Thursday, April 17, 2008

المصنع " .. قصة ركيكة معادة "


قصة غير رمزية



لم يجد نور بجوراه أفضل من الشاب الجاد مبروك ليكون مساعده ، كان مبروك أحد أفراد إدارة أمن المصنع الذي إستطاع منذ سنوات مع أفراد الأمن أن يستردوا قطعة الأرض المتاخمة للمصنع ، تلك القطعة التي إستولى عليها أحد البلطجية في فترة إدارة المدير الراحل منصور ، مبروك رجل هادئ مهذب غير متسرع مطيع ليس له طموح أو أطماع في أن يطيح بسلطة نور في إدارة المصنع الكبير ، لذلك أصبح مبروك رغم كونه مساعداً لنور قابعاً في دائرة الظل حيث كانت ثقافته تمنعه من أن يعترض على مايراه غير سديد في تصرفات نور التي تزداد سوءا بعد سوء ، لم يكن مبروك راضياً عما يقوم به نور صاحب الكاريزما والشجاعة التي تصل إلى التهور أحياناً ، كان دائماً مايجد الشاب مبروك معالجة أخرى صحيحة وهادئة لأخطاء نور ، ولكن الدور المرسوم له لايسمح له بالقيام بالمعالجة الصحيحة

في يوم إحتفال نور بذكرى إنشاء المصنع ، ثارت عليه فئة من بعض العاملين غاضبة من قيامه بإقالة مجموعة من قدامى العاملين في المصنع ، خر نور قتيلاً بعدما أصابته ضربات ببعض العدد الحديدية المستخدمة في إصلاح الماكينات من بعض صغار العاملين ، كان مبروك متواجداً بجوار نور عندما حدث هرج ومرج ، وكادت تصيبه إحدى الضربات مازال يتذكرها عندما إلتفت إليه أحد الثائرين قائلاً لست أنت المقصود يامبروك ، في صباح اليوم التالي إجتمعت نقابة العاملين بالمصنع مع مجلس الإدارة وإختارت بالإجماع الرجل الهادئ الحكيم مبروك ليدير المصنع بعد تقديم القلة التي قتلت المدير السابق للنيابة ، كانت الفرصة سانحة لمبروك لينفذ سياسته التي كانت حبيسة أفكاره وكانت أول قراراته إعاده العمال المقالين وإعادة الهدوء للمصنع حتى ينصرف الجميع للعمل وزيادة الإنتاج

نزل المدير مبروك بنفسه لمواقع الإنتاج وإختلط بالعمال وإستمع لهم وشكل مجلس إدارة يعمل على تحديث ماكينات الإنتاج وتوفير المواد الخام ، بهدوءه المعتاد ودماثة خلقه إستطاع أن يتعاون مع المنافسين السابقين من أصحاب المصانع المجاورة له الذين حاربوا إنتاج مصنعه في فترة إدارة نور ، حتى إستطاعت منتجات مصنعه أن تعود لها الريادة في السوق مرة أخرى ، لم يكن مستوى مجلس الإدارة على نفس مستوى رؤية مبروك ، ولم يلتفتوا للعمال بقدر إلتفاتهم لمبروك نفسه طمعاً في أن ينال أي منهم شرف أن يكون مساعده ، كان مبروك يعلم ان من يختاره مساعداً له سوف يكون هو المدير المستقبلي هكذا تعلم وهكذا أكدت له الأيام في هذا المصنع ، لذلك كان متأنيا إلى درجة أن تيقن الجميع أن مبروك لن يعين له مساعداً ، بدأ صوت العمال يزداد علواً إعتراضاً على تصرفات مجلس الإدارة التي أهملت التجديد والتحديث ، حتى إضطر أن يقيل المجلس الحالي على غير عادته في التغيير ، لم يكن المجلس الجديد أفضل من سابقه وعمل كل منهم لصالحه الشخصي

تقدم العمر بمبروك ولم يعد قادراً على متابعة أحوال العمل بنفس درجة نشاطه السابق ، كما دفعته كثرة شكاوى العاملين الصحيح منها والباطل إلى العزوف عن التواصل معهم بالرغم من حبهم وتقديرهم له ، ساءت حالة المصنع يوماً بعد يوم وتضاءل الإنتاج مما أثر على دخلهم الشهري إلا أنهم مازالوا يحبون مبروك ويرجعون السبب في تلك الاحوال السيئة إلى مجلس الإدارة ، فظهرت صيحات العمال تهاجم مجلس الإدارة بصوت مسموع ، فشل مبروك في تكوين مجلس إدارة يستطيع أن يقوم بعملية النهوض وإماكانياته لم تعد تسمح له بالقيام بعملية التطوير بنفسه ، أغلق النوافذ عليه والتي كان يصر على فتحها من قبل حتى لاتصل إليه أصوات المحتجين بغرض الهدوء حتى يستطيع أن يجد حلاً مناسباً ، شعر بالهدوء والراحة بعد هذا الهدير وأصبح أقل إنفعالا وحدة وخصوصا بعض أن ضم إبنه الأصغر جميل الشاب ذو التعليم العالي إلى مجلس الإدارة فليس هناك أفضل منه ليأتمنه على أحوال المصنع

لم يلحظ الرجل العجوز أن هناك من يغلق النافذة عليه كل صباح ويقدم له تقارير بأن أوضاع العمال في تحسن عن السابق ، فرح مبروك بمجلس الإدارة الأخير والتقارير الجيدة التي تؤكد تقدم العمل وإزدهاره ، كان الهواء أحيانا يدفع بزجاج النافذة الذي يصل منه صياح بعض العمال ، كان أربعة من مجلس الإدارة يغلقونه بهدوء ويخبرونه ان هذه مجموعة من العاملين لهم أطماع خاصة تحاول ان تسيطر على الجميع بغرض إحداث بلبلة للحصول على مالايستحقون ، قام أحد اعضاء مجلس الإدارة بفتح نافذة أخرى تطل على حشد من العمال يهتفون بإسم مبروك بعدما قدموا لهم بعض الهدايا الرخيصة الزائفة ، فرح مبروك وتأكد من صحة التقارير المقدمة له وأمر بإقالة العمالة المشاغبة حتى تسير عجلة الإنتاج .. إزدادت أحوال العاملين الصحية والمادية والإجتماعية سوءا بدرجة كبيرة جعلت هتافاتهم تتحول لتنال من مبروك نفسه للمرة الاولى وتزداد الهتافات سخونة عقب إقالة بعض عمالهم ، بعدما تأكد الرجل العجوز أنه حقق سياسته الخاصة الناجحة والمخالفة لسلفه نور .. غط في نوم عميق


*************************

القصة من وحي كاتبها وأي تشابه بين شخصياتها والواقع هو من قبيل المصادفة

19 comments:

  1. القصه احنا منعرفش غيرها

    وبالنسبه لينا مش معادة

    لانها قصه ولدنا وهي موجودة

    ومازالت تحكي

    مبروك صحيح ناس كتير حبته

    بس ياتري هو حبهم

    لو كان حبهم كان حس بيهم

    مسبهمش لاعضاء مجلس الادارة وشله الانس الكدابين

    كان لازم يشوف العمال واحوالهم

    ولما يحس انه مش قادر يسيبها لغيرة يمكن يكون احسن

    علي فكرة فكرتني بمسلسلات اسامه انور عكاشه لما كان بيقول

    اي تشابه في الاسماء او الاشخاص صدفه

    ههههههههههههههه

    صدفتك حلوة

    ReplyDelete
  2. هوا مش مبروك دا يبقااااا؟؟ وجميل داااا؟؟

    لا يا عم ماعتقدش، دا بس تشابه في الأسماء، في القصة التانية إلي قريتها مبروك وجميل كانوا مشاركين بإرادتهم في الأحداث، ومطنشين بمزاجهم علشان يعرفوا يناموا، فإضطروا يجيبوا صاعق ناموس 6500 فولت، قوة 500 ناموسة في الساعة، وإضطروا يجيبوا جرار 2500 حصان علشان يحرث أسرع وأكفاء، وإلا كدة مكانوش حينجزوا والعداد بيعد وماكينة الفرم شغالة وممكن تلط أي حد، فعلشان يعرفوا يناموا متطمنين، لازم شوية تضحيات وتربيطات مع رؤساء العمال في المزرعة

    ReplyDelete
  3. المشكلة الحقيقية إن مبروك كان عارف كويس ان التقارير كاذبة
    و إن اللى حواليه مخادعين
    لكنه غمض عينه بإرادته و سد آذانه عن كل الشكاوى و صياح العمال اللى اعتقد كان أعلى من إنه يحجب بمجرد نافذه

    ReplyDelete
  4. حتوحشنا يا أستاذ أحمد
    :)
    تحياتي لك

    ReplyDelete
  5. والله احمد شقير كان راجل طيب

    عموما انا بجهز البانر اللي عليه صورته

    والحرية لشوووكير بالبنط العريض

    والبنر علينا حق

    ReplyDelete
  6. وأؤكد
    أي تشابه في الأسماء والشخصيات هو من محض الصدفة
    :D

    ReplyDelete
  7. واى فهم لنا يتشابه وشخصيات الواقع هو ايضا من قبيل المصادفة

    ReplyDelete
  8. النهاية فكرتنى بفيلم احمد زكي . معالى الوزير

    ReplyDelete
  9. رمزية بتسلم عليك وبتقولك ما تجيبش سيرتها تانى هى مش ناقصة

    ReplyDelete
  10. القصة من وحي كاتبها وأي تشابه بين شخصياتها والواقع هو من قبيل المصادفة

    يا راجل..طب عيني في عينك كده
    :))

    ReplyDelete
  11. ياااااااه هو الموضوع سهل كدا !! ولا طريقة اللى كتبت بيها القصة هى اللى خليتنى أفتكر كدا

    واحشنى والله يا ريس !! أكيد انا أقصدك أنت بكلمة يا ريس مش الريس مبروك

    lol @ Micheal Comment !

    ReplyDelete
  12. طب ممكن جزء تاني للقصه الله يكرمك نعرف بيه مستقبل المصنع وجميل ها يتولي ادارته ولا لأ؟
    :))
    واذا اتولي العمال ها يسكتوا علي كده وبقيه الاحداث يا باشا
    والنشر الورقي علينا!!ا
    :)
    اكتب انت بس
    وزي ما قالوا الحريه لشوووكير
    احنا ها نجهز البانر
    :))
    تحياتي لرمزيه

    ReplyDelete
  13. اللى ميشفش من الغربال يبقى اعمى
    وزجاج النوافذ كذلك
    ولا عزر له

    ReplyDelete
  14. ابو شنب اول ما البنر يخلص ابعتهولي
    ده شوكير كان غالي عندنا قوي



    تحياتي

    ReplyDelete
  15. لا فعلا مش رمزيه خالص

    ReplyDelete
  16. أدعوك لزيارة مدونتى
    زيارتك تهمنى أوى

    شكرًا

    ReplyDelete
  17. بعتلك إيميل بس الظاهر ماوصلش

    تسمح تبعتلى على
    moh_kimo_4@hotmail.com

    ReplyDelete
  18. القصة جميلة عند شقير

    لكنها عند حفار القبور أجمل

    http://bayto4.blogspot.com/2008/01/blog-post.html

    ReplyDelete
  19. العزيز احمد القصة ليست من واقع الخيال بل من قلب الواقع
    اجد العيب دائما فيمن حول المعنى بالامر لكن لو لم يسمح لبطانة السوء بحجب الحقيقة ما تردت اوضاع الرعية فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته

    ReplyDelete