Wednesday, November 11, 2009

قراءة .. حول ترشيح البرادعي للرئاسة





ما صرح به محمد البرادعي عابراً في حديثه مع قناة السي إن إن مساء الخميس الماضي لم يمر عابراً بدءاً من يوم الجمعة وطيلة هذا الإسبوع ، فقد ظهرت ردود فعل قوية تجاه تصريحه من أنه لا يستبعد نفسه من الترشح للرئاسة عام 2011 إذا كانت هناك ضمانات بأن تجرى في حيدة ونزاهة ، وفي ضوء بعض ردود الأفعال وجدت هناك أموراً كثيرة يجب وضعها في نصابها

أولها وقبل الدخول في بعض التحليلات يجب الإقرار بأن الوضع الحالي لايسمح دستورياً بترشح محمد البرادعي طبقاً للمادة السادسة والسبعون من الدستور المصري ، وحتى يتمكن البرادعي من دخول سباق الرئاسة يجب أن يكون ضمن الهيئة العليا لأحد الأحزاب التي لديها عضو واحد على الأقل منتخب في أي من مجلسي الشعب والشورى خلال آخر إنتخابات ، كما يجب أن يكون قد مضى عليه عام على الأقل ضمن الهيئة العليا لحزبه ، وبالتالي يسقط دستوريا حزب الجبهة الديمقراطية لأسامة الغزالي حرب من الترشح في سباق الرئاسة لعدم وجود أي منتخبين لديه في أي من المجلسين إلا إذا فاز أحد أعضائه بمقعد في إنتخابات مجلس الشعب 2010 ، ولاتتبقى حرية الترشح لأي من الأحزاب مؤكدة إلا لحزب التجمع حيث يوجد له مقعد منتخب بمجلس الشورى كفيل بترشيحه فضلاً عن مقعدين بمجلس الشعب غير مؤكدين لوجود إنتخابات جديدة في عام 2010 ، حزب الوفد لا يوجد لديه أعضاء منتخبين في مجلس الشورى وله ستة أعضاء في مجلس الشعب

لذلك حتى يصبح البرادعي لائقاً دستوريا للترشح لايوجد بديل له سوى الإنضمام للهيئة العليا لأحد الأحزاب قبل مايو 2010 والتي لها أعضاء منتخبين في أي من المجلسين ، والحزب الوحيد المضمون هو حزب التجمع لوجود عضو له في مجلس الشورى ، أما الوفد وغيرها فيجب أن يكون منضماً لها قبل شهر مايو من عام 2010 على أن يضمن أن يكون لها مقاعد في إنتخابات مجلس الشعب فن نفس العام 2010 ، وهو مايمكن أن يكون قابلاً للتحقيق أكثر في حزب الوفد والذي يعتبر أكثر الأحزاب ملائمة لطبيعة البرادعي لطبيعته الليبرالية ، إذن الأحزاب اليسارية كالتجمع والناصري لاتناسب فكر البرادعي الليبرالي ، والأحزاب الليبرالية كالوفد والغد والجبهة الديمقراطية لايناسبه إلا الوفد ، فهناك صعوبة في حصول الجبهة على مقعد في إنتخابات مجلس الشعب وخصوصاً إذا إنضم لهيئته العليا البرادعي ، والغد بتشكيله الجديد فرع موسى مصطفى موسى والمعترف به رسمياً من الدولة موالٍ للحكومة ولن يقبل بترشيح البرادعي

هذا من الناحية القانونية .. نترك ذلك بعيداً بالرغم من صعوبته ، ونذهب للأراء التي تنادي بالبرادعي رئيساً للجمهورية وهؤلاء وجهة نظرهم أن منصب البرادعي على قمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو منصب سياسي من الأساس ، وعليه فالرجل ليس بعيداً عن السياسة فضلاً عن نضجه وقوة علاقاته بالمجتمع الدولي مما يسمح له بالقيادة ، وهو منطق من الممكن أن يجد صوتاً في بلادنا ، وعلى الرغم من أن المسألة لا تحتاج إلى ذلك كثيراً ، أو تحتاج لما هو أكثر من ذلك بكثير ، ذلك يتوقف على حسب ماتريده من تلك الشخصية في الحكم ، فلو كنت تبحث عن رجل يدير الحكم بالصورة الراهنة فملايين تصلح لحكم مصر كرئيس دولة ، أما إذا كنت تبحث عن زعيم يستطيع أن يحدث إنقلاباً وتغييراً عن الوضع الراهن بقرارات حاسمة وصارمة وقدرات قيادية مؤثرة مثل السادات على سبيل المثال ، فذلك صعب المنال في البرادعي أو في آخرين فتلك من نوادر التاريخ أن يلقي لك برئيس تجده زعيماً قادراً على التغيير ، ولك مثال في الرئيس البرازيلي لولا ومدى التطور الذي أحدثه لبلاده والنقلة الكبيرة التي حدثت وهزت الشعب البرازيلي كله

تسائل البعض كيف يؤيد ترشيح البرادعي وهو لايعرف ماهو برنامجه الإنتخابي ، وطبيعي أن يكون الرد على المتسائل وبالرغم من مشروعية مطلبه حنانيك ومهلاً على نفسك ، عن أي برنامج تتحدث ومنذ متى كان الإنتخاب لدينا بالبرنامج ؟ ومتى كان برنامج المرشح عاملاً مؤثراً في الإنتخاب ؟ حتى لو تجاهلنا محاولات التزوير ، البرنامج الإنتخابي لدي مرشحينا في أية إنتخابات هو واجهة تكميلية معدة سلفاً ، وأكاد أجزم أن أحداً من أعضاء الوطني العاديين أو حتى هيئته العليا يعرف برنامج الرئيس عام 2005 دون أن يعود إلى المراجع ، فالوحيد في بلادنا الذي يعرف برنامج المرشح هو من قام بصياغته ، والأمر ممتد لأحزاب أخرى تنافست في الإنتخابات السابقة مثل الغد والوفد ، المقياس والمعيار لدى الناخب في أي إنتخابات حتى لو كانت نادي أو نقابة مازال هو شخصية المرشح يعني يكون جدع وإبن حلال وطيب وباين عليه كده إنه كويس

النقطة الهامة ... هل يترك الوطني أي محاولة جادة للترشيح من أشخاص يمكن ولو من بعيد أن تهدد مرشحه تمر مرور الكرام ، هل بعد تلك الأعوام من الترتيب والتعديلات الدستورية وتهيأة المناخ العام للتوريث أو حتى التمديد ، هذا مايمكن أن يطلق عليه جدياً خط احمر ، فلم يكن ماحدث لأيمن نور وحزبه من قبيل المصادفة أو من أجل عيون القانون ، وماحدث لنعمان عاشور وإضعاف حزب الوفد بالحرب الأهلية من سياق خلافات أهل البيت ، ولا عدم الموافقة على أحزاب جديدة تحت التأسيس بسبب عدم وجود جديد ببرنامجها الحزبي هو من قبيل المصادفة ، ولا الهجمة الشرسة والإعتقالات الذكية لأعضاء جماعة الأخوان من قبيل الدعابة .. كلها ممارسات على مدار أعوام كانت هدفها تهيئة الأمور للإنتقال السلس للسلطة ، وهكذا هل تعتقد أن تكون أي محاولة جدية من البرادعي أو غيره قد يسمح لها باللعب في المنطقة الحمراء ، هناك أسماء إختارها المواطنون كبديل لن يجروأ أحد منهم على الترشيح وإلا كانت النهاية لهم ، وهم من الذكاء بأنهم يدركوا أصول اللعبة جيداً فيعرفون ماهو حرام وماهو حلال ، عمرو موسى مثلا هو إبن النظام في النهاية ويعرف أن طرح فكرة ترشيحه في حد ذاته ستجعله في دائرة النسيان ، ومايثير ضحكي فعلا بصوت عال من يطرح إسم كعمر سليمان ، فذلك شخص إما إنه لايعيش معنا أو أنه مازال على عتبة الحياة السياسية ، أما من يطرح أسماء كزويل أو البرادعي فلكم من بعد الله ياشباب مستشفى لطيف في العباسية يجب أن يتولى أموركم

قد يتسائل البعض ولماذا لم يعلن الحزب الوطني مرشحه في إجتماعه الأخير ، وهو سؤال إجابته بديهية ولاتحتاج لقراءات ولا إجتهادات .. مرشح الحزب هو جمال مبارك وعدم إعلان الترشيح يقلل الفترة الزمنية للمعارضة شعبية كانت أو حزبية أو حركات تنظيمة في إنتقاد الإختيار ، بحيث لايكون هناك تشكيل قوي ومؤثر يكسب الوقت في أن تكون لتلك الحملات أرضية ثابتة ودعامات قوية

ومن الآن خاسر من يرشح نفسه بديلاً عن مرشح الوطني ، وخاسر من يستهلك وقته وجهده في أحلام غير شرعية بمفهوم حزبنا الحاكم ، والوحيد الذي فهمها بوضوح كانت جماعة الأخوان التي أعلنت عدم نيتها بالتفكير في إنتخابات الرئاسة وإستوعبت الرواية من سطورها الأولى وإكتفت بدورها الحالي كقوة شعبية معارضة حتى لو كانت محظورة بعدم الرقص مع الذئاب

أما ماصرح به البرادعي فهو يؤكد أن الرجل بالفعل طيب جداً ، وبعيداً جداً عن مصر وعن أحوالها ، بعدما صرح سابقاً بأنه
لايفكر في الترشيح (شكراً عمر الهادي - أسد - على التصويب) ، وهو مايزيد الأمر غموضاً

قد تكون تدوينة صادمة أو مخيبة للأمال ولكنها للأسف قراءة للواقع أتمنى خطئها

10 comments:

  1. عزيزي أرغب في توضيح أن رابط الخبر الأخير في التدوينة والذي تشير من خلاله إلى عودة الرجل لـ"صوابه" يرجع تاريخه إلى الرابع عشر من أكتوبر الماضي، وما جاء فيه يعد موقفاً قديماً بعدما صرح د.البرادعي قبل أيام لسي إن إن باستعداده لخوض الانتخابات إذا توفرت لها ضمانات النزاهة:

    http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=37149&Itemid=28

    ReplyDelete
  2. أتذكر الآن بعد قراءة هذا المقال تلك الفترة التي سبقت الإنتخابات الرئاسية السابقة والتي داعبت فيها الأحلام العديد من الناس في أن يكون هناك رئيسا آخر غير الرئيس الحالي

    أتذكر أيضا أن إحدى المسرحيات قد تناولت هذا الموضوع بحرفية شديدة وقام ببطولتها أحمد بدير

    التدوينة ليست صادمة يا عزيزي بقدر ما هي واقعية جدا جدا .. لكنها الأحلام التي تداعبنا جميعا في أن تتغير الأمور .. أحلام لا تتخطى كونها احلام يقظة

    ReplyDelete
  3. مساء الخير
    اولا بالنسبة للجزء الأول عن الأحزاب القادرة دستوريا على ترشيح البرادعي ، فواضح أنك تنظر لنصف فارغ تماما ، وحديثك عن الأحزاب ممثلا فى أربعة فقط ، لا أعلم سببه ، ويوجد حزب مثل الدستوري الحر له الأن عضو ، واحتمالات نجاحه فى الانتخابات المقبلة كبير ..هذا عن النظري

    اما العملي والذي انتقلت له في تدوينتك المتماسكة ، فقد بُني معظمه على فرضية أن المطالبون بترشح البرادعي ويدعمونه ، فاقدين للنظر والرؤية وربما يحيون خارج مصر مثله ، ونظرة مثالية لمرشح ..يفوز ، وهو ما يتحقق في الديمقراطيات العريقة فقط .
    اما في بلدنا ولن استفيض في الحديث عنها ، فواحدة من أهم المشاكل المطروحة دائما على الساحة ، هو سلبية الجمهور ، الناتجة بنسبة كبيرة من عدم وجود بديل قوي يعلقون عليه أحلامهم ، وكنت دوما ابدي اندهاشي من التعليق علي سلبية الشعب في التواصل مثلا مع "كفاية " ، واتساءل ، كيف يطالبون الشارع بالسير وراء جورج اسحق وعبد الحليم قنديل ورفاقهم في السلاح ، اما الأن فالأمر مختلف ، يوجد وجه أعلامي مقبول جدا من الجمهور ، قادر على حمل احلامهم ، وبمنطق برجماتي ، وجد كل النشطون أنفسهم امام معضلة ، هل نساند رجل نعلم أن نسب نجاحه ضئيلة، ام نقف ونشاهد ونصف المهتمون والداعمين له بالمجانين الذين يستحقون جناج فاخر في العباسية .
    النجاح الحقيقي فى ترشيح البرادعي سيكون التحام بين المواطن العادي والنشطون ومجموعة النخبة ، التحام لو حدث لن ينقطع ، و لو اهتم الناشطون بتعبئة الجمهور بشكل قوي لصالح البرادعي ، عندها فقط ، سيكون من السهل ايجاد حزب يقف وراء الرجل ويرشحه ، سيكون من السهل المطالبة بضمانات انتخابية كبيرة ، سيكون المواطن نفسه هو ضمانة نزاهة الانتخابات ، لأن وجود جمهور وراء ناخب بايمان حقيقي هو ضمانة النزاهة وليس القضاء ..وحتي في حالة فشل كل هذا ، خلق حالة من التضامن مع البرادعي هو النجاح الحقيقي ، لأن الذين يهتمون بانتخاب رجل ، فى حالة فشله ستبقي نسبة ليست بالقليلة منهم مهتمة بالعمل السياسي والعام ، و ستبقي نسبة ليست قليلة منهم مؤهلة للتفكير بطريقة سياسية ، خلق حلم يتورط فيه المواطن العادي ، ويدافع عنه في حد ذاته نجاح ، في ظل بلد اصبحت بلا أحلام .

    ReplyDelete
  4. مع ان البرادعى مش الشخصية المنقذة او سوبر مان اللى هايجى ينتشل مصر من بحور الضياع

    الا اننا ازاى نرضى بفكرة ان محدش هايقدر يقف قدام الوطنى والمطلوب من كل الناس تعمل زى ما عملوا الاخوان

    طيب ازاى هو مش احنا عاوزين تغير هو عمر التغير بيجى من غير جهد

    يعنى هو احنا هانفضل كدة لحد ما الوطنى يقولنا انا خلاص مليش مزاج شوفوا بقى حد غيرى يحكمكوا ساعتها نشغل اغانى وطنية ونفرح ونهيص ونسمى الحدث دة تورة مصر الحديثة

    هو دة الواقع ومفيش اى اعتراض علية
    بس الواقع فية الاوبشن انة يتغير

    ReplyDelete
  5. أما ماصرح به البرادعي فهو يؤكد أن الرجل بالفعل طيب جداً ، وبعيداً جداً عن مصر وعن أحوالها ، بعدما صرح سابقاً بأنه لايفكر في الترشيح

    انا شايف العكس

    الراجل تقيل و مش مدلوق بالبلدى كده

    لم يقل غير انه قد يترشح بشرط ان تكون الانتخابات نزيهة

    و سكت

    مدخلش فى تفاصيل و لا اتكلم كتير

    انا مستغرب برده لأنك بتقول عليه طيب

    !!!!!

    مش قادر اتخيل ان شخص اشتغل

    من

    1964 -1974

    فى وزارة الخارجية

    (مصنع السياسة )

    فى بعثات بنيويورك و جنيف

    و تقولى طيب
    !
    و لا يعرف اصول اللعبة

    ReplyDelete
  6. http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/11/blog-post_11.html

    ReplyDelete
  7. في كلمة أحمد عز أمام مؤتمر الحزب الوطني الاخير قال إن عام ٢٠١٠ هو عام الانتخابات وأن الحزب سيثبت للجميع أنه قدر على "تعبئة" الجماهير لترجيح كفة مرشحيه
    طالما التعبئة موجودة فلن يكن هناك أمل لمنافس ممثل الحزب الوطني مهما كان إسمه أو قوة برنامجه أو نزاهة الإنتخابات

    ReplyDelete
  8. كنت أود أن أرى أحداً يقترح أن يرشح طارق حجي نفسه فهو في رأيي الأنسب لهذا المنصب وله اطلاع واسع على وخبرة بالعلاقات الدولية كما أن له مشروع إصلاحي داخلي واضح

    ReplyDelete
  9. كل مره ادخل فيها موقعك اجد دائما الجديد منك
    متميز يا مان

    ReplyDelete
  10. ياشعب فوق وكفايانكت واحتلال داخلى فرعون ممممصرواعوانةكرامةالمصرى داخل بلدة وخارجها مفقودة من فرعون واعوانة لالالالالالاتتراجع يا بردعى لالالالالالالا

    ReplyDelete