Thursday, May 13, 2010

قراءة صباحية في صحيفة ورقية




من العيوب الخطيرة والمؤثرة في عصر الفضاء التكنولوجي والسماوات المفتوحة وسرعة نقل الأخبار هو الإحباط .. نعم الإحباط .. فكثرة الأخبار الواردة من الغرب تدعوك دون إرادة منك أن تقارن بين حالنا وحالهم، والمقارنة سوف تصيبك أحياناً بالغيظ وأحياناً بالحنق وغالباً بالحسد بنوعيه .. النوع الحميد الذي تتمنى أن تصل إلى نفس أحوالهم، والنوع الخبيث من الحسد الذي تتمنى فيه زوال النعمة من الغير .. وهو مايستبد بنا أحياناً عندما نفقد الأمل في أن يتحقق عندنا مايتمتعون به

طلبت كوباً من الشاي الأحمر الساخن يتصاعد منه البخار مثلما تراه في إعلانات شاي العلامة الصفراء، مع نارجيلة رائقة تم إعدادها بعناية فائقة، وفتحت الصفحة الأولى لجريدة الشرق الأوسط بلونها الأخضر التفاحي، كان الخبر في منتصف الصفحة الأولى كالآتي .. براون يستقيل ويبلغ الملكة بأن كاميرون خليفته، ومن تفاصيل
الخبر قرأت مايلي .. وقبل توجهه للملكة، قال براون للصحافيين خارج مقر رئاسة الوزراء: «أبلغت السكرتير الخاص للملكة أنني أعتزم التقدم بإستقالتي للملكة، وفي حالة قبول الملكة سأنصحها بأن تدعو زعيم المعارضة (كاميرون) من أجل السعي لتشكيل حكومة، أتمنى الخير لرئيس الوزراء المقبل مع إتخاذه خيارات مهمة من أجل المستقبل»، وقال براون أنه سيستقيل أيضاً وفوراً من زعامة حزب العمال

يعني الراجل مش كفاية إن حزبه سقط في الإنتخابات وبالتالي إبتعد عن رئاسة وزراء بريطانيا العظمى، لأ كمان بينصح مين ييجي مكانه، يقصد زعيم المعارضة الذي أصبح زعيم الأغلبية في يوم وليلة .. وبالرغم من إنه نصيحته للملكة إجراء بروتوكولي إلا أنه كان مناسباً ومتماشياً لطعم النعناع في رشفة الشاي الساخنة، وحتى يكون صباحنا زي الفل لم يُهدد براون أويتوعد بسحق المعارضة في الإنتخابات القادمة، وبالطبع مافيش إتهامات بالتزوير ولا تقفيل الصناديق ولا الكلام الكبير اللي عندنا، لأ وكمان وختامها مسك من عند أخونا في الإنسانية براون 59 سنة وهو بيقول إنه هايستقيل كمان من حزب العمال معطياً فرصة للشباب زي ديفيد ميليباند وزير خارجيته، والشاب ده أنا باحبه .. عشان كده أخدت نفس جامد يصل لدرجة السكْر .. وأبعدت عن تفكيري عمداً الفكرة الخبيثة للوسواس الخناس لعقد مقارنة كادت أن تتسلل إلى تفكيري وذلك حتى لاأفسد متعة صباحي

إرتشفت رشفة أخرى ساخنة وأنا أنتقل لصفحة داخلية لأجد
خبر أن بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي يصل لتسوية طلاق مع زوجته بأن يدفع 300 الف يورو نفقة طلاق شهرياً بينما كان يسعى هو لأن تكون 200 ألف يورو .. مش دي المشكلة .. المشكلة إن التسوية دي تمت في خلال 5 ساعات أمام أحد قضاة الشؤون المدنية، كان الوسواس الخناس يلعب لعبته بسهولة هذه المرة لأفكر كيف يقف الرجل الأول في بلده بكل سهولة أمام أحد القضاة خمس ساعات في قضية مدنية يناقش ويتفاوض ويساوم علّه يستطيع أن يُقلل القيمة، عندنا كان القاضي هو اللي أخد إعدام

الرشفة قبل الأخيرة من الشاي الذي مازال ساخناً كانت مع
خبر آخر في جريدة الشرق الأوسط عن أن الملك الأسباني خوان كارلوس يغادر المستشفي بعد جراحة ناجحة .. الخبر عادي لكن تكملته بيقول إن العملية كان جراحة إستئصال درنة بالرئة .. فين يارجالة ؟؟ .. في مستشفى حكومي في برشلونة .. إستكملت الخبر عسى أن أجد إسم منتجع صحي أو هايدلربرج أو الدكتور ماركس بوشلر طبيب هايدلبرج وصديق المصريين الذي أصبح أشهر من نار على علم في مصر، أو عسى أن أجد خوليو إجليسياس أو حتى إنريك إجليسياس غنّي له بسلامة العملية ونجاحها، لكن يبدو أن محرر الخبر غير دقيق ولم يتابع الموضوع بأكمله


إنتهى الشاي ولم يتبقى إلا التفل وأنا أقرأ خبر داخلي بذات الجريدة يتحدث عن تمديد حالة الطوارئ في مصر

7 comments:

  1. ههههههههههه
    انت اللي جبته لنفسك حد يقرا اخبار الغرب ويقارنها بين اخبار بلدنا

    خدت بالك وهو بيتحزق ويحمر وهو بيقول هنمد القانون

    ReplyDelete
  2. التعليق المناسب للحالة دي هو
    جتنا نيلة في حظنا الهباب

    ReplyDelete
  3. عجبتى الحته الموحيه بتاعه التفل

    ReplyDelete
  4. ههههههههههه
    تفتكر لو وصلنا للناس دول بعد 200 سنه هيكونوا هم وصلوا فين
    حسبي الله ونعم الوكيل
    المهم هنيئا الشاي

    سامي

    ReplyDelete
  5. انا كمان ...بردوا لقيت فى الشاى مرارة

    لما تصدر كل العناوين نجاة الطفل الهولندى من حادث الطائرة الليبية مع تهميش مصيبة الضحايا ...الحمد لله

    وفى المقابل كمان لو اتقتل مليار طفل عربى مش هناخد بالنا
    الموضوع محزن فعلا...

    السؤال بقى العيب فى مين؟

    ReplyDelete
  6. hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh :))

    ReplyDelete
  7. الجار المحترم: من باب الفضول فحسب قلت لنفسي لنلق نظرة على المدونة التالية لمدونتنا.. فإذا بي أكمل موضوعاً بأكمله.. يخاطب الوجدان والعقل، ويشارك في الهم..

    الله يعطيك العافية

    ReplyDelete