برافو هولندا
أثبتت هولندا أنها دولة تتمتع بذكاء وحنكة سياسية عالية جداً بدرجة تفوق بمراحل كثيرة قرينتها الدانمارك ، فهولندا كان موقفها العام تجاه القضية الأخيرة الخاصة بالفيلم المسيئ " فتنة " للنائب البرلماني الهولندي " جريت فيلدرز " موقف ناضج في ظل نظرية حرية الرأي التي يعتنقوها
فعلى المستوى الرسمي ومن البداية إنتقدت الحكومة تماماً الفيلم ، وأكدت أنه لايعبر عن أي وجهة نظر حكومية ، ورفضت فكرة الفيلم التي تربط الإسلام بالعنف وذلك لأكثر من مرة وقبل عرض الفيلم ، وكذلك خرج علينا رئيس الوزراء الهولندي الشاب الهادئ " جان بيتر بالكينند " على الفور عقب إذاعة الفيلم بالأمس ليؤكد ذلك مراراً وتكراراً فالرجل بدا كسياسي محنك وهو يحتوي المشكلة وينتقد الفيلم دون أن تتملكه العنجهية والعناد التي أصابت نظيره الدانمركي الأحمق " أندريه راسموسن " ... فردود الفعل العالمية حول الرسوم الدانماركية المسيئة كانت بدون شك سبباً أساسياً في هذا الموقف الهولندي وخصوصاً على المستوى الشعبي .. " جريت فيلدرز " أخرج الفيلم والذي مدته خمسة عشر دقيقة ورفضت جميع دور العرض عرضه ، كما رفضت جميع القنوات التليفزيونية المحلية والخاصة عرضه ولم يجد الرجل سوى الإنترنت لعرض الفيلم مثلما يعرض أي شخص في العالم أي كليب تم تصويره بالهاتف الجوال ، والطريف أن الموقع الذي إستضاف الفيلم قام بتعليق الفيلم وحجبه بعدما وصلت شكاوي عديدة في فترة زمنية بسيطة تعترض على أن الفيلم يحمل خطاب كراهية ، ولم يجد الرجل أي من السياسين أو العاملين بالحقل الفني يدعمه بل وهاجمته الصحافة بشدة ، ولم تنطلق مظاهرة واحدة تقف بجوار الرجل في مواجهة مظاهرات متعددة خلال الفترة السابقة تهاجمه ، وليس ذلك فقط فقد قام بعض المواطنين الهولنديين بتسجيل فيديوهات تلفزيونية يظهرون فيها بشكل تركيبي مشابه لجريت فيلدرز في حملة تحمل عنوان " أنا آسف " تنظمها منظمة أمستردام الثقافية ميدياماتيك
والموقف الشعبي هنا هو اللافت للنظر .. فهولندا من أكثر الدول الأوربية كرهاً للعرب منذ عهود وفيها أكبر جالية يهودية في أوروبا كلها ولكن الصالح العام والإقتصادي كان صاحب الصوت الأعلى ، مع عدم تجاهل نقطة هامة أنه في الدانمارك كان الغرض الأساسي من الرسوم هو الإهانة ومع ذلك كان الغباء على المستويين الرسمي والشعبي هو السائد ، أما في هولندا فالموقف يختلف فالفيلم ينتقد ويعرض وجهة نظر أكثر من أن يكون الهدف الأساسي الإهانة ، والنقد يوجزه الفيلم كما حملته لنا وكالات الأنباء في أن القرآن كتاب يحمل في طياته دعوة للإرهاب ، وهذا نقد ليس بالجديد ويمكن الرد عليه بسهولة وخصوصاً أنه أخرج بعض الآيات من سياقها العام ليثبت ذلك ، فالرد هنا يجب أن يتوجه لتفنيد ماجاء بالفيلم وتوضيح زيف مايدعيه مخرجه
هنا يجب ألا يتغلب علينا رد الفعل الإنفعالي الذي يضر أكثر مما ينفع ونخسر موقف شعبي ورسمي هولندي مسئول يكون مثالاً لدول أخرى تحاول أن تقدم على ذلك ، ورد الفعل المرفوض هذا يشمل بالأساس حرق الأعلام الهولندية التي كانت سبب ثورة وفزع وعناد الدانماركيين حيث يبدو أن صورة حرق العلم لديهم صادمة لدرجة تفوق توقعاتنا
وأخيرا يمكن القول أن ردة الفعل تجاه الدانمارك أتت ثمارها ، ويجب أن نكون على قدر من الذكاء في رد الفعل لاتجعلنا نخسر هذا المكسب
الموقف دة ممكن يتشاف بوجهتي نظر:
ReplyDeleteالأولى .. إن هولندا شكلها حتبقى دولة عربية .. الشعب منفصل فيها عن الحكومة.. النائب دة منتخب من الشعب الهولندي .. وربما يمثل تياره السلطة زي ما حصل في بلدان تانية زي النمسا لما وصل اليمينيين فيها للحكم.. ورغم اختيار الشعب للبيه الهولندي إلا إن هولندا نفضت إيدها .. عكس الدانمارك..
الثانية.. إن هولندا ابتدت تستوعب الدرس وتستشعر إنها دولة متعددة الثقافات والأعراق حتى مع سيطرة إسرائيل على الكثير من أزرار اللعبة هناك إلا أنها ما نستش إن فيه مسلمين هولنديين لهم كامل الحقوق اللي بيحصل عليها الهولندي اللي على دين الدولة..
عن هولندا ، والمهاجرين ، والرسوم كان للعبد لله وجهة نظر:
http://eldeenweldenameet.blogspot.com/2008/02/blog-post_21.html
http://eldeenweldenameet.blogspot.com/2008/02/blog-post_22.html
فعلا الناس طلعوا على مستوى المسئولية
ReplyDeleteبرافو هولندا
موقف ذكى وجدير بالاحترام فعلااحيي هولاندا عليه
ReplyDeleteحتى لو كان الدافع الاساسي ليه هو المصلحه الاقتصاديه مش ايمان بالقضيه
بالرغم من كل شيء
انا سعيده بالنتيجة اللى وصلنالها بعد ازمه الدنمارك
فعلا تفسير حضرتك للموقف الرسمي الهولندي ... أنا شايف أنه صحيح بدرحة كبيرة
ReplyDelete.
نفهم من كده انهم استوعبوا الدرس من خطأ الدنمارك
ReplyDeleteطيب ده ناتج عن ايه؟
1- المظاهرات والتكسير
2- المقاطعة الاقتصادية
3- ردود افعال الكتاب والدعاة والمثقفين
وأيا كان الاختيار، فهل الاختيار ده مالوش آثار سلبية في نفس الوقت؟
إذن ما هو الحل المثالي؟
هل المسلمين كده نجحوا فعلا ولازم ده يبقى أسلوبنا على طول؟
ولا مازال فيه حلول أفضل من الاختيارات الثلاثة السابقة؟
أنا فعلا مش عارف ونفسي أفهم
أهم ما جاء فى المقال قولك :
ReplyDelete"فالفيلم ينتقد ويعرض وجهة نظر أكثر من أن يكون الهدف الأساسي الإهانة" و "فالرد هنا يجب أن يتوجه لتفنيد ماجاء بالفيلم وتوضيح زيف مايدعيه مخرج"
وهو ما اراه واسجل تأيدى له قبل ان يخرج علينا جيش المتنطعين والمزايدين بحملتهم المنتظره والتى ستخسر معها بكل اسف رهانك على الحفاظ على المكسب
كلامك مظبوط وأتمنى ان المسلمين في هولندا ما يلجأوش للعنف زي ما حصل مع ثيو فان جوخ اللي قتله شاب مغربي ومثل بجثته لان مثل هذه الأفعال انتجت كراهية شديدة لكل ما هو اسلامي لمستها حتى من اصدقاء هولنديين كانوا في منتهى التسامح في السابقة
ReplyDeleteمساء النور،
ReplyDeleteأنا لي رأي مختلف قليلا عما ذكرته. هولندا لم تتعلم لا من الدانمرك و لا هي خائفة من رد فعل الشارع الإسلامي . الذي يعرف هولندا و أوضاعها الداخلية المعقدة جدا من ناحية التركيبة السكانية و طبيعتها، سيعرف لماذا تسارع هولندا للملمة الموضوع. ففيلم واحد لفان غوخ و مقالة لهيرسي كانت كافية لاغتيال الأول بطريقة بشعة و هرب الثانية إلى امريكا، إضافة إلى القلاقل التي شهدتها احياء المهاجرين و التهديدات التي تلاقاها عدد من السياسيين الهولنديين...هولندا دولة تراهن على السلم الداخلي فيها و ليس على اي شيء آخر.
تحياتي
زكرياء
أشكرك بشدة على هذا العرض الرائع للموضوع
ReplyDeleteانا استفدت كتير وقدرت اكون رأي في الموضوع
لأني سمعت عنه امبارح بس مكنتش فاهم بالظبط اللي بيحصل
جزاك الله خيراا
محمود ..
الاهم ان المسلمين يرجعوا المقاطعة لقوتها كما بدات وان تتخذ الدول الاسلامية قرار بمقاطعة المنتجات واستيرادها من الدول التى قامت بالاساءة للرسول لان ده اللى بيتعبهم مش حاجة تانية
ReplyDeleteسبحان الله
ReplyDeleteالراجل يا جدعان حيموت بحسرته !! دا مفيش كلب وقف معاه
دا حتى احد رسامى الرسوم المسيئة حيرفع قضية عليه علشان استخد احد رسوماته دون اذن منه
اللهم اهدى القوم فأنهم لا يعلمون
يا ترى ده خوف ولا احترام؟
ReplyDeleteلو انهم مش خايفين يصير فيهم زي ما صار بالدنماركيين كانو عرضو الفيلم وتبجحوا كمان
ReplyDeleteصحيح احنا العرب مش ايد وحدة في كل حاجة بس قدرنا نخوفهم ولو شوية
للأسف كان لازم نعمل اكتر بكتير
تحليل رائع
ReplyDeleteموقف هولندا ما هو إلا نتاج موقفنا من الدنمارك
وتقبل تحياتى
وجهة نظرك يا اخ أحمد أظهرت لنا شيء أخر جدير بالذكر،
ReplyDeleteوهو الاتباع الاعمى
ويالا ..كل واحد يجي له إيمل،
قاطع احرق ، انشرها ، بهدلها،
يروح عامل لها فرورد، ومقاطع من غير ما يعرف،
وناخد موقف من اشياء نجهلها، وقليل من يقف ويفكر ، وياخد موقف بناء على قناعته الشخصية أو توجه شرعي بناء على فتوى من شيخ محترم نقدره
لذلك ، يا ريت كثير منا يعمل زيك، ويقف يتحرى الدقة ، قبل ما يعادي او يسالم
واحييك
بشدة
كده هولندا اتعلمت من الدرس الدنماركى
ReplyDeleteحتى لو كان مجرد خوف على مصالحها الاقتصاديه
ماحنا نخوف اهو .. اومال بيقولو علينا كده ليه؟؟
انا كان لي تدوينة متواضعة هنا خاصة بالموضوع، خاصة بعد التطورات اللي بتحصل
ReplyDeletehttp://osamasherif.blogspot.com/2008/04/blog-post_2459.html
اللهم اكفنا شرهم وانعم على امه محمد بالوحده
ReplyDeleteانا دائما افتكر ايات الله فى هذه المواقف وهى
بسم الله الرحمن الرحيم(ويكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل
( الكافرين امهلهم رويدا
وماتنسوش ان الله موجود يأخذ لحبيبه حقه منهموكما قال الله فى كتابه الكريم
ReplyDeleteبسم الله الرحمن الرحيم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
صدق الله العظيم
ياحبيبى يارسول الله