جاءت على ذهني تلك الكلمات التي صاغها أحمد فؤاد نجم وأنا أشاهد الحالة السلبية المثيرة للعجب والغيظ من شحاتة والتي لاتستقيم مع طبيعة النفس البشرية ، وإذا كانت كلمات نجم تستنكر الإستكانة وتدعو لثورة ترفض الواقع حيث لن يتبدل الحال إلا بأيدينا ، إلا أن الثورة القريبة التي يبشرنا بها خالد يوسف في فيلمه دكان شحاته هي ثورة الفوضى للجياع ، والتي إستقرأنا تباشيرها في عام ألفين وثمانية ، الفترة التي تم فيها الإعداد للفيلم من أحداث القتلى في طوابير الخبز ، والقرى العطشى التي جفت فيها المياه
لم يأخذ خالد يوسف وقتاً حيث إستغل تترات الفيلم ليدخل للموضوع مباشرة ، فبينما تتم إنهاء إجراءات خروج شحاتة من السجن نشاهد خبر تلفزيوني يخبرنا بوصول أزمة البطالة والغذاء في مصر إلى درجة وصفها المراقبون بالخطيرة وتنذر بكارثة إنسانية مما يهدد أمن وإستقرار المنطقة ، تليها عملية سرقة شعبية لقطار يحمل مواد غذائية في غياب واضح من القانون والشرطة التي تقف عاجزة ، تتبعها مانشيتات أخبار صحفية تبدأ من عام ألفين وثلاثة عشر العام الذي تبدأ فيه احداث الفيلم ، أي بعد ثلاثة أعوام من الآن ، وتستعرض في ترتيب تنازلي الأحداث حتى عام واحد وثمانين بداية حكم حسني مبارك ، ويكون مانشيت عام ألفين وعشرة أزمة بطالة وغذاء تجتاح مصر، فتنسجم وتنصهر أحداث الثلاثة أعوام القادمة منطقياً مع مايسبقها من أحداث حتى إغتيال السادات ، كل ذلك على خلفية أغنية حزينة موحية لأحمد سعد من كلمات جمال بخيت بعنوان "مش باقي مني" في تقول في بعض فقراتها
كانوا زمان شربات والنكتة سكرهم ... شربتهم الخفافيش في قلب أوكارهم
إذن الدقائق الأولى من الفيلم تبشرنا بفيلم قاهر صادم وأسود غامق ، فتكتشف أنك أمام مليودراما مأساوية لشحاته مع أخواته الغير أشقاء الذين يغارون منه لعطف أبيه المبرر عليه ، كما هو الحال في بعض من قصة سيدنا يوسف ، ولكن بشكل أقسى وغير مبرر بشكل كبير ، فيكيدون له ويقتلوا أحلامه ويقهروه ويسجنوه ويسرقوه وينهبوا حقوقه ، شحاته هنا يمثل المواطن المصري أو الشعب المصري بينما الأخوة مجتمعون يمثلون الفاسدين والناهبين خيراته والسارقين لأحلامه ، وكان طبيعياً أن يعود شحاته لينتقم فيستعيد حقوقه المسلوبة وأحلامه المغتصبة ، ولكنه بطيبة مستفزة يُقصر مايعتقده شراً فلا يفكر في إنتقام ، ولكن يفكر في لم شمله مع أخوته فكلهم أبناء أب واحد أو أبناء هذا الشعب ، وعفا الله عما سلف في براءة وطيبة لاتستقيم مع الواقع وهو ماجعل الأبيات في بداية التدوينة تحضر على ذهني ، وتتوالى المليودراما وفي وقت لايستطيع معه أخوته إستيعاب أو توقع هذه السلامة في ردة فعله بعدما نكلوا به ، فيكيد من هم حول شحاتة صدر أخوته القساة عليه فلاهو يستطيع أن يوصل لهم حسن نيته تجاههم ، وهُم لا هَمّ لهم إلا تفادي وصوله إليهم ، حتى إذا وصل إليهم قتلوه ... قتل الفاسدين والناهبين والمغتصبين الطيبة والبراءة وحُسن النية في جشع أعمى فماكان إلا أن عمت الفوضى البلاد وقامت ثورة الجياع
الرمزية في الفيلم كثيرة ومباشرة في معظم الأحيان متمثلة في تصنيف الشخصيات والأماكن ، مثل الدكان الذي يمثل الوطن وعلى إسم شحاته الذي يمثل المواطن المصري فيتصارع عليه مجموعة من أبناء الشعب الفاسدين والناهبين يمثلهم الأخوة فيبيعونه بحفنة أموال ، وبيسة التي تقوم بدورها هيفاء وهبي حبيبة شحاتة التي تمثل أحلام المواطن المصري التي يتم إغتصابها وفض بكارتها ونهشها بزيجة تبدو شرعية ظاهرياً ، إلى الأب الذي يرمز إلى جمال عبد الناصر الذي ينتصر لشحاته أو المواطن المصري من الناهبين فيعتبر هو حصن الأمان له ، فإذا مات إنقلب الحال وتاه وطرد وتغرب في بلده .. وحتى الرمزية في العبارات كانت مباشرة جداً مثلما يطلب الأب من شحاته تحريك صورة الريس عبد الناصر مسافة كي تداري الشرخ الذي في الجدار فيرد عليه شحاته بأن الشرخ أصبح كبيراً لدرجة لاتستطيع معه الصورة إخفائه ، والقصد من الشرخ هنا فترتي حكم السادات ومبارك
يجلس شحاته في بداية الثلث الأخير من الفيلم بمقربة من مسجد الحسين في رحلة البحث عن إخوته علّه يعثر عليهم حسب وصية والده بأن يزوروا المكان كل جمعة أو عندما يضيق بهم الحال ، فيجسد الوضع الحالي خالد يوسف في المشهد الذي يقترب منه رجل بسيط يعتقده يتسول فيعطيه ماتجود به نفسه ، فيهب شحاته واقفاً ويقول له "خد فلوسك يابيه أنا مش شحات" فيرد عليه الرجل البسيط بطيبة "يابني كلنا بنشحت من بعض .. هي ماشية غير بالشحاتة !!؟" في إشارة إلى الحال الراهن
يعيب على المخرج نفس ماتم العيب عليه في فيلم حين ميسرة ، حين يرصد جميع المظاهر السلبية في فيلم واحد فكانت فيها مبالغة مفتعلة ، مثل إقحام خبر غرق العبارة وحريق مسرح بني سويف أو الفساد في العمليات الإنتخابية ضمن السياق الدرامي للأحداث وكأنه نوع من الرصد المُقحم على الدراما ، وأعتقد أن المشاهد الخاصة بالإنتخابات الرئاسية كانت السبب في فرض حظر على الفيلم قبل الإعلان عن تدخل جهة سيادية للسماح بعرض الفيلم
بعد مشاهدة الفيلم أصابتني الدهشة عندما إسترجعت خبر طلب المحامي نبيه الوحش من النائب العام منع عرض الفيلم لأنه يدعو إلى الفسق والفجور ويحوي تطاولاً على الدين الإسلامي ، يبدو أن الوحش كان يشاهد فيلماً آخر ، فلايوجد أي تطاول ولم يمس الفيلم أي شيئ من شؤون المسلمين إلا من مشهد بعض مجذوبي الطرق الصوفية في أحد الموالد وهم ينظرون لسيقان هيفاء وهبي وهي تركب إحدى مراجيح المولد ، أما جزئية إستغلال النقاب في أمور منافية للاداب تؤكد لي أن هذا المحامي غائب عن الوعي ، ولا أدري ما علاقة طلب شيوخ الأزهر بوقف الفيلم لإهانته للدين دون مشاهدته وهو مالايستقيم مع روح الدين من تحري الدقة قبل الإتهام ، فهناك مشاكل أعظم وأجل منوطون بها أهم من هذا الهراء فيما لايعلمون
المحاولات القليلة التي قام بها خالد يوسف ببث جو من المرح من خلال شخصية كرم أو عمرو عبد الجليل وبالرغم من خفة ظلها إلا أنها لاتستقيم مع جدية وقسوة الفيلم ، فكنت أتفادى حتى الإبتسام حتى لا يتوه مني الجو العام للفيلم
تجربة دور هيفاء في الفيلم لاتختلف كثيراً عن تجربة يوسف شاهين بالإستعانة بداليدا في صدمة للمشاهد وهي تؤدي دور فلاحة في فيلم اليوم السادس ، وإن كانت هيفاء قد نجحت بشكل أفضل ولكن يظل الأداء عادياً تستطيع أن تقوم به أي ممثلة أخرى ، فلم تكن سيئة بطريقة ملفتة للنظر مثلما تناولتها أقلام بعض النقاد ، ولم تكن تحمل أداءاً متميزاً مثلما توقع لها خالد يوسف في تصريحاته أثناء تنفيذ الفيلم
الناصرية في الفيلم واضحة ، وخالد يوسف ناصري ومن حقه أن يعرض وجهة نظره وأن يمجد تاريخ زعيم يجده الأفضل دائماً ، وليس لنا أن ننتقده في ذلك ، فتلك رؤيته والفيلم يعرض رؤية خاصة لصانعيه ، ومن يعترض لايعترض على أن الفيلم ناصري التوجه فهذا حق صناعه وهو ينبع من إيمانهم ورؤيتهم ، ولكن على من يعترض وله نظرة مخالفة فليقدم لنا عملاً فنياً يعرض فيه رؤيته
أخيراً .. الفيلم سوداوي مليودرامي يستفز المشاهد وفيه كمية متعمدة من الظلم والقهر والجور لينكر على المشاهد الإستمرار في الإذعان والخضوع والمسالمة ويطالبه بالتحرك لإستعادة حقوقه المسلوبة ، وإلا فإن القادم أسوأ ولا محالة
الميزة في الفلم برغم اني مش مقتنع ببعض الأفكار فيه انه بيخليك تفكر بخلاف افلام تانية
ReplyDeleteهو برده في فكرة برده وهيه اني شايف ان رمز عبد الناصر هو الفنان عبد العزيز مخيون اللي سلم محمود حميده الدكان في صورة رمزية للتأميم
و ابن عبد العزيز مخيون هو رمز للسادات اللي باع الفيلا لإسرائيل مقابل جزء من المال اللي كان بداية خلاف الإخوة بصورة واضحة
أنا شايف ان الفلم بيحكي قصة مصر خلال فترة حكم عبد الناصر و السادات و حسني مبارك
مع اني شايف انه مبالغ في دعايته لفترة عبد الناصر
اقدر اقول عجبني الفيلم
ReplyDeleteونقدك ليه عجبني اكتر
الاخ / احمد
ReplyDeleteاولا شكرا علي الشرح الوافي للفيلم
ثانيا : انا لم اشاهد الفيلم ... نظرا لوجودي خارج مصر ..ولكن قرأت الكثير عنه ... مع مشاهدة ... الاعلانات الخاصة به ... ولي تسأول ... هل لكي يستطيع المخرج .. ان يقول ان اسدا التهم شخصا ... هل لابد من تصوير الاسد .. وهو يقضم من الشخص قطعة ؟ قطعة ؟ ام ان مشهد هجوم الاسد ... علي الشخص ... ثم تصويره وهو ينصرف وهو يلعق الدماء بلسانه سيعطي نفس المردود ؟
ثالثا : الذي اريد ان اقوله ... ان هناك جرعة عنف " مبالغ " فيها في الافلام هذا الموسم ... والغريب ... ان تجد كل مجموعة فيلم " من مؤلف الي مخرج الي منتج " تخرج لتبرر ذلك بفكرة الفيلم ...انا هنا لي رأي اخر ... واري انهم يتعمدون ذلك لاسباب تجارية
رابعا : نأتي للمخرج " خالد يوسف " بشئ من التفصيل ... ان اصراره علي وجود مشاهد صادمة في فيلمي " حين ميسرة " و " دكان شحاته " لا اري ان المبرر لهما فقط جرأة فكرة الفيلم .... فمصر مليئة ومليئة جدا .... بتل من المشاكل الذي يمكن تناوله بلا مشاهد صادمة .... اما كونه ناصريا ... فطبعا هذا توجهه السياسي ... ولكن ليس له ان يفرضه علي المشاهد ... " اكرر انا اعتمد علي تحليلات الفيلم ... ولم اره " ... وسيجد طبعا العديد ممن يذكرونه بحال الحريات الشخصية في عهد " ناصر "
الخلاصة ... انا لا استطيع ان ابتلع جملة " الفيلم عاوز كدة " التي يرددها الجميع عند اي اعتراض علي مشهد معين بأي فيلم ... السينما وخاصة السينما الهادفة يجب ان تسمو باخلاق الجمهور ... لا ان تتلقف موجة " العنف والبذاءة " من المجتمع لتضخمها وتعيد تقديمها للناس
شكرا والسلام عليكم ...
تحليل بصراحة أجمل من الفيلم بمراحل
ReplyDeleteالفيلم لا يستحق أكثر من ست درجات علي عشرة نصفها بفضل موسيقي أحمد سعد ويحيي الموجي وكلام عمنا جمال بخيت أما ماقدمه خالد يوسف في هذا الفيلم فبكل وضوح لا يعتبر سينما بأي حال بل هو رصد موجع للواقع مكانه الملائم هو الجزيرة الوثائقية وليس شاشات السينما فالسينما كفن أعقد وأجمل من هذا بكثير بالإضافة بالطبع إلي الرمزية الساذجة المعتادة منه في عمرحرب والعاصفة وأخيراشحاتة
والتي تشعرك أنك تقرأفي قاموس ولا تشاهد فيلما(شحاتة= المواطن-بيسة=مصر-الأب=عبد الناصر- الأخوة= المنتفعين والوطنيين الديمقراطيين اياهم ومن شايعهم)
لا توجد في الأنفس البشرية هذه الشخصيات الأحادية التي هي إما شريرة بشكل شيطاني مطلق(أخوة شحاتة) أو طيبة بشكل ملائكي مستفز(شحاتة(
ولوكان رسم الشخصيات بهذا الشكل الأحادي المستفز لاستطعنا كلنا أن نكتب الروايات والسيناريوهات ولما كان هناك قيمة لما كان يكتبه نجيب محفوظ أو يوسف ادريس رحمهما الله أو بهاء طاهر وعلاء الديب أطال الله في أعمارهما من الأخر مازال خالد يوسف يثبت أنه مواطن نبيل مهموم ببلده وصاحب موقف سياسي محترم أكثر بكثير من كونه مخرجا مبدعا أو له كاميرا مميزة
والسلام خير ختام وأسف للإطالة
فلم رائع تحفة ل خالد يوسف عقبال ما اشوف فلم يسري نصر الله احكي يا شهرزاد
ReplyDeleteفهناك مشاكل أعظم وأجل منوطون بها أهم من هذا الهراء فيما لايعلمون
ReplyDeleteأعجبنى تحليلك للفيلم أكثر مما أعجبنى الفيلم نفسه.. ففى رأيى أن خالد يوسف إزدحمت فى عقله كل المفردات التى أراد أن يطرحها إلى حد أنه لم يجد وقتا أو مساحة كافية لينسجها فى دراما متماسكة و يفرض عليها لغة سينمائية جيدة و النتيجة أنه قدم لنا قفة أفكار على إعتبار إن القفة هنا هى الحدوتة التى جمع فيها أفكاره..
ReplyDeleteالرسالة الأساسية للفيلم كان يمكن لها أن تكون أكثر تأثيرا لو أنه لم يشوش عليها بالكثير من الرسائل الجانبية.. لست فى حاجة إلى أن تسرد تاريخ مصر طوال 30 سنة و تقوم بإسقاطات على 30 سنة سابقة لها حتى تصل إلى المصير الذى تنبئ به الأوضاع الحالية..
" ولكن على من يعترض وله نظرة مخالفة فليقدم لنا عملاً فنياً يعرض فيه رؤيته"
ReplyDeleteعلى أبو شادى أعلن أنه سيمنع الإخوان من أى محاولة فنية
!!!!!!!!!!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ReplyDeleteشفت الفيلم واتصدمت بصراحه
اتصدمت من كمية الناس اللي قاعده تعارض عمال علي بطال من غير ماتشوف حاجه لدرجة اني شكيت ان خالد يوسف مأجرهم عشان يعملوله دعاية للفيلم
وخصوصا الناس اللي رفعوا قضية علي الفيلم عشان المشاهد اللي اتصورت جوا الحسين وعشان مشهد النقاب
وحتي المشهد بتاع المرجيحه مايستحقش كل الظيطه دي
في المجمل عجبني الفيلم جدا ومع ان كل الناس بتنتقد كمية الميلودراما اللي فيه والسوداويه اللي بيقدم بيها الاحداث بس انا مش شايفاه كده ، ما الواقع اللي احنا عايشينه اسود مليون مره من كده مابنلحقش نفوق من مصيبه الا تيجي اللي بعدها
المشهد اللي فيه كرم بيجوز بيسه لاخو شحاته حسيت ان دي مصر اللي رافضه واحد وبيتفرض عليها بالعافيه وحتي لما ترمي نفسها من الدور السابع عشان مش عاوزاه برضو بيجوزهاله بالقوة وبيدعي انها رمت نفسها عشان تتجوزه وفي نفس الوقت مشاهد شحاته في السجن
حسيت انه بيوصف التوريث اللي هايحصل وافقنا ولا ما وفقناش ، بالسجن بالضرب والقتل حتي المهم انه قادم لا محاله
الناصريه اللي في الفيلم لا تعيب المخرج كل واحد حر في توجهاته وده ما يزعلش حد فعلا ما حنا ياما شفنا افلام بتمجد السادات وافلام تانيه لا تخلو من مسح جوخ لمبارك واخيرا هوجة الملك فاروق وماحدش اتكلم
والمشاهد المفروض يبقي له عقله اللي بيفكر بيه ويحدد الصح فين والغلط فين
خالد يوسف ... مفرط فى الرمزية بدون مبرر ومفرط فى سوداويه بدون وجه حق
ReplyDeleteخالد يوسف . . يتباكى على وضع قائم وضع حجر اساسه زعيمه المفدى ولا تقدم افلامه حلولاً له
خالد يوسف . . عند كل مره ارتكب خطا مشاهده احد أفلامه لا استطيع منع نفسى لا من الندم على ما ضاع من الوقت ولا من الألم على مستقبل السينما لو فيها واحد كمان زيه
نقد الفيلم هايل
ReplyDeleteانا الفيلم كان عاجبنى .. بس عجبنى اكتر بعد ما قريت النقد الرائع دا .. لان خلتنى اشوف حاجات مشوفتهاش
بتفق معاك اوى فى كل حاجة .. خاصة ان الهجوم على الفيلم مكنش مبرر خالص
عاوزة بس اقول حاجة .. الفيلم فعلا سوداوى وكئيب .. بس من غير مبالغة صدقنى .. انا بيعدى عليا حاجات فى حياتى بشوف فيها الصورة قاتمة وسودة كده ويمكن اكتر كمان من غير مبالغة .. كون ان عرض دا .. فهو بيورينا واقع موجود .. كمان بتقول بيورينا السلبيات بس .. طب هو فيه ايجابيات .. اهو انا شفت بقى لو كان عرض اى ايجابيات كان هيبقى متحيز ومبالغ .. لان الايجابيات قليلة جدا نقدر نقول عليها نفحات
حتى فى الاغنية وجعتنى اوى الجملة بتاعت
وانتى فى طابور العيش بتبوسي ايد الزمن ينولك لقمة من حقك المشروع .. مش باقى منى غير شرقة فى نفس مقطوع .. وانا صوتى مش مسموع
تحس ان ابسط حقوق الانسان انه ياكل ويشرب بقى حلم صعب
عجبنى برده المشهد بتاع الشحاتة .. لما بيقوله خد فلوسك يابيه انا مش شحات
حاجة كمان : استكانة شحاتة قدام اخواته بالرغم من الظلم اللى اتعرض له منهم مبرر .. دا راجع لطبيعة الرمز اللى هو استعان بيه .. مينفعش يقول للناس يلا ثور ضد اخوك وخد منه موقف .. دا هو عاوز يقول اللى بيقسي على الانسان بيكون اقرب الناس إليه اللى هما المفروض يدافعوا عنه .. وياخدوا بالهم منه ويكونوا مصدر حماية له .. والانسان بيقف عاجز عن القسية .. مش ضعف .. بس عشان دول قريبين منه اوى .. ملقاش رمز اقرب من الاخ
ظهر اوى المشهد دا لما جم يقبضوا على شحاته وهو بيتقبض عليه بقى ينده لاخوه ويستنجد بيه ويقوله متخلهمش ياخدونى يا طلب
ظهر اكتر لما خرج من السجن وكان عمال يدور عليهم ويقول : عاوز ألاقى اخواتى عاوز اشم ريحة ابويا فيهم .. الحكاية مش ورث ضايع .. ولا خطيبة اتاخدته منه زى ما اخواته اعتقدوا .. الفكرة ان الرابط اللى بينهم اقوى مينفعش يتقطع
احساسي مختلف شويه الفيلم مش بيقول للى زى شحاته ثوروا .. حسيت بيقول للناس اللى زى اخواته حرام عليكم متموتوش الحاجة الطيبة اللى جوانا
وجعنى اوى فى الاخر الولد بتاع الموقف اللى اسمه البرص .. اللى طمر فيه وقفة شحاته جنبه وجاب ناس عشان تدافع عنه .. وطلع من جيبه مخدرات او حاجة قاله حطها تحت لسانك عشان متحسش بوجع وهو بيموت .. فى الوقت اللى اقرب الناس اليه هما غدروا بيه
معلش لو كنت طولت
بس التعليق رائع بكل المعانى
تحياتى
السلام عليكم
ReplyDeleteكل ما قيل عن الفلم من نقد صحيح وقد شاهدته في السينما هنا في البحرين واكثر ما اعجبني في الفلم هو الشعر الأكثر من راااااااااااااااائع.
الفلم ممتاز وأجد بأن اختار المخرج وموافقة جهة الانتاج على مشاركة هيفاء وهبي في البطولة ودفع مبلغ خمس مليون جنيه كأجر يعبر عن ذكاء ودهاء كبيرين حيث ان الشباب العربي مهوووس بما تقدمه هيفاء من مشاهد ساخنه تعتمد بشكل مباشر على استغلال جسدها بأسلوب رخيص ومبتذل في الغالب حتى ان الفيلم هنا عرف بأسمها " فيلم هيفاء وهبي"
في رأيي الشخصي والخاص أجد بأن هيفاء ما كانت الا سعر لدخول ممثل مبدع وعبقري ما كان ليلاقي من يشاهده دون خدعه.هو يستحق تذكرة بمخمسة ملايين جنيه وهو الأجر الذي تقاضته هيفاء عن دورها بل واكثر من ذلك.
الشيء المستغرب ان هيفاء وافقت على تصوير جسدها عن قرب فاضح كشف عن وجه متعب وغير مشدود مع تجاعيد تعبر عن سنها الحقيقي.كما انها اعتمدت نفس الاسلوب المصطنع في الكلام والحركة والدلع المعتمدين من قبلها والمسجلين بأسمها.الغريب انها ظهرت في مشهد وهي خجله من نشر ملابسها الداخليه في حين انها كانت تلبس ملابس فاضحه لا تتناسب ودور الفتاة الصعيدية الخجوله والوفية لحبيبها!
المغالطة الاسخف هي انها لم تكن تتحدث بنفس للهجة التي يتحدث بها اخوها في الفلم رغم سلطته الطاغية عليها ورغم انها تعيش معه ولا يوجد لها اهل غيره!
أجد بأن الجميع اتقن ما نسب اليه من دور بشكل كبير عدا هيفاء وهبي فلم يكن الدور مناسب لها البته هذا الى جانب أدائها الغير مقنع.
في الختام تحياتي لكل مصري يعيش على ارض بلده ولم يضطر الى بيع انسانيته لتكون علفاً لمن باع انسانيته سلفاً طلباً لسلطة المال.