Saturday, June 20, 2009

بورنو الإنتخابات .. والإستمناء



حضور جماهيري مكثف ونسبة تصويت غير مسبوقة



لبنان .. إيران .. المغرب ... ثلاث دول إشتركوا فيما بينهم خلال الإسبوعين الماضيين في شيئ واحد ألا وهو الإنتخابات ، وإختلفت الإنتخابات بينهم في نوعيتها وطريقة أدائها ونتائجها ، لبنان تمت فيها إنتخابات برلمانية ، وإيران إنتخابات رئاسية ، وأخيراً المغرب إنتخابات محليات أو بلدية ، ومابين المشرق والمغرب وفي تشبيه مقارب قرأته في إحدى التدوينات أصبحنا نتابع الإنتخابات ونشاهدها مثلما يشاهد الشباب العاجز عن الزواج أفلام البورنو ، نشاهد ونعجب وننتقد ثم نكتفي بالإستمناء دون ممارسة حقيقة ، هم يمارسون الفعل ونحن نمارس الخيال

لبنان .. جرت فيها إنتخابات برلمانية ومصر جرت فيها إنتخابات برلمانية .. والمشهد يحتم عليك إجراء مقارنة لامفر منها .. في لبنان التي تعيش على سطح صفيح ساخن من التعددية المذهبية والطائفية والإختلافات العميقة بين التيارات المتناحرة جرت إنتخابات نزيهة وحرة لم يتم فيها التلاعب بصوت واحد وبرغم سخونة الإنتخابات ومفاجاة النتيجة إلا ان الجميع تقبل النتيجة عن طيب خاطر وخرجت الأقلية راضية بالنتيجة ومرحبة بالتعاون مع الأغلبية من أجل مصلحة الدولة ، وفي مصر كان المشهد عبارة عن بلطجة وشراء أصوات وعشرين جنيه مقطوعة نصفين وكيس رز ، وعلبة عصير للجنة الإنتخابات ، وتصويت بأسماء أشخاص بعثت من قبورها لتنتخب وتعود إلى أكفانها في مظهر ديمقراطي لا تقدرعليه أعتى الديمقراطيات ، وتصويت متعدد في دوائر مختلفة لنفس الناخب وكأن الحبر الفسفوري هو أسيتون في الأصابع ، وحشد أجساد ممتلئة في أتوبيسات للتصويت مقابل نص يوم عمل ، وتتحول المصالح والهيئات الحكومية والمحافظات بمحافظينها إلى أمناء للحزب الحاكم ، والتصويت الجماعي وإعتقال المندوبين ، وإعتداء على قضاة ، وتهريج ومسخرة في فرز الأصوات حيث يعود زمن المعجزات بقدرة كونية خارقة فتصبح التسعة عشر ألفاً سبعة ألاف ويتحول عدد سبعة آلاف صوت إلى أربعة وعشرون ألفاً ياكفرة ، ومهما طال بي العمر لا أنسى صور من يتسلقون السلالم الخشبية في لجنة إنتخابية مقامة بإحدى المدارس في غفلة من الأمن ليقفذون من شبابيك دورات المياه كي يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم بعدما أغلق الأمن جميع الطرق المؤدية للجنة الإنتخابية لشعبية أحد المستقلين على مرشح الحزب الحاكم ، في كل بلاد العالم يدعون الناس للمشاركة الإنتخابية وعندنا الشعب يتسلق السلالم الخشبية ليصل للدور الأول على إرتفاع عدة أمتار ليقذف بجسده من شباك صغير ليدلي بصوته

المغرب .. جرت بها إنتخابات بلدية فاز بالأغلبية بها حزب جديد صغير لم يمر على إنشائه أكثر من عشرة أشهر إسمه الأصالة والمعاصرة ، وإن كان هناك شبهة دعم من الملك للحزب الجديد إلا أن هناك أحزاب اخرى حصلت على مقاعد بنسب متفاوتة .. وعندنا إنتخابات المحليات مسخرة بالفعل حيث حدث تأجيل لها لمدة عامان بعد هوجة نجاح مرشحوا الأخوان في الإنتخابات البرلمانية حتى يتم التخلص فيها من نشاط الأخوان بعد إعتقال قياداته ، إنتخابات شارك فيها حزب واحد فقط فأصبح مرشح الحزب ينافس مرشح الحزب ذاته ليصل الفساد إلى مابعد الرُكب بكثير

إيران .. وهذه حكاية أخرى أكاد أجن لها ... إيران جرت بها إنتخابات رئاسية ، وحتى يوم الإنتخابات لم يكن معلوماً ولامتوقعاً من الفائز بها بعكس إنتخابتنا الرئاسية ، وخرج الشعب إلى الشارع معترضاً على النتيجة وحتى تلك اللحظة ، مشككاً في حدوث تزوير والعالم كله على شفا جرف هاو لا يستطيع أن يأخذ موقفاً فهو يريد إثبات مادي واحد للتزوير في الإنتخابات .. إثبات واحد لايستطيع أن يجد دليلاً عليه سوى خروج الآلاف للشوارع .. ياخبر أبيض لايوجد إثبات واحد أو دليل واحد على التزوير في الإنتخابات في تلك الدولة القمعية ، وحتى الآن وجميع المرشحين ومندوبيهم لم يجد أي منهم إثبات مادي حقيقي على التزوير ، ونحن في إنتخابتنا ألف دليل في كل موقف .. يكفي فقط أن تقرأ التدوينات التي تابعت الإنتخابات وأثبتت التزوير بالأدلة المادية بالصور والفيديوهات ولم يحرك كل هذا ساكناً لننزل ونعترض جماعة ، لماذا ... لأننا مازلنا نكتفي بالإستمناء كعادة نحبذها سرية دائماً فتهدأ شهوتنا المزعجة المنتشية للديمقراطية ثم نأخذ حماماً دافئاً نزيل به ماأقدمت عليه قلوبنا من إشتهاء لممارسات يعرضها علينا أنجاس داعرين يقدمون لنا ديمقراطيات عارية .. حفظنا الله وحفظ مصرنا من كل عمل داعر ... بس عايزين نتجوز بأه .. نفسنا

8 comments:

  1. صدبقي أحمد وحشتني والله

    أنا جيت على سيرة الجواز مش حاجة تانية بصراحة

    سلام يا صاحبي

    ReplyDelete
  2. مش مصدق اننا اتفقنا علي رأي أخيرا :) بوست ممتاز _استعد لانتخابات البرلمان المصري و من بعدها الرئاسة :D

    ReplyDelete
  3. الاخ / احمد شقير
    10/10
    بوست ولا اروع ..... سكت طويلا ولم تعلق علي الانتخابات .... واخيرا كان هذا المقال التحفة.
    نرجو فقط الا تحرمنا طويلا بسكوتك.
    علي فكرة ... انا مرات مش بيعجبني اللي بتكتبه ...كما قلت سابقا .... لكن نظرا لانك مش بترد علي التعليقات .... فعشان كده انا بالتزم بالاعتراض السلبي .... اي بالصمت ..... لكن هذا لا يمنع انك احد الذين احرص دائما علي مطالعة تدويناتهم .
    اراك علي خير في تدوينات مقبلة .... والسلام عليكم

    ReplyDelete
  4. الاستاذ احمد السلام عليكم ورحمة الله
    لعل هذه اول زيارة لي لهذه المدونه وكم اسعدني تميزها وروعة المواضيع وسلامة الاسلوب واحزنني كثيرا انني لم ادخلها من وقت مضي

    بجد الموضوع مميز جدا وعندك حق في كل كلمة قلتها

    بس كان لازم بردو تنوه الي ان حكومتنا العظيمة بردو شغاله دلوقتي علي قدم وساق من اجل الانتخابات القادمة طبعا بعد ما شافوا مرشحوا الاخوان عملوا فيهم ايه في المجلس

    ReplyDelete
  5. و احنا كمان و الا نسيتنا قلت الرجاله عندنا كانوا خمسين دلوقتي اصبحوا 46 دخلوا اربع نساوين

    ReplyDelete
  6. ربنا يشفينا من الاستمناء اصل فى بعض الحالات بيبقى ادمان

    ReplyDelete
  7. عايزين نستورد شعب تانى وعلى رأى ابن خلدون المصريين نادرا ما يعترضوا ولو تأملنا الثورات فى تاريخنا سنجد من قام بها دائما هم العسكريون وقد تنبأ الرسول (صلعم) بهذا وقال اننا فى رباط الى يوم القيامة...!!! ما الحل هل نطالب بالوحدة مع اسرائيل؟؟

    ReplyDelete
  8. طب انا كان نفسى جدا احط لينك للبوست دا على الفيس بووك عشان كل اصدقائى يقرأوه

    بس بسبب العنوان هيكون فيه كثير من الحرج

    بوست اكثر من الممتاز و احيك عليه بس العنوان و جزء من المحتوى بيخلينى اشعر بالاحراج

    بنت مصرية نفسها بلدها ينصلح حالها

    ReplyDelete