Wednesday, October 15, 2008

عن الخوف والفرار



نخاف ونجري .. ولاّ نجري وبعدين نشوف


تعليقان متتاليان في التدوينة السابقة النصاب من أحمد مهنى و آلام وأمال يستنكران فيه الفرار والهروب بالرغم من صحة موقفي وإقتناعي به ، وهنا لا أحتاج ان أقول أنه في تلك السن الصغيرة عشرة أعوام لا يكون الإدراك وإقتناعك بوجهة نظرك كافيا لمواجهة خطر داهم أمامك ، وحتى أحيانا في سن كبيرة عند الخطر يكون الفرار والهروب هو أحد أهم الإختيارات المتاحة ، وهذا يدفعني لمحاولة تحليل ظاهرة الخوف والفرار

يعتبر علماء الإجتماع ظاهرة الفرار هي نتاج طبيعي لحالة خوف تصيبك تعتقد معها أن الهروب هو فعل يساعدك على تجنب الخطر ، أي أنك تخاف ثم تقرر الهرب ، مثال لذلك ... إذا واجهك نمر طليق وأنت في طريقك سوف ترى النمر فتخاف ثم تهرب ، أما إذا واجهتك قطة في طريقك فلن تشعر بنفس الخوف وبالتالي فلن يكون الفرار قرارك ، في كلتا الحالتين أنت تفكر فيما رأيت ثم تتخذ قرارك بالفرار أو عدمه ، ولكن ماذا يحدث لو واجهت مخلوق غريب أو مبهم بالنسبة لك كحيوان غير مألوف أو شبح أو صوت مفاجئ في تلك الحالة أنت تهرب أولا قبل أن تفكر ملياّ إذا كان هذا الشيئ مصدر خطر أم لا .. اي أنك تفر ثم تخاف أو لاتخاف

لذلك وقفت مرات كثيرة عن آية قرآنية في سورة الكهف وهي تصف أصحاب الكهف بعد مرور أكثر من ثلاثمائة عام عليهم وهو نائمين وكيف أصبح شكلهم مهيب

يقول الحق سبحانه وتعالي

لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا
الكهف 18

وكنت أتسائل .. أليس المفترض أن من يراهم يخاف أولاً ثم يفر بدلاً من الفرار ثم الخوف .. ولم أجد إجابة لذلك حتى إستمعت لتفسير مقنع لذلك في أحد البرامج الإذاعية عن أن حالة الفرار قبل الخوف توضح الهيبة للحالة التي عليها أصحاب الكهف والتي ألبسها لهم الله حتى لايصل لهم أحد فتجعل لو أن أحداً إطلع عليهم لولّي منهم فراراّ قبل أن يدرك ماهيتهم

لذلك في بعض حالات الخطر التي لاتدرك أبعادها أنت تتخذ قرار بالفرار قبل أن تفكر في سلامة موقف هروبك من عدمه
لا أدري هل التفسير على حالة الفرار في حكاية النصّاب بالرغم من إدراكي لصحة موقفي أصبح واضحاً أم مازال غامضاً