رسالة في البريد الإلكتروني – الحب بالكلمات

رسالة في البريد الإلكتروني – الحب بالكلمات

"من وحي عيد الحب"

© Photo Copyright : Jcfilizola

كان هذا جزء من رسالتها

تأثرت كثيراً عندما وجدت في صندوق بريدي الإلكتروني تهنئه منه لي في عيد الحب ليس بسبب أنه تذكرني فأنا أدرك أنه لن ينساني ، ولكني تأثرت لأنني كنت أتوقعها بل وأترقبها من شخص آخر ، شخص يعيش معي .. يعيش كل أحلامي وآمالي وأوجاعي ويدرك جيداً مدى إحتياجي لهذه المشاعر.. توقعت أن الفرصة جاءت له ليعبر لي عن حبه بصورة أكثر تأثيراً وأكثر حرارة .. لعله يحرك المياه الراكدة ويثير أمواج البحر الميت بداخلي خاصة بعد ما تحدثت معه وطلبتها منه صراحة لكنه للأسف لم يحاول أن يحرك ساكناً

وكان هذا هو الرد

كثيراً منكن يتسائل لماذا تكون كلمات الحب ثقيلة من الزوج لزوجته .. يتذكر الرجل عيد الحب عندما يكون أعزب يعيش قصة حب ، وإذا كان غير مرتبط فهو ينسج حالة حب وهمية كي يعيش الحب ويسعد بالتعبيرعن حبه لحبيبته .. وعندما يتزوج لايتذكر كثيراً أعياد الحب والميلاد والزواج .. من الجائز أن يتذكر ذلك إذا كان يخص الآخرين دون زوجته .. الغريب أن يكون الزوج نفسه محباً لزوجته وينسى أن يمارس علاقة الحب بالكلمات .. وزوجك وكما أعلم عنه عاشقاً لك لاهم له إلا إسعادك متجاوزاً أموركثيرة قد تسبب ضيقاً له .. يبدو أن الرجل يفضل التعبير عن الحب بالأفعال أو بتجاوز أخطاء الزوجة من واقع حبه لها ، ولكن يشق عليه كثيراً أن يعبر عن الحب بالكلمات .. التعبير عن الحب بالكلمات قد تجده المرأة أسهل شيئ بالإضافة الى أنه أهم طريقة للتعبيرعن الحب بالنسبة لها .. أما الرجل بعد الزواج فيجد صعوبة كبيرة في ممارسة الحب بالكلمات فتلك طريقة يعتبرها الرجل سلبية وغير كافية وليست هامة ولا تعتبر أساساً تعبيراً عن الحب .. فخلال مشاكل الحياة اليومية التي تواجه الطرفين معاً يجد الرجل في التعامل مع تلك المشاكل ومحاولة حلها هي الطريقة الإيجابية للتعبير عن الحب ، فالتعبير عن الحب بالكلمات يعتبرها الرجل خاطئاً نوعاً من أنواع التصنع فالزوجة معه يومياً يواجهان معاً مشاكل الحياة فيعتقد الرجل من خلال تلك العلاقة اليومية مدى إدراك الزوجة لقوة حبه لها .. فلا داعي للكلمات .. فالكلمات وجدت وقيلت في وقت لم يشتركا فيه معاً في معترك الحياة، وهذا إختلاف نسبي هام بين الرجل والمرأة في التعبير عن الحب بالكلمات

إحتفيت بزوجتي أجمل إحتفاء خلال وجودها معي بضعة الأيام التي قضتها معي هنا ، وعند سفرها أخبرتني أن تلك أحلى أجازة قضتها في حياتها فضلاً عن تصريحها لي بأنها لم تكن تحبني سابقاً كل هذا الحب التي شعرت به فترة وجودها معي .. وقد تأثرت حالتها النفسية عقب رجوعها بشكل كبير لإفتقادها لي بشكل غير مسبوق .. وتلك شهادة جعلتني أحلق في السماء أن أسمع تلك الكلمات من حبيبتي قبل زوجتي
أمس تلقيت رسالة منها على جوالي تنتقد عدم إرسالي لها أي تهنئة بمناسبة عيد الحب .. أدركت وقتها كيف فاتني هذا الأمر في خضم تلك الدرجة العالية من التواصل العاطفي بيني وبينها بالرغم من تعدد الرسائل والمكالمات اليومية بينا .. لم أستطع ان أدعي النسيان حيث أتابع طوال الأيام السابقة بشكل مكثف الحديث عن عيد الحب .. ولا أخفي سراً أن تلك ليست المرة الأولى .. فأنا إعتقدت أن تواصلنا اليومي كان كافياً ليعبر عن حبي لها غير منتبهاً أن التعبير عن الحب بالكلمات مازال له الأولوية والأهمية الأولى بالنسبة للمرأة وخصوصاً لو كانت زوجة

سيدتي .. لا تجهدي زوجك .. هو رجل وتلك طبيعة الرجال ومهما لفتي نظره لذلك ومهما توقعتي أن الأمر له سهل للغاية ، ولكن للمحب الواقعي فعلا مازالت تلك مهمة شاقة .. شاقة جداً لا طاقة له بها .. راجعي تصرفاته وأفعاله الأخرى سوف تجدي منها مايعبر عن حبه لكي .. قد تكون أفعال أو تضحيات تعبر عن ذلك الحب بالنسبة له أهون وأهم كثيراً من التعبير عن الحب بالكلمات

وكلمة أخيرة للأزواج وأنا أحدهم .. عندما تحب زوجتك لاتغفل أبداً أن تعبر لها عن ذلك صباحاً ومساءاً .. فهذا أهم لها من كل مجهود تبذله لحل مشكلة تواجهكما .. فهي قد تغفل ذلك ولكنها لن تنسى كلمة حب قلتها لها بصدق في وقت غير متوقع ولن تغفر لك عدم ممارسة الحب بالكلمات مهما مارست الحب معها بطرق أخرى

تحياتي

شقير