© Photo Copyright : Current News
زيارة الرئيس الاميركي نيكسون
تأنقت القاهرة بالأمس وتألقت وبدت في أجمل صورها بعد أن أزالت عنها القبح الذي يسيطر على شوارعها عبر سنوات طوال من الإهمال ، يوم القاهرة بالأمس كان يوم أوباما ... ذكرنا هذا اليوم بأيام السادات وزيارات رؤساء أمريكا ذات الطابع الإحتفائي مع بعض الفروق ، أهمها أن زيارات رؤساء مثل نيكسون وكارتر كانت زيارات شعبية يطوف بهما السادات كعادته الإحتفائية في جولاته شوارع القاهرة وذلك بتحية المواطنين المصطفين على جانبي الطريق ، وهي العادة التي ألغاها حسني مبارك لخطورتها الأمنية ، منذ عهد حسني مبارك إختفت تلك الزيارات الإحتفائية وأصبحت ذات طابع رسمي بإستثناء زيارة واحدة لم يشعر بها المصريين عندما قام بيل كلينتون بزيارة للنصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر في واحدة من زياراته وكان ذلك بعد منتصف الليل ، وأتذكر كم كان كلينتون مبهوراً بروعة النصب وجلاله وهم يضم بين جوانبه قبر الزعيم الراحل أنور السادات ، كان إنبهار زيارات نيكسون وكارتر نابعة من كم الشعب المصري المصطف على جانبي الطريق لتحيتهم ، وكمية الحب التي يكنها المصريون لهم من وجهة نظرهم ، ونجح الإعلام المصري في تسويق تلك الزيارات للشعب المصري ، وإن كانت زيارة كارتر تتمتع بجاذبية خاصة نتيجة خصوصية العلاقة بين كل السادات وكارتر ومنها أصبح الشعب المصري وقتها يكن وداً كبيراً لجيمي كارتر
زيارة الرئيس الاميركي جيمي كارترزيارة الرئيس الاميركي نيكسون
زيارة أوباما بالأمس لم تكن شعبية نتيجة غلق جميع الطرق المؤدية لأماكن زيارته في مسجد السلطان حسن وهضبة الأهرام ، ولكنها إقتصرت على بضعة آلاف من صفوة المجتمع المصري والعربي والإسلامي في لقاء جامعة القاهرة ، شعر المصريون بالأمس بكاريزما الرئيس أوباما عن قرب تلك الكاريزما التي وصلت إلى أعلى معدلاتها أثناء الخمس دقائق الأولى من خطابه ، تلك الفقرة العاطفية التي نجحت إمتلاك قلوب وعقول المستمعين بشكل كبير حتى الرافضين للزيارة صمت تفكيرهم وقلقوا على مواقفهم ، حتى عاد منحنى الإنبهار في التراجع عندما بدأ أوباما في الحديث على النقاط السبعة ، تلك النقاط التي تعتبر سياسة ومنهاج عمل الرئيس حتى نهاية ولايته ، وتنقسم النقاط السبعة بالترتيب إلى مجموعتين مجموعة خاصة بالتوتر ومجموعة خاصة بالمواضيع المشتركة ، التوتر برز في النقاط الثلاثة الأولى ، وهي التطرف الديني ، الصراع العربي الإسرائيلي ، الإنتشار النووي ، أما المواضيع المشتركة من وجهة نظره فكانت في الأربع نقاط التالية ، وهي الديمقراطية ومصالح الشعوب ، الحرية الدينية ، حقوق المرأة ، التنمية الإقتصادية
النقاط السبعة
لم يكن ترتيب النقاط عشوائياً من ناحية الأهمية ، النقطة الأولى وهي محاربة التطرف الكلمة البديلة عن الكلمة سيئة السمعة التي كان يستخدمها سلفه وهي الإرهاب ، أصيب المستمعون بخيبة أمل عندما إحتلت تلك القضية قمة الإهتمامات ، تذكرت وقتها جورج بوش الإبن في بداية عهده عندما أوفد بوزير خارجيته كولن باول ليؤكد لنا على خطورة العراق وصدام حسين وأخذ المسؤولون يضربون كفاً على كف ، نحن نحدثه عن القضية الفلسطينية وصلف إسرائيل وهم مُصّرين على أن التهديد الرئيسي قادم من العراق ، وكذلك ماأشبه اليوم بالبارحة فالتطرف الديني لا يمثل لنا أولوية أساسية ، ولكن أوباما هنا لايغفل المجتمع الأميركي الذي يعتبر أن التطرف هو المشكلة الأساسية التي تهدد أمنه ، ومن هنا يمكن إعتبار أن أفغانستان وحكومة طالبان تقف على أولويات أوباما وهو يؤكد على ماصرح به مسبقاً في خطاب التنصيب
ثم جاءت النقطة الثانية وتنفس الجميع الصعداء وإستمعوا مشدوهين عندما تحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وبالرغم من محاولته التوازن في حديثه عن القضية إلا أنه وضع إسرائيل في الحسبان عندما بدأ النقطة بنقده للفلسطينين ومقاومتهم بقوله أنه يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف حيث أن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي الى النجاح ، وأرضى إسرائيل أكثر عندما كرر الإسطوانة المشروخة التي تبيعها إسرائيل للعالم يومياً من مقولة أن إطلاق الصواريخ على الأطفال الاسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو القوة ، خيبة أمل أخرى من الخطاب خيمت على المستمعين بإستثناء مجموعة المصفقين بدون تمعن في الكلمات قبل أن يقر أوباما بكلمات مبتورة بأن كثير من الأسرائيلين يدركون أن دولة فلسطينية أمر ضروري ، وهكذا مرت النقطة التي نعتبرها أساسية ورئيسية ومادونها هوامش في خطابه على هذا المنوال ، لينطلق إلى باقي النقاط التي تفقد كثير من أهميتها بعد هذا الحديث المبتور عن الصراع العربي الفلسطيني
النقطة الثالثة وهي الإنتشار النووي ، وهي نقطة لاتهمنا طالما لم يتطرق الحديث عن القوة النووية الإسرائيلية ، بل ويعتقد البعض أن الحديث عن إنتقاد إتجاه إيران النووي فيه غبن وإجحاف كثيرين في ظل وجود دولة إستعمارية نووية على بعد أميال من حدودنا الشمالية الشرقية ، لذلك إعتبر الكثيرين أن تلك الفقرة فرصة للتثاؤب وبدايات للشعور بالملل
النقطة الرابعة وهي الديمقراطية ومصالح الشعوب جاءت باهتة فلم يستخدم فيها الخطاب الحماسي الذي أبداه سلفه نحو نشر الديمقراطية ، حيث أكد أوباما أنه لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي لها أن تفرض نظاماً للحكم على أية دولة أخرى ولكنه سوف يرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة ، وهنا ليست لنا وقفة واحدة بل وقفتين ، كلتاهما مع الدولة الفلسطينية عندما رفضت إدارة بوش في بداية حكمها التعامل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأصرت على فكرة إختيار رئيس للوزراء يكون هو المتحدث الرسمي للشعب الفلسطيني مثلما هو الحال في إسرائيل تفاديا للتعامل مع الرئيس المنتخب ياسر عرفات ، فظهرت صورة باهتة من رؤساء الوزراء متمثلة في أبو علاء وأبو مازن ، وعندما توفى ياسر عرفات وحل مكانه أبو مازن وظهرت حكومة منتخبة من جبهة حماس يرأسها إسماعيل هنية ، رفضت أميركا التعامل معها والإعتراف بها وعادت للنظام القديم بالتعامل مع رئيس الجمهورية ، وهنا نقول لو أن أوباما صادق فيما يقوله بأنه يرحب بالتعامل مع الحكومات السلمية المنتخبة فعليه أن يتجرع كأس التعامل مع حماس مع بعض قطرات من الليمون
النقطة الخامسة وهي عن الحرية الدينية وأشار فيها إلى ان التعددية الدينية ثروة يجب الحفاظ عليها وتشمل الأقباط في مصر والموارنة في لبنان ، وإندهشت لأني أول مرة أعلم أن الموارنة أقلية مضطهدة في لبنان بالرغم من أن القانون ينص على أن الرئيس اللبناني يكون من الموارنة وهم لهم مايقارب الثلث في المجلس النيابي بنسبة تعادل تعدادهم
النقطة السادسة وهي حقوق المرأة وهي نقطة مُقحمة لا أجد لها محل من الإعراب في خطاب المفترض أنه موجه للعالم الإسلامي ، وإن أعجبني تأكيده على أن المرأة المحجبة لايجب إعتبارها أقل شأناً ، وتلك نقطة فيما يبدو أنها تخصهم هم وغالبا فرنسا ، فنحن لانعاني من هذه النظرة وإن كنا أصبحنا نعاني من نقيضها
النقطة السابعة والأخيرة وهي عن التنمية الإقتصادية وفيها داعب أوباما مشاعرنا العاطفية وهو ينهي خطابه مثلما بدأه بالشكل العاطفي ، مؤكداً أن المجتمعات الاسلامية أثبتت منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركز الطليعة في الإبتكار والتعليم
إنتهى الخطاب ورحل أوباما ... وقامت هيئة نظافة وتجميل القاهرة بإزالة قصاري الزرع من الطرقات إستعداداً لزيارة قادمة
***********************
***********************
تباينت ردود الأفعال حول خطاب أوباما سواء بموضوعية أو بغير موضوعية تبعا لإنتمائتهم السياسية ، ولكي نستطيع الحكم على الخطاب يجب النظر له بحيادية كبيرة مع وضع بعض النقاط في الحسبان أولها
أولاً : أوباما ليس هو الإمام الأكبر ولا رئيس رابطة العالم الإسلامي ، ويجب ألا ننتظر من الخطاب أن يعلن أوباما إسلامه
ثانياً : خطاب أوباما لن نسمعه نحن فقط فهناك إسرائيل وهناك الناخب الأمريكي وهناك رأي العالم الغربي في ظل تهديدات القاعدة ، لذلك يجب ألا يغفل الخطاب ذلك
ثالثاً : لكي يتم تقييم الخطاب يجب النظر في طريقة التعامل السابقة لأسلافه ومامدى الحال والهوان الذي وصلنا له في علاقاتنا معهم
رابعاً : لن يأتي الرجل ليقدم لنا الحلول والمساعدات ويرحل ، فهو ليس بابا نويل ولا روبين هود ، فالعلاقة متبادلة أن تأخذ وتعطي أن تمنح وتهب
خامساً : نحن أمة إستهلاكية مفككة وليس لها أي تأثير ولا ثقل دولي لا في مجال علمي أو تكنولوجي أو عسكري أو إقتصادي
وإذا تم أخذ الأمور السابقة في الحسبان فالخطاب قد يتعدى تقييمه ثمانية من عشرة ، وبعيداً عن الخمسة أمور السابقة أستطيع أن أقيّم خطاب أوباما بأنه لايساوي أكثر من أربعة من عشرة
ثانياً : خطاب أوباما لن نسمعه نحن فقط فهناك إسرائيل وهناك الناخب الأمريكي وهناك رأي العالم الغربي في ظل تهديدات القاعدة ، لذلك يجب ألا يغفل الخطاب ذلك
ثالثاً : لكي يتم تقييم الخطاب يجب النظر في طريقة التعامل السابقة لأسلافه ومامدى الحال والهوان الذي وصلنا له في علاقاتنا معهم
رابعاً : لن يأتي الرجل ليقدم لنا الحلول والمساعدات ويرحل ، فهو ليس بابا نويل ولا روبين هود ، فالعلاقة متبادلة أن تأخذ وتعطي أن تمنح وتهب
خامساً : نحن أمة إستهلاكية مفككة وليس لها أي تأثير ولا ثقل دولي لا في مجال علمي أو تكنولوجي أو عسكري أو إقتصادي
وإذا تم أخذ الأمور السابقة في الحسبان فالخطاب قد يتعدى تقييمه ثمانية من عشرة ، وبعيداً عن الخمسة أمور السابقة أستطيع أن أقيّم خطاب أوباما بأنه لايساوي أكثر من أربعة من عشرة
أفضل من كل التعليقات التي سمعتها علي الفضائيات
ReplyDeleteمحايد .. موجز .. منطقي
تحياتي
تحياتى
ReplyDeleteنظرة عميقة وافية لخصت كل شيء
ReplyDeleteاتفق معك تماما
أستاذنا رغم أنك مهندس .. وكبيرنا رغم أنك لا تكبرنا بسنوات كثيرة .. كعادتك ..متابع ممتاز و ناقد موجز .. ولغتك سهلة ممتنعة
ReplyDeleteأنت أحد النجوم التى لم يصل اليها نظر الاعلام بعد .. ولكنك تستحق مكانة مميزة .. تحياتى
مشكور اخى على الايجاز الوافى ولكن يجب ان نفصل بين لون اوباما ونشاته وبين حاله الان بأنه رئيس امريكا فلا نترك مشاعرنا تنساب اليه ويزداد العشم ولابد الا نغفل ان اليهود مسيطرين على اقتصاد امريكااااااااا وانا ارى ان خطابه انكرنا كثيرااا ولكنه ذكرنى بالراحل السادات عندما قرأ من القرأن والانجيل والتوراة رحم الله السادات سلاامى
ReplyDeleteهو بما انى مش كنت حاطة اى امل ولا حتى فكرت اتوقع خطاب اوباما لانى مدركة ان مش فى فرق بين احمد والحاج احمد لكن دمى محروق اوى على ال500مليون جنيه اللى اتصرفوا على 6 ساعات قضاهم معاليه فى القاهره
ReplyDeleteافرض اوباما عمل حاجا للفلسطنين و بعد كده جالك و احد جمهورى مجنون و راح مبوظه و بعد كده راح رانن على اصحابه بتوع اروبا و قال لهم قابلونى عند السودان و بعد كده راح وخدهم و طالع على الصومال هينفعك بأيه اوباما لازم يا عم تبقى انتى امريكى وتفتكر لما جيه نبليون و لبس العمه و قال "بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله الا الله، وحده، لا شريك له (..) يا سكان مصر قد يقول لكم الوشاة إنني جئت لأحطم دينكم ولكن هذا القول يكذب أهله.. قولوا لهم أني أحب الله أكثر من المماليك، وإنني احترم نبيه محمدا والقرآن العظيم (..) يا شيوخ، ويا قضاة وأئمة وزعماء هذا البلد، قولوا لأمتكم إن الفرنسيين هم أيضا مسلمون حقيقيون مثلكم"
ReplyDeleteلازم نبطل نرش اسبراى على على الدمامل الطلعت فى لسنا من كتر متلسعنا من الشربه
و نشوف نشيل الدمامل من لسنا ازاى
خلاصة الكلام متثقشى فى الأمريكان