من صراع ومفاجأت ودروس مستفادة وتغيُر المواقف وموازين القوى من جانب لآخر
هذا الفيديو شاهده على اليوتيوب حتى كتابة هذه التدوينة مايزيد عن ثمانية عشر مليونا وستمائة ألف مشاهد ويشاهده يوميا مالايقل عن مائتين ألف زائر ، وعدد التعليقات عليه تعدت الستة عشر ألف تعليقاً ، وقالت عنه مجلة التايم الأمريكية أنه من أهم وأسخن وأكثر مشاهدة ماتم رفعه على شبكة الإنترنت على الإطلاق دون أن يحتوي على أشهر النجوم في مواقف ساخنة أو إباحية أو أهم السياسيين في لقطات أدت لنهاية حياتهم السياسية ، وقال عنه تشاد هارلي مؤسس اليوتيوب أنه من أفضل الفيديوهات على شبكة الإنترنت
الفيديو في ثمان دقائق وثلاثة وعشرون ثانية قام بتصويره كما يبدو أحد الهواة بطريق المصادفة عندما كان يزور إحدى الغابات المفتوحة في جنوب افريقيا وتحمل إسم كروجر ناشيونال بارك
الفيديو في ثمان دقائق وثلاثة وعشرون ثانية قام بتصويره كما يبدو أحد الهواة بطريق المصادفة عندما كان يزور إحدى الغابات المفتوحة في جنوب افريقيا وتحمل إسم كروجر ناشيونال بارك
رجاء لاتكتفي بالقراءة .. ولكن إحرص على مشاهدته كاملا
يبدأ الفيديو بقطيع من الجواميس البرية يتقدمهم بمسافة جاموستان وجاموس صغير وكانت هذه هي الغلطة الأولى وهو إبتعادهم قليلا عن رفقائهم ، وعلى مسافة ليست قصيرة في إتجاهم يرقد خمسة أسود أو لبؤات في حالة إسترخاء سرعان ماتبدأ في الإنتباه إلى الصيد القادم والتجهيز والتحفز للهجوم ، حتى يقترب الثلاثة وينتبهوا للبؤات يستديروا بسرعة كبيرة للخلف راكضين في وقت إنطلقت فيه الأسود بسرعة رهيبة وكان تركيزهم على الحلقة الأضعف الجاموس الصغير الذي إلتقطته إحدى اللبؤات وبسرعتها الرهيبة سقطت به في البحيرة بينما إختفت من الصورة الجاموستان والدا الجاموس الصغير ، إلى هنا والمشهد عادي حتى إلى مابعد ذلك عندما تتكالب الأسود إنقضاضا على الجاموس الصغير في المياه على جانب البحيرة كُل للحصول على نصيبه ، أو إنتظارا لإخراجه من البحيرة .. كل أسد يحاول السيطرة على الجاموس الصغير بقبضته من ناحية بينما يصارعهم الجاموس الصغير طمعا في الحياة ، وبينما تقترب الأسود من إخراجه من البحيرة شبه جثة هامدة يحدث مالم يكن في الحسبان وتظهر المفاجأة الاولى ، يخرج تمساح من أعماق البحيرة ليجذب الجاموس الصغير إلى البحيرة ثانية طمعا في الوليمة ليصبح الصغير بين تجاذب أفكاك اللبؤات من ناحية وفكي التمساح القوي من ناحية أخرى ويستمر هذا التجاذب طويلاً بين أخذ ورد مثل لعبة شد الحبل حتى تنجح الأسود في الفوز بالغنيمة وتخرج به إلى البر ، ويبدأ كل أسد يأخذ موقعه على شكل دائرة حول الجاموس الصغير للحصول على نصيبه ، وهنا تظهر المفاجأة الثانية تتحرك الكاميرا مسافة قصيرة لنشاهد قطيع هائل وأعداد بالعشرات من الجواميس البرية تتحد في خطوة واحدة وتقترب من الأسود قبل البدأ في إلتهام الوليمة ، لم تهتم الأسود في البداية ولم يتحرك لها ساكنا ولكنها مع كل خطوة إقتراب تشعر بالقلق حتى جاءت لحظة وقف فيها الطرفان في مواجهة الآخر لايفصلهما إلا خطوة واحدة ، الأسود لاتستطيع أن تهاجم لكثرة العدد بالطرف الآخر ، والجواميس مهمتها ثقيلة لقوة أنياب الأسود .. حتى تبدأ مجموعة من الجواميس مهاجمة أحد الأسود الذي لم يجد بُداً من الفرار هارباً بينما بقية الأسود مازالت محيطة بالضحية في محاولة للفوز بأي غنيمة ممكنة ، لحظات صمت وتفكير من الجواميس المتجمعة حول الأسود حتى يتقدم أحدهم بقوة ناطحاً الأسد الثاني مطيحا به في الهواء ، بينما يقوم بقية الجواميس بعمل نصف دائرة تحيط بالأسود والنصف الآخر هو البحيرة ، ونشهد لأول مرة الأسد يهرب ويجري ورائه الجاموس حتى بعد مسافة كبيرة مازال الجاموس يطارده في واحد من المشاهد النادرة ، ثم يبدأ الهجوم على الأسد الثالث بنفس التكتيك .. وهنا تحدث المفاجأة الثالثة والرهيبة والغير متوقعة ... يصرخ من يقومون بالتصوير .. الجاموس الصغير مازال حياً بل نجده ينهض ويقفز عَدواً في حماية قطيع الجواميس بينما مازال هذا القطيع يُهاجم الأسدان الباقيان حتى يفران الواحد تلو الآخر ومن ورائه يطارده الجاموس البري مثلما نراه دائما ولكن في مشهد معكوس عند مطاردة نمر لغزال بري
أعتقد أن الدروس واضحة جداً من هذا الفيديو على حال عالمنا العربي المعاصر ، إبتداءاً من شرود القلة عن بقية القطيع ، إلى إنتقاء القوة الكبرى النقطة الأضعف التي يسهل الفتك بها ، إلى ظهور قوى تـُنازع القوى الكبرى متمثلة في التمساح ولكن فقط من أجل النيل بحصتها من الغنيمة وليس من أجل الإنقاذ ، ولم يأتي الإنقاذ إلا بإلتفاف القطيع وإتحاده بالرغم من ضعفه في مواجهة القوة الكبري التي كادت أن تتقاسم الغنيمة ، حتى أسلوب الإنقضاض لم يكن سهلاً بالنسبة لهم فكان يحتاج كثيرا من الكياسة والفطنة وتقدير قوة الآخر ومنها تحققت المعجزة وتم تحرير الضحية التي مازالت تحيا بيننا
ياترى نقدر نتعلم ولو مرة واحدة ... حتى ولو من الحيوانات
فيديو بديع
ReplyDeleteودرس رائع
وقلم قوي يستدعي الافاقه
واتحدت الحيوانات ومازالنا ننظر اين نحن ؟
بجد مبدع يا أستاذ أحمد
ووصف رائع جميل
ReplyDeleteفيه أظن عند 5 دقايق و50 ثانية قفزة مبالغ فيها من أحد الأسود على القطيع عملت فزع أدى إلى بداية تحرك للقطيع كله
نفسي يتم الانتباه إليها
قد اية بوست مميز يااحمد
ReplyDeleteعشرة على عشرة
وياريت بنى اليعرب
يتعلم من الجاموس
القوة فى الاتحاد
تحياتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteرائعه
ومنين نجيب ناس لمعني الكلام يتلوه
سياسة فَرِّق تَسُد أصبحت متأصلة فى الدول التى أٌستعمِرت لفترات طويلة. لكن بتحصل هبّات على غير توقع وبتجيب نتيجة رغم الحرص الشديد على منعها
ReplyDeleteياترى لو الجموسان الكبار تصدا بجرأة للأسود فى البداية كان ممكن الأسود تتراجع.. خاصة أن المسافة بينهم وبين القطيع لم تكن كبيرة؟ حتى عندما أحاط القطيع بالأسود إحتاج الأمر لجاوموس واحد عنده الجرأة للهجوم
فيديو رائع شكرا
ReplyDeleteسبحان الله بجد عالفيديو التحفه ده
ReplyDeleteفعلا الاتحاد قوة :D
وكلامك اجمل بالوصف اللى وصفته
فيديو رائع...ووصفك للاحداث متميز جدا جدا...لولا مشاهدتي للفيديو لما صدقت ان شيء كهذا من الممكن ان يحدث فعلا
ReplyDeleteإختيار موفق واسقاط زكى غير مستغرب على مثلك
ReplyDeleteان لم يخدعنى نظرى . . لاحظت ان من قاد الهجوم واطاح بأول وثانى لبؤة هو نفس الجاموس وان من طارد غالبيتهم منفرداً جهة اليمين هو هو نفس فحل الجاموس (اغلب الظن انه الأب) - فضلاً عن روح الجاموس ينقصنا هذا القائد
اما رداً على سؤالك ياترى نقدر نتعلم ولو مرة واحدة ... حتى ولو من الحيوانات فإجابتى قاسية
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
صدق الله العظيم
جزء 19 - سورة الفرقان - أيه 44 - صفحة 364 مصحف المدينة
اعرف يا استاذي العزيز هذا المقطع منذ زمن بعيد
ReplyDeleteلكنه يحنقني
يقتلني
يكاد يجتث صبري
لأنني ارى الكل من حولي
وقد صار مستهجنا لروح الثورة
مستغربا من الشعور بالعزة
راضيا بالاستكانة
ومستلذا بالمهانة
استاذي العزيز وصديقي
اكاد من فرط دهشتي
اصدق اننا لن نتعلم أبداً من هذا القطيع
!!!
------------
اشكرك على المظاهرة الرقيقة منك على الفيس بوك في تهنئتي بعيد ميلادي
حقاً كان لفتة رائعة منك سأعتز بها طويلاً
تحياتي
انا كنت شفته قبل كده
ReplyDeleteوفعلا هو أكتر من رائع
الغريبه ان الموقف فعلا بيمثلنا بالظبط
بس مين اللي يتعلم
شكرا لحضرتك لعرض هذا الفيديو
ReplyDeleteسبحان الله
يد الله مع الجماعة
بس مين يفهم
أنا بصراحة محرج من حضرتك جدًا ، بس كل اللي حابب أقوله إني أشكرك لزيارات حضرتك(المتخفية) لمدونتي
ReplyDelete.
.
تحياتي
سبحان الله
ReplyDeleteما تعلمته الحيوانات بالفطرة و ما تجيده بمهارة
لم نتعلمه نحن رغم العلم و التطور
وهذا يحدث عندما تغلب المصلحة الخاصة على العامة لدرجة انها تصنع حولنا أسوارا لا نرى من خلالها سوى أنفسنا
هكذا هاجموا عبد الناصر عندما انشل بالقضية العربية ودفع بمصر و شعبها لخدمتها غير عابئا بأضرار ذلك
وهكذا هاجموا السادات و انصرفت عنه سوريا و الاردن في اتفاقية السلام
لولا ذلك لكانت الجولان لهم منذ زمن
حقا لعلنا نتعلم يوما من الحيوانات
انا مندهش !! سبحان الله
ReplyDeleteمين بالظبط اللى يتعلم من الحيوانات فى امتنا العربية الغريبة دى
ReplyDeleteابناء البيت الواحد
ابناء القرية الواحدة
ابناء المدينة الواحدة
ابناء المحافظة الواحد
ابناء الدولة الواحدة
ابناء الامة الواحدة
مين بالظبط يا بشمهندس ؟
!!!
شوفت الفيديو على اليوتيوب وكان تعليقى الوحيد سبحان الله
ReplyDeleteبس وصفك له اداله طعم تانى
محمد مفيد
ReplyDeleteهو فعلا درس قدمته لنا الحيوانات لعل الحل يكون فيه
عصفور المدينة
بالفعل لقطة تنبهت لها عندما علقت عليها وكانت بداية المعركة
تامر نبيل
التعليقات كمان على الفيديو في اليوتيوب ..أكدت نفس كلامك
خمسة فضفضة
فعلا .. الفهم واستيعاب الدروس هام وبدونه نظل محلك سر
عدى النهار
تساؤل هام .. وهو التصدي دون تراجع أكيد كان السيناريو إتغير وماوصلش للحالة دي .. بس رد الفعل السريع الجاهز للأسف نادرا مايتواجد لعدم وجود دراسات لحالات الطوارئ والكوارث وكيفية التصرف فيها
ايه اس
العفو .. وشكرا على الزيارة
سفاح كرموز
وأنا معاك فعلا غن الغتحاد قوة ولكن تغيب عنا هذه الفكرة غالبا
مارفل
جمال الفيديو هو الذي ساعدني على وصف الحدث بكل سهولة دون إعادة تغيير بعض الجمل او الكلمات
محمد عبد الغفار
اعدت مشاهدته ثانية وبالفعل كان هو واحد قائد الهجوم ولولاه لتغير التكتيك كثيرا .. ولكنها شجاعة المبادرة بيفكرني بدور يوسف صديق في الثورة
الآية قوية ومعبرة ومؤثرة في هذا الموقف
صاحب البوابة
بالفعل ترجمة الفيدو على حالنا في الواقع واضحة وتاتي على بالي كل من يشاهد الفيديو من الوهلة الاولى
إسراء
بالفعل التصوير مطابق جدا لكثير من واقعنا المعاصر ولكن الجديد فيه انه يحتوي على الحل ولكن يبدو انه صعب التحقيق
شيئ مني
بالفعل انا فضلت عرضه هنا زي ماقلت في المقدمة .. لما فيه من تغير لموازيين القوى
إبراهيم .. معايا
ياابراهيم .. إنت ومدونتك دايما محل زيارة وقراءة بالرغم من قلة التعليقات بس متابعك دايما يافنان
هنودة
بالرغم من اني كنت اقصد الوضع الحالي بس انتي اخدتينا لفترة سابقة لم انتبه لها ولكنها بالفعل تنطبق على ماقولتيه في زمن كان ينادي بالوحدة العربية التي انتهت عندما ظهرت المقاطعة والطمع في دور القائد والرائد
كراكيب
بالفعل ياهاني شيئ غير معتاد ومخالف لقوانين الطبيعة ولكنها دائما ارادة الله حتى مع الحيوانات
طاهر
سؤال مهم .. لما فكرت فيه لقيت كل اللي انت قلتهم ياريت يتعلموا من الحيوانت .. طبقها كده هتلاقيها صح
شحرة الدر
تلقائية الفيديو وجماله هيا اللي وفقتني في وصف الحدث
شكرا للحيوانات
وشكرا وتحياتي للجميع
بالنسبه للفيديو فهو في منتهخي الروعه و كفايه أنه فكرني برياضه في الغابه في برنامج مواقف و طرائف
ReplyDelete:)
أما اننا نتعلم من الحيوانات فأشك ...طب علي الاقل هما اتجمعوا بسرعه ساعه الخطر إانما احنا ساعه الخطر يا إما بنجري أو بنتهم بعض بالخيانه العظمي
:)
تحياتي
سبحان الله
ReplyDeleteانا فضلت متنحة و انا بتفرج على الفيديو
انا من احب القنوات عنجي هي قنوات ناشوينال جيوجرافيك و ديسكفري لما بيعرضوا افلام عن الحيوانات
متقدرش تقول حاجة غير سبحان الله و كتير كمان
ازاي بيعيشوا
ازاي بيتعاملوا مع بعض و مع اعدائهم
عالم تاني خالص
بجد شكرا للتحليل الواقعي ده
تحياتي
والله يا استاذ احمد لا تعرف كم اثر فى هذا الفيديو لانه يعبر اكثر مايعبر عما تعيشه الامة العربية خاصة وعما نعيشه نحن فى مصر شعبنا لا يعرف كيف يتكاتف لمحاولة طرد هذة المجموعة المفترسة والتى لا تجد من يقف فى طريقها ويبعدها الى اقصى مكان على سطح الارض ياريت يا استاذ احمد نتعلم من الحيوان لاننا فقدنا الكثير من معانى الكرامة
ReplyDelete