Friday, June 19, 2009

في الخطاب العفن لخامنئي





فكرة أن تتحول المنابر الدينية لتوجيه خطب سياسية فكرة ديكتاتورية ، فالدين له منابره والسياسة لها منابرها ، وعندما تنطلق الخطبة السياسية من منبر ديني تجد نفسك تتعامل معها مثل الخطاب الديني ، فيجب عليك أن تؤمن بها ولا مجال لمناقشتها أو معارضتها ، السياسة لها دروبها ومسالكها وأرائها المتعددة والمتفقين والمختلفين معها والتعامل معها من على المنبر الديني يقيد تفنيدها وتحليلها التحليل السياسي ، ويعتبر الخروج عن الأطر المطروحة في الخطاب السياسي هو خروج على الخطاب الديني ، إذ لم يكن في بعض الأحوال خروج عن الدين ، مقبول أن تتنتاول الخطب الدينية قيم دينية أو قيم اخلاقية أو مناقشة مواضيع إجتماعية ، ولكن يجب أن تبتعد تماما عن السياسة .. فالسياسة قذرة وخصوصاً إذا كانت هناك أراء متنافسة ومتعارضة ، وهنا تكون للسياسة منابرها الخاصة بها

تعلمنا منذ الصغر أن خطبة الجمعة مقدسة ويجب الإنتباه لها ومن قال لمن بجواره أسكت فقد لغى ، أي قد شابت صلاته عيوباً ، واليوم يأتي لنا خامنئي ليلقي بخطبة جمعة محملة بجملة أكاذيب سياسية وسط حشود تهتف وتؤيد وتحمل صور القادة ، وتاهت صلاة الجمعة وخطبة الجمعة وتم إستغلالها أسوأ إستغلال في دغدغة مشاعر الحاضرين مستغلاً الجو الديني المحيط بخطابه السياسي

خطاب خامنئي يعود لعصور ولت منذ أزمنة ، فعندما يقول في نهاية خطابه أن إيران هي من تهتم بحقوق الإنسان وترفع لواء حقوق الإنسان لنا ألا نثق في أي كلمة يقولها ، فعندما يقول أن التخريب والشغب الذي حدث تم بواسطة جهات أجنبية ، نكتشف أن تلك هي نفس لغة الخطاب الديكتاتوري المعروف بالقلة المندسة والعناصر الأجنبية ، فعندما يقول أن خروج الشارع لرفض نتائج الإنتخابات هو بدعة لن يقبلها ، فهو يناقض نفسه فيوماً ما هو ونظام حكمه أتي من خلال هذا الشارع الذي خرج مطيحاً بدكتاتورية سابقيه ليأتي بهم حكاماً أسوأ ديكتاتورية

عندما ينعى الإصابات التي حدثت بقوات المتطوعين المعروف بإسم
الباسيج وهو يماثل المدنيين التي تستعين بهم أجهزة الشرطة في الدول القمعية لضرب المتظاهرين والتنكيل بهم ، وقد رأيناهم قوة مؤثرة ومنظمة بدراجتهم النارية وهرواتهم السوداء التي تنهال على النساء المتظاهرات بدون هوادة لتفريقهم ، عندما ينعى إصابتهم ويتناسى أن الغرف السفلية لقوات الأمن بها أكثر من سبعمائة معتقل يتم تعذيبهم والتنكيل بهم ، ومنهم مسؤولين ووزراء سابقين هو بذلك يجافي الحقيقة

عندما ينكر أن يكون قد حدث تزوير في إثنى عشر مليون صوتاً ، حيث أن التزوير يكون في مائة ألف صوت أو مائتين ألف صوت أو مليون صوت ولكن إثنى عشر مليون صوت أمر مستبعد ، لاينبغي أن يخرج مثل هذا الحديث من رأس الدولة فالتزوير تزوير .. صوت مثل ألف مثل مائة ، وقد خرجت المظاهرات تحت عنوان ثابت لايتغير "أين ذهب صوتي ؟" في تأكيد على تزوير الإنتخابات

عندما يهاجم الغرب بشراسة وبعنف غير مبرر بالرغم من تحفظ الغرب الزائد عن الحد في التعليق على الإنتخابات ، وتصريح أوباما نفسه بأن الإنتخابات الإيرانية شأن داخلي ، هو بذلك يخفي الحقائق ويلحق بالمتظاهرين تهمة أن تظاهرتهم يشوبها نوعاً من التدخل الأجنبي

عندما يفتقد اللياقة في الحديث ويشير من على منبر الجمعة إلى عهد بيل كلينتون بعهد زوج تلك المرأة يقصد هيلاري كلينتون ، هو بذلك ينزل لمستوى حقير في الخطاب

عندما يؤكد أن كل المرشحين هم تابعين لنظام الثورة الإسلامي ، ثم يتحدث بعد ذلك بلغة "نحن وهم" ، ويقصد بنحن هو وأحمدي نجاد ... أما هم فهم يقصد الآخرين الإصلاحيين ، هو بذلك يناقض نفسه بالحياد المزعوم تجاه جميع المرشحين

تلك هي المرة الأولى التي أتابع فيها خطابات أيات الله ، وللأسف وجدتها خطابات ديكتاتورية ركيكة غير محترفة تحمل منظور سياسي ضيق محمل بالأكاذيب و لوي للحقائق ، وأندهش كيف كل هؤلاء الهتيفة الحاضرين بالآلاف مغيبة عقولهم بهذا الشكل


11 comments:

  1. في المذهب الشيعي الجعفري الإثنى عشري كل من يصل لدرجة آية الله فهو نائب الإمام الغائب
    و بالتالي فهو معصوم و يمتلك سلطات على أتباع المذهب تفوق ما يمتلكه بابا الفاتيكان نفسه على المؤمنين بالكاثوليكية

    فلا يجب أن تتعجب من ردود فعل المؤمنين المنقادين لنائب الإمام المعصوم
    :)

    ReplyDelete
  2. مهندس مصري

    شقير

    على الاقل فى ايران الشعب لا يقدس المرشد

    و خرج سابقا فى تظاهرات

    ة يخرج الان أيضا ضد نجاد و خامنئى

    فى ايران لم يتم اخصاء المجتمع و تدجينه

    و نتيجة لذلك هناك مرشحون كثر و أقوياء على درجات


    تعليمية رفيعة ( نجاد و موسوى حاصلون على درجة


    الدكتوراه ) عندما أحس انصار المعارضة بشك فى نتائج

    الانتخابات خرجوا فى مظاهرات

    أخص بهذه الكلمة مهندس مصرى :

    المجتمع الايرانى يؤمن بالعلم و فقط

    اما المعتقدات الدينية فلم تؤثر

    فى فى نضاله و تطويره لنفسه رغم الحصار

    و ليقل المرشد ما يشاء

    فى ايران لا يوجد فراعنة او انصاف الهة كما يوجد بمصر

    ReplyDelete
  3. مرحبا بو شهاب اتابعك عن بعد كالعادة
    بو شهاب هي نقطة يجب ان تكون معلومة لديك و اظنها كذلك
    و لكن لا يمنع من اعادتها لقراء مدونتك الكريمة
    ان حتى مير موسوي هو احد افراد الحرس القديم للثورة
    و توجد مقالة للزميل محمد اليوسفي قد اسرد بها بعض المعلومات و وجهة نظره الشخصية بهذا الشأن
    احببت ان اشاركك بها
    http://www.ma6goog.com/2009/06/blog-post_19.html

    ReplyDelete
  4. مهندس مصرى

    بلاش ننحى خطابنا للبعد الطائفى

    ReplyDelete
  5. شقير


    فى معلومات مش عارف انت واخد بالك منها ولا لأ ؟

    موسوى يدين بالولاء للثورة الاسلامية و كذلك انصاره او اغلبهم

    المرشد الاعلى للثورة لم يكن ابد محايدا تجاه المرشحين فى اى انتخابات

    اشمعنى الانمتخابات دى اللى عايزه يبقى محايد ؟



    لمعلوماتك :

    خاتمى فاز فى الانتخابات قبل السابقة

    رغم انف المرشد و ضد رغبته

    ReplyDelete
  6. على المدونين المهلهلين و الحونجرين لنظام ايران و ديموقراطيتها الزائفة أن يفيقو من الغيبوبة الي هما فيهم

    قال ديموقراطية ايران سلامات ايران

    ReplyDelete
  7. هى دى مشكلة الافراد او الشعوب فى البلاد العربية والاسلامية محشورة بين الاستبداد الدينى والاستبداد السياسى وللاسف السؤال فى حاجة تانية نتشعلق فيها للهروب من الحاجتين دول؟

    ReplyDelete
  8. بداية اعرف يقيناً ان ايران هى العدو القادم واكاد اجزم بأنهم الفئة التى ستشيع الفتن أخر الزمان ولو صدق ظنى فقد امرنا وقتها بأن نلزم دورنا ونكسر رماحنا ونطرم سيوفانا ونستغشى ثيابنا ونستقبل الحائط ولا نقاتلهم ابداً

    عزيزى مهندس مصرى
    ما سطرته غير صحيح بالمره ، فلقب ايه الله درجه علميه لا اكثر وهناك أعلى منها أما نائب الأمام الغائب فليس معصوم ولا يُعد عندهم كذلك

    أستاذ احمد شقير
    أختلف معك جمله وتفصيلاً

    ReplyDelete
  9. كلام عجيب .. و الأعجب أنه يجد من يصدقه و يصفق له

    وأندهش كيف كل هؤلاء الهتيفة الحاضرين بالآلاف مغيبة عقولهم بهذا الشكل

    انا كمان مندهش معاك

    ReplyDelete
  10. اخ/ احمد شقير
    عاوز افهم حاجة بصفة انك مدون قديم .... عاوز اعرف ايه اللي عملته ايران يخلي كل اخواتنا اليساريين والقوميين ينحازوا لها كل هذا الانحياز .
    اظن انه لو رجل دين سني اعلن تدخله السافر علي هذا النحو سواء في مصر او اي مكان اخر ...كان اصدقائنا الثوريين والقوميين علقوا له المشانق بدعوي انه ينافق النظام .... وكا زمانهم قالوا مفيش غير " فصل الدين عن الدولة هو الحل " .... لماذا تدخلات " خامنئي " ...هي التي تكون ... " قولا فصلا " بالنسبة لهم الان ؟ ... مجرد تساؤل
    الموقف ده فكرني بمشهد في فيلم " ايام السادات " للراحل احمد زكي ... لما كان بيكلم النبوي اسماعيل " الولاد الاسلاميين حطوا اديهم في ادين الاولاد الشيوعيين وبيحاربونا , شفت .... اكتر من كده ؟ " ... طبعا انا حذفت الكلمة اللي قالها .... لكن انا مش عارف ايه سبب الاعجاب الشديد بنظام اساسا بيقوم علي اساس التمييز الديني لطائفة معينة .... يعني انتوا طول الوقت بتتكلموا عن حرية الاديان ... وعن قيم المواطنة .... اشمعني عند ايران .... نسيتوا كل الكلام ده

    ReplyDelete