Tuesday, November 13, 2007

هو فيه إيه ؟


هو فيه إيه ؟


agaga
© Photo Copyright :
Momo Momo



من زمان وإحنا بنسمع عن ترزية القوانين ، الناس اللي بكل بجاحة بتألف قوانين عشان صالح شخص بعينه أو فئة محددة ، ومن مدة بسيطة كتب فهمي هويدي عن ترزية التاريخ والناس اللي بتزيف في التاريخ وبتفصله بشكل خاص لصالح شخص بعينه أو فئة محددة ، وأخيرا أصبحنا نسمع عن ترزية الفتاوي ... لا أحبذ دائما إنتقاد الأزهر الشريف ولا أميل إلى من ينتقد شيخه فمازلت أعتبر هذا الموقع هو أعلى وأسمى رمز معاصر للدين الإسلامي بعد أن إعتلاه قمة أئمة وشيوخ ديننا في العصر الحديث ، ولكن .. وآه من لكن .. أن يتم توجيه الفتاوي لصالح شخص معين أو فئة محددة شيئ غير مقبول وغير ومعقول بالمرة .. من الممكن العبث بالقوانين ومن الجائز العبث بالتاريخ ولكن العيب كل العيب العبث بالدين ، مامعنى أن يلفق لأحد الصحفيين تهمة ترويج الإشاعة وتظهر فتوى في اليوم التالي تقول أن مروج الإشاعة يستحق الجلد ثمانون جلدة على قياس أن مروج الإشاعة مثل الذي يقذف المحصنات والمحصنة هي المرأة الحرة العفيفة المتزوجة مصداقاً لقوله تعالى "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون" ، مامعنى أن يأمر ظابط بدهس سيدة وقفت أمام سيارة شرطة متوقفة تمنعها من أخذ أحد أفراد عائلتها وهي تعلم جيداً أنه لن يستطيع أن يتحرك بالسيارة ، ولكنه يسحلها لمسافة طويلة قبل أن تدهسها عجلات السيارة لتسقط قتيلة ، فتظهر فتوى عقب فتح القضية أن من يقف أمام سيارة فتقتله فهو في حكم المنتحر ... قد تكون الفتوى في عمومها صحيحة ولكن هناك من يأخذها ليضعها في موقع غير موقعها بإسم الدين ... هو فيه إيه ؟

ديننا يكفل حرية العقيدة بشروط .. لاأهتم بمن يتحول عن دينه لدين آخر بقدر ماأهتم بالأسباب التي تدفعه إلى ذلك ..
أنجيلا كولينز فتاة شقراء من كاليفورنيا يبدو أنها ممثلة مغمورة تحولت من الكاثوليكية إلى الإسلام ومن يقرأ شهادتها يشعر بمدى إقتناعها بهذا التحول بعد دراسة وبحث وتحليل وتفكير حتى عائلتها التي مازالت على الكاثوليكية رحبت بذلك طالما أنه ناتج إقتناع وتدبر ، أخبرتني إحدى المدونات بقرار إحدى المصريات المسلمات بالتحول للنصرانية ، والأسباب أنها تزوجت مرتين وطلقت وحيث أن الدين المسيحي يحرم الطلاق بحسب معلوماتها فإنها تريد التحول للنصرانية .. ياسلام .. فبدلا من أن تبحث الزوجة عن اسباب طلاقها حتى وإن كان سوء إختيار منها وليس عيب فيها فإنها تفضل الدين الذي يحرم الطلاق ... هو فيه إيه ؟


حالة من الإكتئاب تنتاب الكثيرين حاليا لتدهور وتدني الأحوال في جميع المجالات ، ففرصة عمل جيدة للشباب تكاد تكون شبه معدومة ، مستوى التعليم الحكومي في تدني كبير وتأخر كثيرا عن تقنيات وأساليب التعليم الحديثة ، الأخلاق العامة والسلوكيات تحولت وكأننا في عصور الجاهلية ، الصحة والمستشفيات وحق المواطن في تلقي خدمات صحية تليق به تخلفت كثيراً ، السلبية والتجاوزات والبلطجة وعدم إحترام النظام ولاتطبيقه بشكل عادل أصبحت أمور إعتيادية ، عدم إحترام المواطن وإهانة آدميته أصبحت هي الأمر الشائع ، الفكر المغلق والثقافة الغائبة والظلم والعبث بالدستور والأخلاقيات الفاسدة أصبحت من مفردات هذا الزمن ، في ظل هذا الحصار الخانق يصبح شعار مثل مصر بتتقدم بينا يمثل شعار يبعث على التقيؤ ، حتى في الغش والخداع والتزييف أصابتنا البلادة وتاه منا الإبتكار في شعار يستطيع أن يزيف الحقيقة ويبعث على القبول .. فلجئنا لشعار يبعث على السخرية ويتسابق الجميع في استنباط شعارات من نوعية مصر بتغرق بينا .. مصر بتموت بينا .. مصر بتتنيل بينا .. بعد كل هذا التأخر من الصعب في هذا الوقت بالتحديد رفع شعار زي مصر بتتقدم بينا .. لما شفت الشعار ده حسيت إني كنت أقرب الشبه باللمبي وهو بيهز راسه وبيقول نعم لما بيسمع كلمة أجنبي .. قال مصر بتتقدم بينا قال .. هو فيه إيه ؟