Sunday, August 02, 2009

الحساب ... لو سمحت





على بعد خطوات من المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض كانت هناك غرفة الطعام الرئيسية ، وكان ضيوف أوباما في مطلع شهر يونيو أربعة من كبار أساطين الإقتصاد وهم الرؤساء التنفيذين لأربعة من كبار الشركات العالمية التي تتحكم في الإقتصاد العالمي وتتعدي ميزانيات شركاتهم ميزانيات بعض الدول ، الرؤساء التنفيذين للشركات الأربعة هم أورسولا بيرنز الرئيسة التنفيذية لشركة زيروكس ومهتار كنت الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا ووداف كوت الرئيس التنفيذي لشركة هوني ويل ( مش بتاعت اللبان ) وراندال ستيفنسون الرئيس التنفيذي لعملاق الإلكترونيات والإتصالات إيه تي أند تي ، إلى هنا والخبر عادي كما أورده موقع كابيتال نيوز ، ولكن غير العادي أنه عقب إنتهاء الغذاء تقدم أحد الموظفين بالبيت الأبيض من رؤساء الشركات الأربعة طالبا منهم كروتهم الإئتمانية لسداد قيمة الغذاء

لم يعلن البيت الأبيض ماذا كانت قائمة الطعام الخاصة بكل رئيس لأنها كانت على مايبدو "ألا كارت" ، ولا ماهي تكلفة غذاء كل رئيس ولكن روبرت جيبس المتحدث بإسم البيت الأبيض أكّد الموقف قائلا أن ذلك يسري على الجميع بما فيهم موظفوا البيت الابيض وأنه يضع يده في محفظته لدفع الحساب عندما يتناول غذائه مع الرئيس

قد يكون الخبر من الأخبار الطريفة ولكن المعنى من ورائه عميق في الحفاظ على كل سنت يدفعه الناخب الأميركي من جيبه ، وإذا كان ذاك هو الحال في بضعة دولارات فهذا يدل على كيفية إدارة أكبر إقتصاد في العالم لحكومته ، لن نطالب أن يكون هنا الحال بالمثل فنحن شعب مضياف وأن تطلب من ضيفك دفع الحساب فذلك ليس من شيم الكرماء ، ولن نطالب موظفي القصر الجمهوري ورئيس الديوان دفع الحساب عند تناول غذائهم مع الرئيس ، ولامن رجال الأعمال دفع حساب غذائهم مع الرئيس ، فهم يدفعون ملايين الجنيهات لاحقاً في الحملات الإنتخابية ، ولكنهم يحصلون عليها مضاعفة بعد ذلك ، لن نطالب بكل ذلك ولكن أقصى أمانينا أن نطالب ببعض الرحمة في أموالنا ، بعد أن تحولت البلد إلى عزبة ، وأن يستقيظ الضمير الذي يبدو أنه راح في غيبوبة طويلة



أوباما مع إبنتيه يطلب كاسترد مثلج من مطعم ديري جودمازر يوم السبت 20 يونيو

*****************************

تدوينة ذات صلة غير مباشرة : ديمقراطية العجلة

11 comments:

  1. فعلا البلد أصبحت عزبة مثل الخاصة الملكية ، و كلنا ملك البلد ، و بما ان البلد ملكا خاصا لهم ، فأصبحنا نحن ايضا كذلك ، علشان كدة محتاجين عرابى تانى يقف على حصانه بس المرة دى فى ميدان روكسى مش عابدين ، علشان يقول لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا؛ فوالله الذى لا إله إلا هو، لا نورث، ولا نستعبد بعد اليوم.
    .

    ReplyDelete
  2. والله صدقت فعلا بقت عزبة

    ReplyDelete
  3. وما مصر الا عزبة كبيرة

    ReplyDelete
  4. ضحكتني على مدير مصنع هوني ويل مش بتاع اللبان عشان محدش يفهم خطأ
    انت كده اوجزت كل المقال فيها
    دي سذاجة شعب
    وحكومة قادرة

    ReplyDelete
  5. البوست دا لو قراه حد من حكومتنا المقرة ممكن كرم الضيافة المشهورة بيه حكومتنا وشعبنا يخليه يبعت يدفع الحساب لأوباما وضيوفه من ضرايبنا (احنا بتوع المعونة) ومش بعيد يعمل سويت فى الفور سيزونز لأى رئيس جهمورية تيعذر فى ضيوف ولا عشوة ولا غدوة

    عيب برضه الكلام ده يحصل واحنا موجودين :s

    ReplyDelete
  6. انظر الي تصرف هؤلاء الرجال
    والي تصرف الاقزام عندنا
    لتعرف الفارق

    ReplyDelete
  7. ولولا تلك الأخلاقيات التي تحكمهم ما تربعوا على عرش العالم أما نحن وللأسف ونحن أصل الحضاره تراجعنا بسبب هذه القيم التي فقدناها لذيل القوائم العالميه

    ReplyDelete
  8. الفرق شاسع اصلها خطوات مرتبطة ببعضها يعنى الموقف ده دليل علي حاجة تانية كتير دليل علي متظومة متكاملة مش فوضى عارمه
    دليل علي عمل منظم ومجهود فى احترام حق بلدهم عليهم مش مسابقة اللي يايستخدم اقذر الاساليب هو اللي هيفوز
    بس بجد ملاحظة قوية منك ومدونتك بجد من المدونات الجامدة
    شيماء

    ReplyDelete
  9. اومال احنا بقينا ورا

    الناس كلها ليها

    ReplyDelete
  10. كويس انك كتبت التدوينة دي

    انا عندي ميعاد مع اوباما في ابريل اللي جاي وماجاش في بالي انه ممكن يدفعني ثمن الأكل والمشاريب

    وبعدبن مين اللي قال ان فيه غذاء في القصر الجمهوري عندنا؟ هي الناس دي فاضية للأكل؟
    كل واحد بييجي بالعمود بتاعه على فكرة .. أنا سمعت كده .. سمعت

    ReplyDelete
  11. عزبة أبوجمال تتمنى لكم غداءاً شهياً و تحلية عسلية

    ReplyDelete