عرب إسرائيل .. هل هم عرب أم إسرائيليين ؟

سؤال محتاج إجابة .. أفيدونا

Arab Israeli Rap Group
© Photo by Alex Rozkovsky

في السنوات الأولى لحياتي العملية ، كنت أحضر دورة تدريبية في الشركة التي كنت اعمل بها وهي شركة متعددة الجنسيات ، وكنا نجلس في مجموعات على طاولات مستديرة وكان يجلس بجواري شاب سمعت من أحد المنظمين قبل بداية الدورة أنه شاب فلسطيني في زيارة للشركة ليطلع على نظام الشركة هنا ويحضر الدورة التدريبية ، تجاذبنا أطراف الحديث بكلمات سريعة مختطفة ، وبعد فترة بسيطة مال علي مدير عام القسم الذي أعمل به هامساً في أذني قائلاً
إنت عارف اللي قاعد جنبك ده إيه ..؟ ده إسرائيلي
تسمرت في مكاني ، وإبتلعت ريقي بصعوبة ثم ملت على الشاب متسائلاً
إنت ساكن فين ؟
قال لي : في تل أبيب

إكتشفت بعد ذلك أنه من عرب إسرائيل أو فلسطيني 48 أو عرب الداخل كما يُطلق عليهم ، وعرب إسرائيل يصل تعدادهم الآن إلى مليون ومائتين ألف فرد هم نتاج مائة وستون ألف فلسطيني لم يتركوا وطنهم عقب إحتلاله عام 48

لم أدري كيف أتعامل معه .. هل أتعامل معه على أنه إسرائيلي أم فلسطيني ، هل هو وطني أم خائن وعميل ، هل يحب فلسطين أم يحب إسرائيل ، هل هو يحبني أم يكرهني ؟؟
أسئلة لم أجد إجابة عنها لمدة طويلة ، فكل مانعرفه عن عرب إسرائيل عرفناه من عزمي بشارة وأحمد الطيبي وحنا سويد وجمال زحالقة ومحمد بركة والشيخ إبراهيم عبد الله وكلهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي

ماهي علاقة عرب 48 مع الإسرائيلين في حياتهم اليومية ، هاآرتز أعلنت منذ ثلاثة أيام نتيجة إستطلاع رأي بين العرب واليهود داخل إسرائيل قامت به جامعة حيفا ومدى قبول أن يعيش أي منهما جاراً للآخر ومدى قبول أي منهما أن يكون صديقاً للآخر
وهذه بعض النتائج التي كانت بين مايزيد عن ألف شخص نصفهم يهود

عن فكرة السكن بجوار الآخر كان موقف اليهود كالتالي
نسبة 29 في المائة موافق بشدة فكرة العيش بجوار العرب
نسبة 23 في من اليهود المائة موافق بإعتدال

بينما كان موقف العرب كالتالي
نسبة 19 في المائة يرحب بإعتدال بفكرة العيش بجوار اليهود
نسبة 25 في المائة يرفضون بشدة

وعن الصداقة كان رأي اليهود كالتالي
نسبة 14 في المائة تعترض على أن يصبحوا أصدقاء مع عرب إسرائيل
نسبة 17 في المائة لتعترض ولكنها ترحب بصداقة اليهودي أكثر
نسبة 69 في المائة تفضل بشكل صريح أن يكونوا أصدقاء مع العرب
نسبة 54 في المائة من اليهود ليسوا لهم أصدقاء عرب
نسبة 23 في المائة من اليهود لهم أصدقاء عرب دون أن يزورا منازلهم

وعن الصداقة كان رأي العرب كالتالي
نسبة تقارب 85 في المائة منهم يرحبون بصداقة اليهودي
نسبة 10 % لايمانعون في صداقة اليهودي ولكن يفضلون العرب
ونسبة 6 في المائة لاترحب بتاتاً بصداقة مع اليهودي

ونتائج أخرى تصيبك بالحيرة أكثر مما تساعدك في تحديد هوية عرب إسرائيل الواقعين بين رُحى الرفض العربي لهم والعنصرية اليهودية ، ولعلي أطمع في أي زائر فلسطيني أو أردني أوعربي من داخل إسرائيل للمدونة أن يوضح لنا أكثر